مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ولكن ما الذي نرى عليه واقعنا؟ هل هو هذا الواقع كأمة بشكلٍ عام في مختلف أقطارها وبلدانها، هل نرى الحكمة هي السائدة؟ هل نرى الرشد والزكاء ومكارم الأخلاق هي السائدة، هل القيام بالقسط هو الحالة السائدة في واقع هذه الأمة بمختلف بلدانها وشعوبها ودولها؟ هل وحدة الكلمة والاعتصام بحبل الله هو الواقع السائد؟ هل القيادة للمجتمع البشري من حولنا وفق هذه المسؤولية المهمة والعناوين العظيمة التي تندرج تحتها هذه التفاصيل المهمة هي الحالة القائمة؟ أم أننا نشاهد بِأُمِّ أعيننا الكثير من زعماء هذه الأمة ومن قادتها ومن حكوماتها وهي تعيش واقع التبعية المكشوفة الواضحة الفاضحة لأعداء هذه الأمة: لليهود، للصهاينة، للأمريكان، لطغاة هذا العصر ومستكبريه، لأولياء الشيطان؟ أم أننا نرى الواقع يفتقر إلى حدٍ كبير إلى دفع هذه الأمة لتستحضر هذه المسؤولية، هذا المسار الصحيح، وتسعى إلى العودة إليه؟

 

مع وجود هذا التوجه كحالة قائمة في واقع الأمة، لكن هذا التوجه القائم في واقع الأمة، في نطاقٍ محدود هنا أو هناك، هو ثمرة- كما سيأتي الحديث إن شاء الله- لتضحية الإمام الحسين -عليه السلام- لجهوده، للجهود التي هي امتداد لتلك التضحية، لذلك العمل، لذلك السعي، لذلك الجهاد، وامتداد أيضاً لما قبله من تضحية أخيه الحسن -عليه السلام- وما قبل ذلك من تضحية وجهود الإمام عليٍ -عليه السلام- فيما كان ذلك بكله امتداداً للرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- في كل جهوده وما قدَّمه للبشرية من هدى وفق الرسالة الإلهية التي بعثه الله بها.

 

فعلى كُلِّ، هناك فجوة كبيرة جدًّا في واقع هذه الأمة بكلها- بشكلٍ عام- ما بين الواقع المفترض، الذي نفترضه واقعاً يسود فيه: الصلاح، والخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والعدل، والوحدة، والاعتصام بحبل الله جميعاً، والاستقامة وفق المنهج الإلهي بكل تفاصيله تلك، وبناء الحياة على أساسه، والنهوض بالدور المهم المنوط بنا كبشر مستخلفين في هذه الأرض على أساسٍ من ذلك الهدى، وبناء حضارة إسلامية رائدة متميزة، تقود المجتمع البشري على أساسٍ من منهج الله -سبحانه وتعالى- هذه الأشياء غائبة في واقع الأمة إلى حدٍ كبير، ونشاهد المآسي اليومية في واقعنا كأمة، المظالم الرهيبة والكبيرة، الحالة المأساوية من: التخلف، والشتات، والفرقة، والنزاعات، والأمِّيَّة الكبيرة، ونقص الوعي بالمفاهيم القرآنية، وغياب كبير للثقافة القرآنية في واقعنا، لا تعيش الأمة- بشكلٍ عام- حالة هذا التمحور الذي أتى في الآية المباركة في قول الله تعالى: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}، هذا التمحور حول القرآن الكريم؛ للاهتداء به، للتثقف بثقافته، للاسترشاد به، للتحرك في هذه الحياة على أساسه، لاتخاذ المواقف والتمسك بالمواقف التي يحددها، والتي أمر الله بها في هذا الكتاب المبارك، {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ}، غائبٌ هذا في واقع الأمة- بشكلٍ عام- إلى حدٍ كبير.

 

ولهذا تعاني هذه الأمة من مشكلات كبيرة، ومن مظلومية كبيرة، أمة تعاني من التظالم الداخلي، هناك سلطة ظالمة جائرة هنا أو هناك، كالنظام السعودي الذي نشاهد ما يفعله هو ومن يتحالف معه تحت قيادة أمريكا وبالتحالف مع إسرائيل ضد شعبنا العزيز، فنجد المشاهد المأساوية من القتل الذريع للآلاف من الأطفال والنساء والناس الأبرياء، ونرى الحصار الاقتصادي الخانق- الذي هو محرَّمٌ شرعاً، ومن أكبر المنكرات، ومن أكبر الجرائم- بحق شعبٍ بأكمله، ونرى مظلومية هذه الأمة فيما يعانيه شعب فلسطين أمام مرأى ومسمع من بقية أبناء الأمة، ما يعانيه المسلمون في أقطارٍ شتى، مثلما يحصل على الروهينجا هناك، مثل ما يحصل أيضاً على المسلمين في كشمير، مثل ما يحصل في شتى بقاع الأرض هنا أو هناك، كم هي مظالم هؤلاء المسلمين.

 

أين هي الأمة من كل هذه المظالم؟ أين تلك القيم التي تجعلها في موقع الأمة التي تقوم بالقسط، تواجه الظلم، تتصدى للمنكرات، تدرك مسؤوليتها الكبرى؛ فتكون لائقةً بهذه المسؤولية في القيام بالعدل، في التصدي للطاغوت، في إصلاح واقع الحياة؟ هذا الواقع المفترض، وهذه الفجوة الكبيرة لم تكن فجوةً ما بين الواقع وما بين الواقع الفعلي والواقع المفترض بحسب ما رسمه الله لهذه الأمة، لم تكن حالةً خاصةً بعصرنا هذا، عندما نعود إلى التاريخ: سواءً هذا الجيل الذي قبلنا، أو الأجيال ما قبله، جيلاً بعد جيل على مدى زمنٍ طويل، عبر المئات من السنين، عبر القرون والأجيال الماضية، سنجد واقعاً مظلماً، مليئاً بالمآسي، والمظالم، والمفاسد، والجهل، والتخلف، وغياب هذه القيم، ولكن ليس إلى حدٍ نهائي، يوجد عبر كل هذا الامتداد الزمني يوجد هناك حضور وامتداد للحق، للمبادئ الإلهية، للقيم الإسلامية، يتمثل ذلك الامتداد في أهل البيت -عليهم السلام- ومن كان معهم من صالحي الأمة، من رشداء الأمة، من أبناء الأمة الأخيار والأبرار والصالحين الذين كانوا على امتداد هذا الزمن على نحوٍ مغاير، مغاير للحالة العامة، للحالة السائدة، للحالة المنتشرة، ولكنهم كانوا- في كثيرٍ من الحالات وعلى مدى مئاتٍ من السنين- كانوا محاربين، كانوا- في كثيرٍ من الحالات- إلى درجة أن يعيشوا الغربة في واقع هذه الأمة، أن يعانوا من الخذلان في الساحة العامة.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى عاشوراء 8 محرم 1441 هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر