مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

إذاً عندما ندرك أنَّ هذا الشهر له هذه الأهمية، وهذه الفريضة لها هذه الآثار والنتائج الطيبة، فكيف نتعامل مع هذا الشهر المبارك؟

 

أولاً: ماذا نركِّز عليه في هذا الشهر المبارك؟ ينبغي أن يحرص الإنسان أن يدخل في هذا الشهر المبارك بتوجهٍ صادق إلى الله -سبحانه وتعالى- وسعيٍ للتخلص من المعاصي والذنوب، أن يبتدأ شهره هذا بالتوبة إلى الله، والاستغفار، وأن يعزم عن الإقلاع عن المعاصي، وعن الكبائر، وعن الذنوب، ويحرص على الاستقامة، ويتخلص من المظاهر السيئة، والأعمال السيئة؛ حتى يتقبل الله منه صيامه وعمله، الإنسان إذا دخل هذا الشهر وهو مستمر على ذنوب ومعاصي ومفاسد، فاستمراره على ذلك سيحبط عمله، لن يتقبل الله منه عمله ابتداءً، فإذا حدث شيءٌ من ذلك قد يحبط عمله، خصوصاً الكبائر، الكبائر تحبط الأعمال الصالحة، وتمثِّل خطورة كبيرة على الإنسان، وتفقد الإنسان الاستفادة من هذا الشهر المبارك.

 

الحرص أيضاً أنه خلال شهر رمضان المبارك يحترم حدود الله -سبحانه وتعالى- ويحذر من الحرام، يحذر من المعاصي، يحذر من الأعمال السيئة، يستقيم على طاعة الله -سبحانه وتعالى- ويحذر مما يسبب له الانزلاق، بعض المقدِّمات للأعمال الفاسدة والأعمال السيئة تهوي بالإنسان وتورطه، يحذر منها ابتداءً، يحذر من خطوات الشيطان من أول خطوة، ويحرص على الاستقامة والصلاح في هذا الشهر المبارك؛ ليؤسس لذلك فيما بعده.

 

يحرص الإنسان على القيام بفرائض الله -سبحانه وتعالى- وواجباته العملية بكل أنواعها: الصلاة، الصيام، الأعمال الصالحة، الجهاد، الإنفاق… كل الأعمال التي تدخل في نطاق المسؤوليات المهمة والأعمال الأساسية التي فرضها الله -سبحانه وتعالى- علينا.

 

الاهتمام بشكل كبير جدًّا بذكر الله -سبحانه وتعالى- باللسان، وبالوجدان والقلب والمشاعر: بحيث يكثر الإنسان من الاستغفار، من التسبيح، وهذا أمرٌ متاح أينما كان الإنسان: في الجبهة يستطيع أن يكثر من ذكر الله -سبحانه وتعالى- في المنزل، في حركته، في ذهابه، في إيابه، يستطيع أن يكثر من ذكر الله -سبحانه وتعالى- والذكر لله من أفضل العبادات والقُرب التي تقرِّب الإنسان من الله -سبحانه وتعالى-.

 

الاهتمام أيضاً بالقرآن الكريم: شهر رمضان كما قال الله عنه في كتابه الكريم: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة: من الآية 185]، فينبغي العناية بتلاوة القرآن الكريم بتأمل وتدبر، والحرص على الاستفادة من كتاب الله -سبحانه وتعالى- والاهتداء به، النظرة إليه ككتاب هداية، كيف نستفيد منه، كيف نصحح المفاهيم الخاطئة لدينا، كيف نرسخ المبادئ المهمة، كيف نتذكر بما يذكِّرنا به القرآن الكريم، كيف نتأثر بما يقدِّمه من الهدى المؤثر على المستوى النفسي والوجداني، ثم على المستوى العملي، ثم ما يترتب على ذلك في واقع الحياة، القرآن الكريم ينبغي أن يمثِّل واحدةً من أهم ما نركِّز عليه في شهر رمضان المبارك، وعلى هذا الأساس: تلاوة التأمل، والحرص على الاهتداء به، وليس مجرد الإكثار من التلاوة بدون تأمل، ولا اهتداء، ولا انتفاع بكتاب الله.

 

العناية بالدعاء: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة: من الآية 186]، الدعاء مهمٌ جدًّا في كل حال، وفي شهر رمضان هو من أهم ما يركِّز عليه الإنسان، وشهر رمضان من المواسم العظيمة والمهمة للدعاء ولقبول الدعاء، ولا سيما بالأشياء المهمة في عاجل الدنيا وفي آجل الآخرة.

 

من الأشياء المهمة جدًّا العناية بالإحسان: الإحسان من أهم القرب إلى الله -سبحانه وتعالى- ومن أهم الأعمال، ومن أعظم الأعمال، الإحسان بالصدقات، الإخراج أيضاً للزكاة مسألة ضرورية جدًّا، العناية بالبر وفعل الخير تجاه الناس، تجاه الضعفاء، تجاه الفقراء، وبما يراعي تكريمهم، الإنسان على مستوى أرحامه، على مستوى جيرانه، على مستوى الناس من حوله، ثم على مستوى أوسع بقدر ما يستطيع، على المستوى الفردي، وعلى المستوى التعاوني الذي يأتي ضمن أعمال اجتماعية واسعة، أو جمعيات خيرية جيدة… أو نحو من ذلك.

 

العناية أيضاً والتركيز على التزكية للنفس: الإنسان يلتفت جيداً إلى واقع نفسه، يقيِّم نفسه بنفسه، يحاول أن يستذكر جوانب القصور لديه، الفرائض التي هو مقصرٌ فيها، الأعمال والمسؤوليات المهمة التي هو مُخِلٌ بها أو مقصرٌ فيها، الأخطاء والسلبيات والأعمال السيئة التي تصدر منه، ثم يحاول أن يستعين بالله -سبحانه وتعالى- ويلتجئ إلى الله أن يوفقه للخلاص منها، ويحرص على العودة إلى القرآن، والاستفادة من الصيام، والتوجه العملي للخلاص من تلك السلبيات، أو جوانب التقصير، ثم تكون النتيجة: التوجه العملي الجاد على ضوء هدى الله -سبحانه وتعالى-؛ لأنه بهذا تتحقق للإنسان التقوى بشكلٍ تام، عندما يتجه عملياً على ضوء هدى الله -سبحانه وتعالى- في مسيرة حياته، في أعماله، في مواقفه، في تصرفاته، في توجهاته، ويرتبط بهدى الله بما يترك الأثر الكبير عليه في روحيته ونفسيته ومشاعره ووجدانه.

 

هذه النقاط ينبغي التركيز عليها، وينبغي أن نحذر في هذا الشهر الكريم مما يساهم في ضياع وقتنا، وبالذات الشباب الذين قد يركِّز البعض منهم إما على سهرات في حالةٍ من الضياع والفراغ، وفي جوٍ بعيد عن هدى الله، وعن الذكر لله، وعن القرآن الكريم، إما وراء المسلسلات التلفزيونية، أو وراء مواقع التواصل الاجتماعي، والانشغال بها، وتضييع الوقت عليها، أو سهرات في اجتماعات ليس لها أي قيمة إيجابية، ولا تربوية، ولا أخلاقية، ولا دينية، وليس فيها اهتمام لا بهدى الله، ولا بالقرآن الكريم، ولا بعملٍ صالح، يجب الحذر من ذلك، والحذر من قرناء السوء الذين يجرون الإنسان إلى الضياع في أعماله وفي اهتماماته.

 

مما ينبغي أيضاً التركيز عليه: الاستعانة بالله والتماس التوفيق منه للإنسان؛ لكي يتمكن من استثمار هذا الشهر المبارك، الإنسان يدعو الله -سبحانه وتعالى- أن يوفِّقه لاغتنام هذا الشهر للاستفادة منه، أن يوفِّقه فيه إلى الأعمال الصالحة.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك 1441


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر