أصيل علي البجلي
في معركة الإرادَة والسيادة التي يخوضها شعبنا اليمني العظيم، برز اتّفاق وقف إطلاق النار الأخير كدليل قاطع على أن اليمن هو من يحدّد قواعد اللعبة. أمريكا، رغم جبروتها، اكتفت بتصريحات فارغة لا تغطي هزائمها المتكرّرة في أرضنا. هذا الاتّفاق هو نتاج صمود شعبنا وجيشنا الباسل، الذين فرضوا شروطهم على طاولة المفاوضات، مؤكّـدين أن السيادة اليمنية خط أحمر لا يُساوم عليه.
لقد أثبتت الأيّام أن أمريكا قوة استعمارية تحاول فرض إرادتها بالقوة والدمار، لكنها اليوم تواجه حقيقة لا يمكن إنكارها: اليمنيون أصحاب القرار، وهم من يحمون ممرات البحر الأحمر ومصالح الأُمَّــة. شروطنا في الاتّفاق جاءت واضحة وصارمة، تحمي شعبنا وأرضنا، وتضع حدًّا لمحاولات التدخل والهيمنة.
أما التصريحات الأمريكية، فهي محاولة يائسة لتجميل صورة فشلها في اليمن، حَيثُ أعلنت وقف غاراتها بعد سنوات من العدوان الوحشي الذي لم يحقّق سوى الألم والدمار. هذا التراجع الأمريكي اعتراف ضمني بهزيمتها أمام إرادَة شعبنا الصلبة، ودليل على أن الكلام وحده لا يغير واقعًا فرضه اليمنيون بدمائهم وتضحياتهم.
نحن اليوم نعيش مرحلة جديدة من النضال السياسي الذي يثبت أن السلام الحقيقي يأتي باحترام السيادة والحقوق الوطنية، وليس بالوصاية أَو التدخل الخارجي. أمريكا مطالبة بالتحول من متفرج يطلق التصريحات إلى شريك حقيقي يحترم إرادَة اليمن ويقف إلى جانب حق شعبه في الحرية والاستقلال.
في النهاية، هذا الاتّفاق انتصار لليمن وشعبه الأبي، ورسالة واضحة لكل من يحاول العبث بأمن واستقرار بلادنا، بأن اليمن سيظل صامدًا، ولن يسمح لأية قوة أن تمس سيادته أَو تمزق وحدته. فليعلم العالم أن اليمن اليوم أقوى من أي وقت مضى، وأن إرادَة شعبنا هي السلاح الأقوى في مواجهة كُـلّ عدوان.