في نار جهنم كل شيءٍ عذاب، بدءاً من الملابس، في كثيرٍ من الدنيا إذا دخل الإنسان السجن هناك ملابس مخصصة للسجن، فما هي الملابس المخصصة في نار جهنم؟ حتى الملابس من النيران، ومفصلة تفصيلاً كاملاً على الإنسان، ربما الله أعلم كم هي الأنواع؟ هل شيءٌ منها سيفصل ليقوم مقام البنطلون والقميص؟ أم مقام الثوب... أو أي شكل؟ الحالة هي كما قال الله "سبحانه وتعالى": {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ}[الحج: من الآية19]، تفصيلٌ عليهم بالكامل نيران، يبقى عليك هذا الثوب الناري المباشر بحرارته لجسمك بشكلٍ مستمر والعياذ بالله، الله أعلم كيف سيكون شكل ذلك الثوب الناري المفصل عليك، والمقطع والمفصل بما يكون عليك تماماً والعياذ بالله.
الطعام عذاب، شجرة الزقوم التي تغلي في البطون كغلي الحميم، والتي هي لا تشبع، {فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا}[الصافات: من الآية66]، من شدة الجوع، {فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ}[الصافات: الآية66]، يأكلون ويأكلون ويأكلون ولا يحسون بالشبع، يبقى عذاب الجوع مستمراً حتى تمتلئ بطونهم من تلك الثمرة التي تغلي في البطون كغلي الحميم والعياذ بالله، حرارة شديدة جداً، وقت أكلها، عندما تتناولها، كيف هي حرارتها في فمك، كيف حرارتها وهي تنزل إلى بطنك، ثم حرارتها في بطنك وهي تغلي في بطنك كغلي الحميم والعياذ بالله.
{ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ}[الصافات: الآية67]، الذي سيشربونه عليها بدلاً عن العصير، بدلاً عن المشروبات الغازية، بدلاً عن المياه المعدنية، حالة رهيبة جداً، كل شيءٍ عذاب، الشراب قال الله "سبحانه وتعالى": {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}[الكهف: من الآية29]، حالة رهيبة جداً، ما أشد العطش في جهنم، من أشد أنواع العذاب في جهنم هو العطش، وعطشٌ لا يرويك منه أي شيءٍ من شراب جهنم، لا ذلك الحميم الذي هو كالمهل، ليس ماءً نقياً، وليس حتى حميماً نقياً، ولكنه {كَالْمُهْلِ}: كحثالة الزيت في مذاقه، في شكله، في حرارته البالغة، حرارة شديدة جداً، تصل درجة الحرارة فيه إلى أن يشتوي منه وجهك أول ما يقرب إليك لتشرب، كيف حرارته في فمك، كيف حرارته في رقبتك، كيف حرارته في أمعائك، {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ}[محمد: من الآية15]، يقطع الأمعاء من شدة الحرارة، وآلام رهيبة جداً، كل شيءٍ يرافقه من الآلام ما كان يكفي لقتلك، ولموتك، ولهلاكك لو بقي موت، آلام شديدة جداً، تأكل وأنت تشعر بالآلام الشديدة، آلام شديدة جداً، تشرب من ذلك الحميم تشرب الصديد، قال عنه الله "سبحانه وتعالى": {يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ}[إبراهيم: من الآية17]، كل جرعة كانت تكفي لأن تكون قاتلة، كانت تكفي لأن تكون مميتة، كل جرعة من ذلك الصديد القذر، الذي هو مع قذارته ونتنه ومذاقه البشع جداً، في منتهى الحرارة والشدة، فرائحته قذرة ونتنة جداً، ومذاقه قذرٌ، وشكله قذرٌ، وحرارته رهيبة جداً ومميتة لو بقي موت، ولكن ما بقي موت، وجرعة بعد جرعة، كل شيء بعذاب، الحركة في جهنم حركة والنقل لأشياء كثيرة أنواع وأصناف من العذاب يعذِّبك بها أولئك الملائكة، عندما يذهبون بالإنسان ليغتسل غسل جهنم، غسل رهيب، من أسوأ حالات العذاب في جهنم والعياذ بالله، الله يقول: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ}[الدخان: الآية47]، عتل يعتل به، يعني: يؤخذ ويساق سوقاً عنيفاً؛ لأن الإنسان الذي يُذهَب به إلى تلك الحالة الرهيبة جداً، يخاف للغاية، وعندما يجرب أن يغتسل ذلك الغسل كل مرة يأتون إليه سيخاف، ويحاول أن يمتنع، ولكنهم يأخذونه رغماً عنه، فيعتلوه، العتل: الأخذ والسوق بعنف وشدة وقوة، إلى مكان في جهنم قال عنه الله: {إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ}، من أسوأ الأماكن في جهنم وأشدها عذاباً، بعد أن يصل: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ}[الدخان: الآية48]، نعوذ بالله، عذاب رهيب جداً، ذلك الغسل يقول الله عنه في آيةٍ أخرى: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ}[الحج: الآية20]، يذوب فيه جلد الإنسان، يذوب من شدة حرارته جلده، حالة رهيبة جداً، وألم شديد جداً.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الخامسة 1441هـ
قوا أنفسكم وأهليكم نارا تفاصيل مهولة عن عذاب جهنم