مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وعندما نتحدث عن الإمام الشهيد زيد بن علي عليهما السلام وعن نهضته وعن استشهاده فنحن نتحدث عن محطة تاريخية مهمة هي كذلك غنية جداً بالدروس والعبر ذات الأهمية القصوى التي نحتاج إليها في نفس واقعنا وبطبيعة ما نواجهة من تحديات، وعندما نتحدث عن الإمام زيد عليه السلام نتحدث باختصار جداً لأن هناك الكثير مما يُعرّف به كتب تاريخية أصبحت مدرسته مدرسة مشهورة معروفة في واقع الأمة، وهو كذلك ليس رجلاً مغموراً، الإمام الشهيد زيد بن علي عليهما السلام هو يحظى بمكانة كبيرة في أوساط الأمة بمختلف اتجاهاتها الفكرية والثقافية له مكانته المرموقة والعظيمة والمتميزة وجلالته وقدره معلومٌ بين أبناء الأمة، على مختلف المذاهب والاتجاهات، وبالتالي نتحدث باختصار.

 

الإمام الشهيد زيد والده هو الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين وجده هو سبط رسول الله الحسين عليه السلام وجده الأعلى هو الإمام علي عليه السلام أمير المؤمنين، وكل منْ هولاء معروفٌ في أوساط الأمة قاطبة، من الذي يجهل أحداً من هولاء فيما كانوا عليه وهم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة وأعلام الأمة وأعلام الهداية، والإمام الشهيد زيد بن علي عليه السلام ولد في هذه البيئة وتربى عند والده زين العابدين الذي اعتنى به وبتربيته ومن واقع نظرةٍ ملؤها الأمل بهذا المولود أنه سيكون له دورٌ ومتميزٌ وحركة كبيرة في واقع الأمة، ولذلك في ظل تلك الأجواء أن الإمام السجاد التربية التي حظى بها زيدٌ عليه السلام من والده زين العابدين في أعظم أجواء يمكن أن نتخيلها أو نتحدث عنها يحظى فيها الإنسان بتربية فريدةٍ ومتميزة، أي تربية عند زين العابدين عليه السلام إلا تربية على الإيمان وتربية على التقوى وتربية على قيم الإسلام ومبادئ الإسلام وفي تلك الأجواء المباركة والربانية في بيت النبوة حظي الإمام الشهيد زيد عليه السلام بأعظم تربية، وهو في نفسه بما أعطاه الله من ملكات وما أعطاه من قدرات وما هُيأ له في نفسه كان على مستوى قابلية كان ذو قابلية عالية جداً للتفاعل الكبير مع تلك التربية، فتربى وتعلم ونشأ في أحضان والده زين العابدين عليه السلام ثم عند أخيه الأكبر الإمام الباقر عليه السلام وأستفاد منه وتعلّم منه كذلك.

 

في ظل هذا الجو نشأ نشأة إيمانيةً راقية بكل ما تعنيه الكلمة، وكان أثر هذه التربية الإيمانية فيه وفي سلوكه وفي روحيته أثراً عظيماً وبارزاً، لدرجة أنه قال عليه السلام” والله ما كذبتُ كذبةً منذ عرفت يميني من شمالي، وما انتهكت لله محرماً منذ عرفت أن الله يُعاقب عليه” نشأة عظيمة جداً على الصدق على الطهارة على الزكاء على التقوى على الاستقامة نشأة إيمانية راقية جداً لهذه الدرجة من الاستقامة، في ظل هذه النشأة وفي ظل هذه التربية في ظل هذا الجو الإيماني المفعم بالإيمان والهداية والتزكية نشأ الإمام الشهيد زيد عليه السلام نشأة طيبة مباركة إيمانية، وعُرف في الأوساط الإسلامية منذ وقتٍ مبكر بما هو عليه من الزكاء والطهر والتقوى والعلم والمعرفة وعُرف بميزة ذات أهمية كبيرة جداً، وهي ولَعَهُ الشديد بالقرآن وعلاقته الوثيقة بالقرآن الكريم واهتمامه المتميز بكتاب الله سبحانه وتعالى، وغير غريب عليه هذا وهو يتربى في أحضان بيت النبوة الذين هم قرناء القرآن وهذا الاقتران بالقرآن منهم اقتران وثيق، اقتران الفكرة اقتران الثقافة اقتران المبدأ اقتران الخُلق اقتران العمل اقتران الموقف اقتران في مسيرة الحياة بكل تفاصيلها.

 

فلذلك عُرف الإمام زيد عليه السلام من مرحلة مبكرة في المدينة المنورة بأنه “حليف القرآن” تعبير عن هذه الصلة الوثيقة جداً وعُرف حتى من خلال أسلوبه في المحاورة والمناظرة والتعليم والاحتجاج مدى ارتباطه الوثيق بالقرآن الكريم كيف كان القرآن الكريم حاضراً بشكل كبير في منطقه في حديثه في عِظته في احتجاجه في تعليمه حضور بارز جداً، وأثر كبير في روحيته، عرف عنه الخشية العظيمة من الله سبحانه وتعالى فكان في أجواء قرآنية يعيشها مع كتاب الله يصل إلى حالة الإغماء عليه من خشية الله، وكان من أبرز تجليات التأثير القرآني في الإمام الشهيد زيد بن علي عليهما السلام كان من أبلغ تجليات التأثير القرآني في روحيته وفي ثقافته وفي نظرته وفي اهتماماته ما كان عليه من الاستشعار الكبير للشعور بالمسؤولية المسؤولية تجاه هذه الأمة فيما هي عليه فيما تعانيه في ضرورة تصحيح وضعها وإصلاح واقعها، وفي ضرورة العمل على دفع ماتعانيه من ظلم وعلى مواجهة الطاغوت والاستكبار المتمثل بالطغيان الأموي، على ضرورة العمل لإنقاذ هذه الأمة فيما تعانيه من ظلم واستعباد وقهر وعلى ضرورة العمل على إحقاق الحق وإقامة العدل، والعمل على إيصال الحق إلى الأمة في كل أوساط الأمة في كل مناطق الأمة بعد أن أدغل بنو أمية في هذا الدين وحرّفوا مفاهيمه وقدموا مفاهيم باطلة بديلة عن المبادئ الحقيقية للحق وسعوا إلى إفساد الأمة في واقعها التربوي وفي واقعها الأخلاقي إلى آخره.

 

فالإمام الشهيد زيد بن علي عليه السلام بلغ بأثر القرآن فيه في مدى اهتمامه بأمر الأمة والتفاتته إلى معاناتها واستشعاره لأهمية إصلاح واقعها أن قال كلمته الشهيرة التي وثقها التاريخ وبقيت متنقلة في أوساط الأمة جيلاً بعد جيل ” لوددت أن يدي مُلصقةٌ بالثريا ثم أقع إلى الأرض أو حيث أقع فأتقطع قطعةً قطعة وأن الله يصلح بذلك أمر أمة محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)” هذه الروح من الاهتمام الكبير جداً لصلاح أمر الأمة وإنقاذ الأمة وإصلاح واقعها وتصحيح وضعيتها التي حملها الإمام الشهيد زيد بن علي عليه السلام والتي عبّر عنها بهذا التعبير، أنه يود لو أن يده ملصقةٌ بالثريا -تلك المجموعة من النجوم المرتفعة جداً في أعالي السماء- ثم يقع من على ذلك الشاهق البعيد جداً، إلى الأرض أو حيث يقع ويتقطع إرباً إرباً إلى قطعة قطعة وأن يكون في ذلك صلاح حال هذه الأمة، هذا هو أثر القرآن الذي يصنع عند الإنسان هذا الاهتمام العالي والكبير بأمر الناس، كيف بمن هم على مستوى عجيب جداً، من الجمود من البرودة من اللامبالاة بحال الناس وبأمر الأمة، مهما كان هناك من ضلال وطغيان وظلم وفساد وتدهور هائل في واقع الأمة وانحراف كبير ولا يرف لهم جفن ولا تهتز فيهم شعرة ولا يتألمون لا يحملون مثقال ذرة من الألم تجاه ذلك، يحملون حالة اللامبالاة أين هم؟ وأين أثر التربية القرآنية؟.

 

الإمام الشهيد زيد عليه السلام من واقع هذا التعلق بالقرآن وقد عُرف بحليف القرآن وهذا الارتباط الوثيق بالقرآن ثقافةً وفكرةً ورؤيةً ومبادئ وروحية وأخلاقاً وعملاً وسلوكاً وموقفاً هو الذي كان يقول عندما ينصحه البعض بالسكوت عن الكلمات الحساسة عن المواقف المعبرة عن الانتقادات التي يوجهها للطغاة عن سعيه لاستنهاض الأمة وإحياء روح المسؤولية فيها وتذكيرها بواجباتها واستنهاضها للتحرر من حالة الاستعباد ينصحه البعض هنا وهناك أن يسكت فيقول “والله ما يدعني كتب الله أن أسكت” ويقول “كيف أسكت وقد خُولف كتاب الله وتحوكم إلى الجبت والطاغوت” من هذا المنطلق يتحرك، أثر القرآن فيه كان نتاجه تلك النهضة المتميزة والعظيمة ذلك العطاء ذلك الاستعداد العالي للتضحية، تلك العزة الإيمانية التي كسر بها هيبة الطاغوت التي كانت قد سيطرت في واقع الأمة، والرهبة الهائلة من الطاغوت التي كانت قد كبلّت أبناء الأمة فلم يعد أحد منهم يجرؤ أن يتحرك في الاتجاه الذي يخالف ما عليه قوى الطاغوت.

 

الإمام الشهيد زيد بن علي عليه السلام وهو يعايش مرحلة خطيرة هو ولد عليه السلام سنة 75 للهجرة وكان خروجه عسكرياً في سنة 122 للهجرة النبوية، وكانت فترة مابين خروجه وماقبل ذلك إلى حين استشهاد جده سبط رسول الله الإمام الحسين عليه السلام ماينيف عن الستين عاماً، في تلك المرحلة كان الطغيان الأموي قد بلغ ذروته، ونحن تحدثنا في ذكرى عاشوراء وفي مناسبات متعددة عن خطورة بني أمية عن الطغيان الأموي عن ما أحدثه بنو أمية في واقع الأمة من انحراف كبير جداً وأضرار كبيرة على كل المستويات تربوياً وثقافياً وروحياً ونهضوياً وسياسياً، كانوا بَليّة على الدين وما أدق كلمة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود عندما قال “لكل شيء آفة وآفة هذا الدين بنو أمية” فعلاً مثلوا آفة على الأمة في دينها وبالتالي في كل شؤونها بالتالي في كل شؤونها إذا أُفسد على الدين على الأمة مفاهيم دينها بالتحريف والانحراف فسد إثر ذلك كل شيء ولم يسلم للأمة لا دين ولا دنيا.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد 1440هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر