بعد ثلاثة عشر عام من حركة الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- في مكة، وهو يواجه الطاغوت هناك أَذِنَ الله له بالهجرة إلى المدينة المنورة، وفي يثرب أنشأ مجتمعاً إسلامياً، وحظيت الرسالة الإسلامية بقابلية عالية، وبحاضنة اجتماعية تمثلت بالأنصار (الأوس، والخزرج)، الذين أسلموا وآمنوا وآووا ونصروا، وحملوا راية الإسلام، واستقبلوا الرسول والمهاجرين، استقبلوا رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وانضووا تحت راية الإسلام أمةً مجاهدةً واقفةً معطيةً، وتحركوا تحت راية الإسلام، وتحت قيادة الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- لحمل راية الإسلام، بعد سبعة أشهر من هجرة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- إلى المدينة، وبدأت تلتحق به جموع المهاجرين، بدءاً من مكة، والبعض من مناطق أخرى، بدء الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- نشاطاته العسكرية المتمثلة بسرايا الاستطلاع والأنشطة التي تمثل حالةً من التجهيز والاستعداد، لماذا؟ بناءً على الوعي بواقع هذه الحياة، وبطبيعة الظروف القائمة في الواقع البشري، وبالفهم الصحيح لقوى الشر والطاغوت أنها قوى مستكبرة ومستبدة، وأنها بطبيعة ما هي عليه من: الطغيان، والإجرام، والطمع، والفساد، والعدوانية، والشر، لن تترك للأمة الإسلامية أن تنشأ كأمةٍ مستقلة ومتحررة عن التبعية لقوى الطاغوت وأن تبني حياتها، وتبني واقعها على أساسٍ من نهج الله وتعاليمه -سبحانه وتعالى- فهم صحيح لطبيعة الظروف والواقع البشري، وفهم صحيح لقوى الطاغوت في طبيعة ما تحمله من نظرة استكبار، ومن توجهات وسلوكيات ونزعة عدوانية، فبدأ استعداداته بتوجيهات من الله -سبحانه وتعالى- والذي حدث بالفعل أن الرسول بعد استقراره في المدينة لم تتجاهل قوى الطاغوت الحركة الجديدة للرسول، والظروف الجديدة التي تهيئ للمسلمين البناء في أنفسهم كأمةٍ مستقلة، قوى الطاغوت كانت تنظر إلى هذه الخطوة بنظرة الشر نظرةً عدوانية، ولهذا بدأت هي المساعي من جانبها للتحضير لاستئصال هذه الأمة، وضرب هذا الكيان الإسلامي العظيم، الذي بدأ رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- ببنائه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
(1) غزوة بدر الكبرى (ترجمة لرؤية الإسلام في الصراع مع الطاغوت)
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة السابعة عشر
مايو 24, 2019م