الجمهورية اليمنية
الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الأولى من شهر جماد الأولى 1447ه
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(الطريق إلى رضوان الله)
التاريخ: 1447/5/2ه 2025/10/24م
الرقم: (18)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣-الدنيا ميدان اختبار والكل منها سيرحل ولكن الفرق كبير بين من يعاني ويضحي في سبيل الله وبين غيره، وتوجيهات الله بعدم التراجع عن سبيله واضح مهما كان.
2️⃣-الشهداء هم قدوات ونماذج لبقية المؤمنين في الصبر والثبات يقدمون أعظم شهادة على كمال الله ومنهم شهداء فلسطين وعلى رأسهم السنوار.
3️⃣-قدم الشهيد الغماري أعظم الدروس لأبناء الأمة حين جعل من الجيش اليمني ركناً للإسلام هدفه الأقصى وفلسطين وفي أصعب مرحلة جعل من التصنيع الحربي هو الأقوى لتصل صواريخ اليمن إلى فلسطين.
4️⃣-رحيل الشهداء في سبيل الله يصبح وقوداً لأهل الحق من بعدهم وعلينا جميعاً مسؤولية الوفاء لهم بنصرة المستضعفين ومواجهة المستكبرين والخونة المرتدين.
5️⃣-تميز موقف الشعب اليمني بأنه رسمي وشعبي وتميز فيه موقف الشعب والعلماء والأكاديميين والجيش عن بقية الأمة.
6️⃣-يركز العدو على استهداف الأمة باختراقها من الداخل بعدة طرق ومنها المنظمات وعلى الكل الحذر والإبلاغ عن كل اشتباه.
7️⃣من الواجب البقاء في حالة إعداد مستمر وجهوزية وتصاعد في التعبئة لأننا نواجه عدواً خائناً لا عهد له ولاميثاق.
➖➖➖➖➖ ➖➖
🔹ثانياً: خطبة الجمعة
-
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} والْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ، وَالْخَالِقِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ، مُبْتَدِعُ الْخَلْقِ وَوَارِثُهُ، وَإِلَهُ الْخَلْقِ وَرَازِقُهُ، الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ عَلَى أَعْدَائِهِ فِي سَعَةِ رَحْمَتِهِ، وَاتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لِأَوْلِيَائِهِ فِي شِدَّةِ نِقْمَتِهِ، مُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ، وَغَالِبُ مَنْ عَادَاهُ، ونَشْهَدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَإِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
لقد جعل الله الحياة الدنيا ميدان اختبار وابتلاء للبشرية؛ ليتميز فيها الناس وليفرزوا على أساس استجابتهم لله، وجعل الله في الإسلام قدرة على بناء نفوس اتباعه، وإكسابها روحا معنوية عالية، وعزائم صلبة، لا تلين ولا تستكين؛ بغيتها الله، ومقصدها رضاه، ويتحرك المؤمنون في سبيل الحي الباقي الذي لا يموت ولا يتراجعون، وتبقى الأمة المؤمنة قوية لا تضعف ولا تتراجع حتى لو بذلت وقدمت وضحت في سبيل الله؛ لأن الله أمر بذلك فقال: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
وكل ما تقدمه الأمة في سبيل الله ليس خسارة، وكل مبذول في سبيل الله لا يضيع، وكل غالٍ في سبيل الله رخيص، وكل من في الأرض سيرحلون إلى الله بطريقة أو بأخرى، ولكن الفرق كبير بين من باع نفسه لله وضحى في سبيله والهدف رضاه والثمن الجنة، وبين من باع نفسه للشيطان ولأولياء الشيطان وضحى في سبيله والهدف الدنيا والثمن جهنم، والكل في هذه الحياة سيعاني، لكن هناك فرق بين من يعاني في سبيل الله، ومن يعاني لغاية رخيصة: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ} ولذا جاء التوجيه من الله لعباده أن لا يتراجعوا عن جهادهم ومواجهتهم لأعداء الله ورسوله: {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً}، فالكل يتألم ويتعب ويغرم ويضحي، ولكن يبقى الفرق بين من انطلق وصعد إلى الله، وبين من سقط في وحل العمالة والخيانة.
-
عباد الله:
من أعظم ما يجب الاهتمام به من قبل المؤمن في الحياة الدنيا هو أن يبحث عن القدوات والنماذج التي يستفيد منها دروسًا وعظات وعبرًا تمكنه من القيام بمسؤوليته في الحياة بشكل أفضل؛ فيبيض وجهه، ويبرئ ذمته، ومن أعظم تلك النماذج وأزكاها: الشهداء في سبيل الله، الذين يقدمون الشهادة على عزة الله وعظيم أثر هداه في النفوس التي ترتقي وتتسامى إلى درجة أن تقدم كل شيء لوجهه رغم كل المعوقات والصعوبات، ويقدمون نماذج في الحب لله والذوبان فيه، ويقدمون
دروسا في التضحية بكل الماديات وبأغلاها من أجل القيم والمبادئ والأخلاق الإلهية، ومن بين شهداء الأمة شهداء فلسطين.
ومن بين شهداء فلسطين الشهيد يحيى السنوار الذي قدّم لأجيال الأمة دروسا عظيمة في الصبر والبقاء على الموقف رغم كل الصعوبات والمعوقات والمؤامرات من قبل الأعداء، ورغم التخاذل والخيانة من قبل الأمة، وقدم دروسا في الصدق والوفاء مع الله ومع الدين، ومع القضية والقدس والأقصى والشعب الفلسطيني، ودروسا في الوعي العالي بمن هو العدو الصهيوني، وما هي مؤامراته، وما هو إجرامه وظلمه وضلاله وكيده ومكره، والوعي بكل مؤامرات الأعداء، وطبيعة الصراع معهم، وقدم دروسا في اهتمامه الكبير بالجهاد في سبيل الله ما قبل سجنه، وما بعد خروجه، وأثناء السلم وأثناء الحرب، ودروسا في الثبات على الموقف الذي يتزلزل عنده الكثير من الناس لصعوبات بسيطة، وثبت حتى آخر لحظة من حياته، بلا تراجع ولا استكانة ولا استسلام حتى لحظة الشهادة.
أيها الإخوة المؤمنون:
تقدم الأمة اليوم خيار أبنائها شهداء على طريق الأنبياء والربيين، وعلى طرق القدس والأقصى والمقدسات، شهداء من فلسطين ولبنان وإيران واليمن، فرقهم العدو بتقسيماته الجغرافية؛ فجمعتهم القضية الواحدة، والموقف الواحد، ويواصل اليمن تقديم الشهداء على طريق الجهاد الذي تركته الأمة رغبة عنه، وفي هذا الأسبوع شيع اليمن القائد المؤمن الجهادي الكبير، محمد الغماري رئيس هيئة أركان القوات المسلحة اليمنية، الذي قدم دروسا في حياته للأمة كلها، في العزة والكرامة، والنصرة للمستضعفين، وأنّ الجغرافيا لا تمثل عائقا أمام نصرة فلسطين، فحينما صدق في إيمانه مع الله وصلت صواريخ اليمن إلى فلسطين ولم تصل تنديدات جيران فلسطين، وأغلق البحر أمام العدو ولم يغلق جيران فلسطين حتى السفارات، وقد كان ركنا من أركان الحق، وحوّل الجيش اليمني إلى ركن وعمود تعتمد عليه الأمة في أحلك وضعية وأصعب مرحلة، وقدم دروسا أنه رغم الحصار والدمار والإجرام الذي يمارس على اليمن فإنّ ذلك لا يمنع اليمن شيئا من نصرة فلسطين، وقدم دروسا أنّ المؤمنين إذا صدقوا فسيتحقق قول الله تعالى: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
ورغم كل الصعوبات جعل من التصنيع الحربي اليمني واقعا كان في قائمة المستحيلات؛ ليصنع اليمن المحاصر والمحارب صواريخ فرط صوتية وانشطارية وطائرات مسيرة وزوارق وغواصات من بين كل العرب المتفرجين، وتوّج جهاده في سبيل الله بشهادة على يد قتلة الأنبياء والأولياء والقائمين بالقسط، ورحل إلى الله رحيل العظماء لا رحيل الجبناء، ورغم أنّ المصاب جلل وكبير إلا أنه لن يثنينا عن مواصلة الدرب والجهاد، ومواجهة المشروع الصهيوني الإجرامي العالمي، وتطهير الأرض من الكيان الخبيث؛ فنحن جنود لله لا لغيره، وما دامت التضحيات في سبيله فلا تراجع، وقد عبّر أبناء اليمن عن عظمة ذلك القائد، والوفاء له من خلال تشييع مهيب وكبير يعبر عن موقف الشعب ضد الكيان الصهيوني المجرم، وأنه لا تراجع ولا تخاذل.
أيها المؤمنون:
الشهداء يرحلون ولكنهم لا يموتون، ويبقون أحياء عند الله: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}، وأيضا تبقى حياتهم التي قضوها جهادا، وحركة، وأمرا بمعروف ونهيا عن منكر، ونصرة للمستضعفين، ومواجهة للمستكبرين، وكلها نموذج لمن لم يلحقوا بهم، ونبراس نور للأمة، ودرب مرسوم للأجيال، وتبقى كل أقوالهم وأفعالهم ومواقفهم التي قدموها طوال فترة حياتهم دروسا خالدة، بل يتحول رحيلهم إلى درس لمن يريد أن يبقى رحيله شاهدا، ويرحل شامخا عزيزا؛ فيخلده التاريخ في الدنيا، ويبقى عند الله حيا في دار الخلود، ويبقى الشهداء في القلوب نبض حياة لا تتوقف، ويحيا بهم الدين وتحيا بهم الأمة والأجيال.
عباد الله:
عندما لم يستطع العدو الصهيوني تحقيق أهدافه على مدى عامين، واضطر لتوقيع الاتفاق مع المقاومين المجاهدين الفلسطينيين تحرك ليشفي غليل نفسه الإجرامية بما بينه القرآن وعُرف به في التاريخ من نقض العهود والمواثيق، والغدر والخيانة؛ فبعد أن وقع الاتفاق لم يمر يوم واحد دون أن تكون هناك خروقات وتجاوزات، وشهداء وجرحى، مصداقا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ}، ويعمل على مضايقة دخول المساعدات، وتنقيص عدد الشاحنات الداخلة عما كان عليه الاتفاق، وأحيانا يقوم بمنعها، وليشفي غلّه جعل الفلسطينيين في الضفة الغربية يوقعون على التزامات بألا يفرحوا عند عودة أسراهم، ويحرك الخونة من أذنابه العملاء، ليتحركوا ضد الفلسطينيين المجاهدين في سبيل الله؛ ليقلقوا السكينة، ويمنعوا الاستقرار خدمةً للعدو.
-
أيها المؤمنون الأكارم:
تميز موقف الإسناد اليمني عن غيره في عدة جوانب، أولها: أنه موقف رسمي وشعبي، وفيه تميز الشعب اليمني في خروجه الجماهيري منقطع النظير في أكثر من ألف وأربعمائة ساحة في كل أسبوع، بينما الأمة لم تبلغ فيها ساحات الخروج أصابع اليد الواحدة، وتميز في الإعداد والاستعداد والتعبئة والجهوزية العالية للمواجهة مع عدو الأمة الأساسي، بينما تعيش الشعوب العربية حالة من الجمود واللامبالاة والتجمع فقط في مناسبات الرقص والمجون، وتميزت قبائل الشعب اليمني بوقفات قبلية مستمرة وجهوزية وحرية وإباء، بينما خضعت القبائل العربية للأنظمة العميلة وفقدت ما كانت تمتلكه القبائل العربية حتى قبل الإسلام، وتميز علماء اليمن عن غيرهم من علماء الامة، وتحركوا في عدة مؤتمرات واجتماعات توعوية تنويرية تحريضية للشعب وللأمة لتتحرك وتجاهد، بينما سكت علماء الأمة وقعدوا، وكثير منهم تحركوا كأدوات ليدجنوا الأمة للعدو.
وتميز أكاديميو وطلاب اليمن الذين خرجوا في كل أسبوع، وتحركوا توعية وبحثا ودراسة لطبيعة الصراع مع العدو، وتحركوا تدريبا واستعدادا لمواجهة العدو، بينما بقي أكاديميو الأمة بعيدين عما ينبغي قوله وفعله ودراسته عن العداء وطبيعة الصراع معهم، وكيفية مواجهتهم؛ لأن ولاة الجور العملاء في الأمة لا يسمحون بالحديث عن اليهود، وتميز الجيش اليمني عن جيوش عربية وإسلامية بلغ تعداد أفرادها الملايين لكنها لم تتحرك ولم تجاهد، لكن الجيش اليمني كان له ولقيادته موقف الحكمة وفصل الخطاب مع عدو الأمة الأول والأكبر.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
{بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}.
-
الخطبة الثانية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن نبينا محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته الطاهرين، ورضي الله تعالى برضاه عن صحابته الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
يسعى العدو دائما لاستهداف الأمة المسلمة المؤمنة من خلال الداخل، فيركز على الاختراق والتستر بعناوين زائفة براقة جذابة، ظاهرها الرحمة والمساعدة والإغاثة والمعونة، ولكن باطنها المكر والخداع والخيانة والفساد، كما بين الله في قوله تعالى: {لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ}، وهذا ما يفعله الأعداء الذين قال الله عنهم: {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ}، فيأتون بالمنظمات التي يقولون عنها أنها إغاثية للمسلمين ولكن يتأكد ما قال الله لا ما قالوا، ويستخدم العدو تلك المنظمات كغطاء فقط ليؤمن لها الدور في نشر وتشجيع الفساد الأخلاقي، بالحرب الناعمة، والعمل لإفساد الشباب وحرف الأجيال المسلمة عن الفطرة والدين والهدى، وعن القبيلة والشهامة، وعن الغيرة والعزة.
ثم يتحركون أكثر من ذلك ليعملوا على الرصد والرفع بالإحداثيات للأعداء ليتم استهداف أبناء الأمة كما حدث للوزراء الذين استهدفهم الأعداء وكان العاملون فيما يسمى بالمنظمات الإنسانية هم من رصد وحدد، والعدو نفذ وقتل، فكانوا قتلة تحت غطاء الحياة، والأعداء يعملون وسيعملون على اختراقنا عبر عملاء يبيعون دينهم ووطنهم وأمتهم بالمال المدنس، ويخونون الأمة من الداخل، ولذا فإنه من الواجب الرصد لكل العملاء والرفع بهم إلى الجهات الأمنية، ولا يجوز التستر على الخائنين، ولا السكوت عن إجرامهم وخيانتهم للأمة وبيعها لعدوها الصهيوني كما أفتى بذلك العلماء.
أيها الإخوة المؤمنون:
أمر الله تعالى المؤمنين بالإعداد والاستعداد الدائم لمواجهة أعداء الله، فقال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ}، وحين نتأمل هذه الآية نجد أنّ الله أوردها في القرآن في سياق الحديث عن الخيانة والخائنين، فقبلها قال تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ. وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ}، وبعدها قال: {وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ}.
وهذه تعد منهجية قرآنية تقدم للأمة المؤمنة كيفية التعامل مع اليهود الخائنين، وخاصة عندما تدخل الأمة في اتفاقية معهم فهم خائنون مخادعون ماكرون، ولذا كان لا بد من الحيطة والحذر والانتباه والإعداد لكل جوانب القوة المعنوية والمادية، وذلك بإعداد النفوس بتربية القرآن، والمعنويات العالية، وإعداد الحديد والسلاح وكلما يلزم للمواجهة، وما ضربت الأمة الإسلامية في صراعها مع الأعداء إلا لأنها كلما دخلت في اتفاقية قعدت بعدها لتستريح، وصدّقت أنّ أولئك سيصدقون في ميثاقهم وعهدهم، بينما العدو يستغل فترة الاتفاق ليعد نفسه أكثر وأكبر، ثم يضرب الأمة التي أمرها الله بالإعداد فلم تعد، ولا تستفيد من الدروس والأحداث، أما الشعب اليمني الذي تثقف بثقافة القرآن فهو الشعب الجاهز دوما كما أمر الله سبحانه وتعالى؛ فلا تضعفه المصاعب، ولا توقفه التضحيات حتى يتحقق وعد الآخرة.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليما: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم وبارك وتحنن على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة واليمن ولبنان، وانصر مجاهدينا في البر والبحر، وفي كل الجبهات والثغور والميادين، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، واشف مرضانا، وارحم شهدائنا وموتانا وموتى المؤمنين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الهيئة.
--------------