على مدى مائة وعشرة أيام والعدوان الإسرائيلي الهمجي الإجرامي مستمرٌ على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مرتكباً جرائم الإبادة الجماعية، مع التجويع، والتهجير، والتجريف في كل يوم، ومتفنناً في الممارسات الإجرامية الفظيعة، بدعمٍ ومشاركةٍ أمريكية في ذلك كله.
لم يسبق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، منذ بداية الغزو اليهودي لفلسطين في ظل الاحتلال البريطاني والرعاية البريطانية وإلى اليوم، لم يسبق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي عدوانٌ يستمر مثل هذه المدة الزمنية، بنفس المستوى من الزخم، والإجرام، والقصف، والتدمير، والعمليات العسكرية الإجرامية الهمجية، وعلى نطاقٍ محدود مثل قطاع غزة، وقد بلغ عدد الشهداء إلى اليوم، وبحسب الإحصاءات المعلنة بلغ عدد الشهداء والمفقودين أكثر من اثنين وثلاثين ألفاً، معظمهم من الأطفال والنساء؛ أمَّا الجرحى فعشرات الآلاف، كثيرٌ منهم من الأطفال والنساء، وأصبح عدد الجرحى يُحسب بنسبة مئوية من سكان غزة، وهذا ما ليس له مثيل في الأحداث في مختلف بلدان العالم.
يقابل هذا العدوان الهمجي من جهة العدو الصهيوني على شعبنا الفلسطيني في غزة، يقابله صمودٌ واستبسالٌ منقطع النظير من قبل المجاهدين في غزة، ومن الأهالي معهم، بالرغم من حجم العدوان في القصف الهمجي، والتدمير الشامل، والإبادة الجماعية، وبالرغم من الحصار، والتجويع، وانعدم الدواء، وبالرغم من محدودية الإمكانات، وبالرغم من الخذلان العربي، في مقابل الدعم الأمريكي والغربي المفتوح للعدو الإسرائيلي، لم يسبق أيضاً في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أن يستمر جيش عربي، ولا حتى جيوش عربية متعددة ومتعاونة، وفي ظروف لا حصار فيها، وبإمكانات ضخمة، إمكانات دول وجيوش منظمة، لم يسبق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أن يستمر جيش، ولا جيوش عربية متعاونة، بمثل هذا الصمود للمجاهدين في غزة، وقد بلغت خسائر العدو الإسرائيلي بالآلاف من جنوده، آلاف القتلى والجرحى من جنوده، وكذلك اهتزاز غير مسبوق في كيانه، وفشل تام لما كان يأمل أنه على وشك تحقيقه من تصفيةٍ للقضية الفلسطينية، إضافةً إلى خسائره الاقتصادية الكبيرة، على الرغم من الدعم المالي والعسكري الأمريكي والغربي، وتبرعات الصهاينة التي يجمعونها من دول كثيرة، وأصبحت المعادلة بفضل هذا الصمود للإخوة المجاهدين في غزة، ولأهالي غزة، معادلة: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ}[النساء: من الآية104].
وبالرغم من حجم العدوان الصهيوني، والإجرام، والطغيان، والتوغل، فقد فشل العدو من تحقيق أهدافه المعلنة لعدوانه، وفشل أيضاً في كسر الإرادة والعزم للمجاهدين، ولأهالي غزة من حولهم، وفشل في تحطيم الروح المعنوية للإخوة المجاهدين وللأهالي، وأصبح واقع الحال بالنسبة للإخوة المجاهدين في غزة، وللأهالي هناك، يترجم قول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في ثنائه على المجاهدين مع الأنبياء: {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}[آل عمران: من الآية146].
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات
الأربعاء 14 رجب 1445هـ 25 يناير 2024م