يبدو أن وظيفة الشعار تاريخيا كانت إعلامَ وإظهارَ توجُّهِ وهويةِ قائله في أثناء الحرب، حيث نجد في سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه لم يَسْتَخدِم هذا الذي سمَّوه شعارا له: (يا منصور أمت)، و (أمت أمت) ، و(حم لا يُنْصَرون) إلا أثناء المعارك، (بل في مواجهة الأعداء)، وحَرِصَ كتابُ السير والتاريخ على تسجيل شعاره في كلّ معركة، ولعلها كانت من تكتيك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الحربي الذي لم يكن معروفا عند الآخرين، ولهذا استغرب أحدُ المشركين في (معركة أحد) من ترداد المسلمين لهذه الكلمة (أمِتْ)، ثم لما أسلم تحدَّث عن ذلك الاستغراب.
لقد استخدموا هذا الشعار الحربي أثناء المعركة لتحقيق عدة أهداف، فأولها: هو الإشعار أي الإعلام لبعضهم بهُوِيَّتهم المتَّفَقِ عليها، فكانت بمثابة الشفرة وكلمة السر التي تستخدم باعتبارها إثباتا للهُوِيَّة، كما كان نوعا من التعبئة المعنوية للمقاتل المسلم، ليكون أكثر اندفاعا وإخلاصا في قتاله، حيث معنى: (يا منصور أمت) يا أيها المقاتل المنصور من الله هؤلاء الكفار أمامك فاقتل مَنْ شِئتَ منهم (أمِتْهُم)؛ تشجيعا وتعبئة معنوية، ومثله شعار: (حم لا ينصرون)، وهذا يبين رداءة فهم المنكِر لشعار (الموت لأمريكا) بأن فيه كلمة موت، رغم أن معناها الموت السياسي والإداري، وليس البيولوجي.
ويظهر أيضا أنه يُشْتَرَطُ في الشعار أن يكون محسوسا مسموعا أو مُبْصَرا، ليكون أقوى تعبيرا بنفسه عن أي شيء آخر.