حساباتهم تجاه شعبنا الذي يرون فيه شعبا حرًّا وشعبا أبيا، وشعبا عزيزا، وشعبا مرتبطا بقضايا أمته الكبرى، شعبا ليس حاله كحال بعض الشعوب المقهورة، المغلوبة على أمرها، التي وصلت إلى درجة أن تكبل تماما فلا تتحرك نهائيا تجاه ما يحدث في بقية المنطقة، ووصل الحال بها إلى أن تتمكن أنظمتها العميلة من إسكاتها تماما، فلا يكاد يسمع لها صوت، لا. شعبنا يرون فيه شعبا مع الشعوب التي لها موقف بارز، ولها صوت مرفوع ومسموع تجاه قضايا الأمة، شعب مهما كانت جراحاته، ومهما كانت آلامه، ومهما عظمة محنته، ومهما كانت أوجاعه، لن ينسى أنه جزء من أمة عظيمة، من أمة كبيرة، مصيره مرتبط بمصيرها، ومشكلته جزء من مشكلتها الكبرى، شعب حتى لو اتجهت إليه الخناجر والسهام من كل الاتجاهات، وحتى من داخل أمته، لا يزال يتطلع من الأعلى نحو فلسطين، ليقول لشعب فلسطين: يا شعب فلسطين؛ أنا إلى جانبك، مهما كانت جراحاتي، وأنا إلى جانبك، مهما كان نزيفي، وليتطلع إلى كل أنحاء هذه الأمة، وإلى كل أقطار هذه الأمة، في شرقها والغرب، وفي شمالها والجنوب، ليقول لكل شعب من هذه الشعوب، لشعب البحرين، ولكل الشعوب المظلومة، ولكل الشعوب المستهدفة، وكل شعوبنا مستهدفة: يا أيتها الشعوب؛ أنا لا أزال أحمل إحساسي بأني منكم وأنتم مني، وأننا أمة واحدة، ويجب أن نبقى أمة واحدة، ويجب أن نتسامى، وأن نتعالى على كل هذه الجراح، وعلى كل هذه الأوجاع، وعلى كل هذه الآلام، لنقول لأعدائنا الحقيقيين الذين أرادوا لنا أن ننساهم من خلال الدفع بأدواتهم الإقليمية لتبرز هي في الواجهة، ولتطغى على المشهد، فلا نرى بحسب ما أرادوا هم في الواجهة إلا النظام السعودي، وإلا النظام الإماراتي، وإلا ذلك التشكيل، أو تلك الجماعة من هنا أو هناك، داعش، القاعدة، غيرهم من العملاء والخونة، فلا نرى العدو الحقيقي، الذي يصنع لنا كل هذا المشهد، والذي يحرك كل هذه الأدوات، والذي يلعب وهو المستفيد هو، وما أدواته تلك إلا خاسرة، ولن تكون هي المستفيدة أبدا، أراد لنا ألا نراه، أن ننظر إلى قفازاته تلك، التي تلبَّس بها ويطعن بها، بخناجره المسمومة، بأجساد أمتنا، في شعوب أمتنا، فنقول ويقول شعبنا العظيم: لا وألف لا، أنا أعرف من هو خصمي الحقيقي، أنا أعرف من هو عدوي الحقيقي، أنا أعرف من هو المستفيد فعليا من كل ما يجري، هنا أو هناك، من كل هذا العدوان عليّ، ومن كل ما يجري على بقية المنطقة، وفي بقية شعوب هذه المنطقة، الأمريكي، الإسرائيلي، الذي هو المستفيد، وتلك هي عدوة، تلك هي تشتغل كأدوات، هي بشغلها كأدوات تتحمل المسؤولية، ولكن ذلك لا يمكن أن يصدّنا، ولا يعمينا، ولا أن يجعلنا بحجم تلك الأوجاع وتلك الجروح، ننسى من هو العدو الحقيقي، من هو صاحب المؤامرة، من هو المستفيد من كل ما يحدث، فشعبنا محسوب له هذا الحساب، أنه ظل في كل المراحل الماضية، واستمر مع كل الأوجاع، ينادي بصوته المرفوع، المتضامن، مع كل أبناء الأمة، مع كل شعوب المنطقة المظلومة، يدرك جيدا، ويرى جيدا، حقيقة هذا الواقع، ويتعامل بمسؤولية تجاه هذا الواقع بكله.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
القاها بمناسبة الذكرى الثالثة للعدوان
2018-03-25