نجد كيف تتعامل حتى مع عملائها، مع الخانعين لها، مع الخاضعين لها، مع الموالين لها، هل هي تحترمهم؟ عندما يأتي الرئيس الأمريكي ليسمي النظام السعودي الذي هو يوالي- بكل وضوح- أمريكا ولاءاً تاماً، يقف معها كل المواقف، يتبنى كل توجهاتها، إعلامه لا يختلف عن الإعلام الأمريكي إلَّا في اللغة، أمَّا المضمون فهو واحد، تجاه أي مستجد في واقع هذه الأمة، إذا توجهت أمريكا لتضرب ضربتها هنا أو هناك، لتستهدف هذا الشعب أو ذاك الشعب من أبناء أمتنا، لتستهدف ذلك الحر وذلك البطل من أبناء الأمة هنا أو هناك، تجد الإعلام السعودي لا يختلف عن الإعلام الأمريكي إلَّا في اللغة، ليست لغة انجليزية، لغة عربية؛ أمَّا المضمون فواحد، السياسات، التوجهات، المواقف… إلخ. هل تحترمه أمريكا؟ أوليس يأتي (ترامب بنفسه) الرئيس الأمريكي ليسمي هذا النظام الموالي، هذه السلطة التي والته، وقفت معه، أيَّدته، طبَّلت له، مجَّدته، حتى في أمريكا يسخرون من ترامب، والنظام السعودي يمجِّده، يعظِّمه، يبجِّله، يمدحه، يتحدث الناس في أمريكا في الولايات المتحدة عن غباء ترامب، عن حماقته، عن سلوكه المستهتر، عن فقدانه للإتزان، ينتقصونه بكثير من النواقص الملاحظة فيه، والبارزة فيه، فيأتي الإعلاميون السعوديون ليمجِّدوه، ويصفونه بأوصاف تعظيم وتبجيل. حالة غريبة جدًّا! فيسميهم في المقابل بالبقرة الحلوب، من يسميك بالبقرة هل هو احترمك؟! والحلوب يحلبك، ويرى أن كل ما تقدمه له، وكل ما حصل عليه منك إنما هو بمنزلة ما يحصل عليه الراعي من بقرته الحلوب، مع فارق أنَّ الراعي للبقرة قد يكون قدَّم لها خدمة وهو يرعاها؛ أما الراعي الأمريكي فهو لا يقدم خدمة، ليس راعياً حقيقياً؛ لأنه يحلب وليس هو الذي رعى، لم يقدِّم أي جهد، لا يحترمون أحداً، يعني: النظرة العدائية، نظرة الكراهية {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ}[آل عمران: من الآية119]، هذه الحالة التي هم عليها.
فنحن أمام هجمة أمريكية وإسرائيلية فيها قتل للملايين من أبناء أمتنا، فيها احتلال للأرض، فيها انتهاك للعرض، فيها تدنيس للمقدسات، فيها مصادرة للإستقلال، فيها مصادرة للكرامة، فيها استعباد، فيها إذلال، فيها امتهان، فيها نهب للثروات، هذه هي الحالة القائمة، والشواهد عليها يومية في فلسطين، في اليمن، في العراق، هجمة واضحة، هجمة استكبارية، هجمة طغيان، الأمة فيها في موقف الدفاع، ومن يتحرك من أبناء الأمة في مواجهة هذا الخطر الواضح، وهذا العدو الواضح، وهذه الهجمة الإستكبارية العدوانية الواضحة، والتي تتجه لتشمل كل المجالات؛ لأن الأمريكي يتحرك في كل المجالات: على المستوى السياسي، على المستوى الإقتصادي، على المستوى العسكري، على المستوى الأمني… على كل المستويات، وفي كلها بمؤامرات وبعدائية وبخطط استعمارية، من يتحرك من أبناء أمتنا بدافع المسؤولية، بدافع الضمير الحي، بدافع الفطرة الإنسانية والقيم الإنسانية، توَّاق للحرية، توَّاق للكرامة، توَّاق للعزة، ويستشعر المسؤولية أمام الله -سبحانه وتعالى- في مواجهة هذه الهجمة، هو في الموقف الصحيح، في الموقف الحق، هذا الذي يريده الله لنا.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1441هـ