أما على مستوى الاستهداف الاقتصادي، فالحكاية كبيرةٌ في ذلك، ومعاناة شعوبنا على المستوى الاقتصادي معاناة كبيرة جداً، ولهم الدور الأساسي في صناعة هذه المعاناة:
يقومون بنشر الربا، والسعي إلى أن يعتمد كسياسة اقتصادية أساسية في بلداننا؛ بينما هو في الواقع وسيلة ابتزاز وظلم، وأداة لتقييد الاقتصاد للدول الفقيرة، والتحكم فيها، وهو بالفعل يحدث نكبةً اقتصادية ومضارّه كبيرةٌ جداً على شعوبنا.
يباشرون الضغوط الاقتصادية على بلداننا، ويحاولون أن يحرموا بلداننا من ثرواتها المهمة، ومن الاستفادة منها، ومن استخراجها بالشكل المطلوب، وبرنامجهم في ذلك واضح؛ بينما شعوب أمتنا في أمس الحاجة إلى الاستفادة من ثرواتها الوطنية.
يعملون أيضاً من خلال منظمات ومؤسسات نقدية لشرعنة الحرب الاقتصادية على بلداننا، عبر كثيرٍ من المؤسسات التي ينشئونها، ويفرضون من خلالها سياسات اقتصادية جائرة وظالمة، ينتج عن تلك السياسات غلاء الأسعار. ضرب الخدمات العامة، المصالح العامة. التأثير على المواطنين وعلى أبناء شعوب أمتنا في وضعهم المعيشي بشكلٍ مباشر، مثلما قصة الصندوق الدولي، والبنك الدولي، وغيرها من المنظمات الاقتصادية.
حرصوا عبر الدولار- الذي يطبعونه بدون غطاءٍ من الذهب- على التحكم بثروات الشعوب، وسرقة خيراتها، وضرب عملاتها، والتأثير على وضعها الاقتصادي بشكلٍ كبير، وقد خدمتها السعودية ودول الخليج لترسيخ هيمنة الدولار، عندما ربطت الدولار بالنفط، وجعلت للدولار دوره العالمي، واعتماده كعملة دولية، وهذا أضر بالشعوب بشكل كبير.
يمارسون الحصار الاقتصادي، لمعاقبة أي دولةٍ تخرج عن طاعتهم وهيمنتهم، مثلما فعلوه مع بلدنا العزيز، ويفعلونه مع سوريا، مع إيران، مع بلدان أخرى، والحصار جريمة كبيرة جداً؛ لأنه جريمة عقاب جماعي للشعوب، إضرار بكل الناس، تعقيد للوضع المعيشي للمجتمعات، تجويع للمجتمعات، ولذلك يعتبر من أكبر الجرائم بحق المجتمعات.
يعملون على أن تبقى الأسواق العربية والإسلامية بشكلٍ عام مفتوحةً للمنتجات الأمريكية والصهيونية، التي يجب أن تكون مقاطعة، وليس محل ترحيب من قبل الناس.
يعملون على إغراق الدول- حتى التي تستجيب لهم، وتستجيب لسياساتهم- بالقروض الربوية، واستغلال تلك القروض فيما لا يفيدها، ولا يبني اقتصادها، بل يستغلونها من خلال ذلك، ويضغطون عليها، ويفرضون عليها سياسات اقتصادية تدميرية.
يسرقون وينهبون الثروات النفطية والمعدنية، إما بطريقة مباشرة، مثلما يفعلونه في بعض بلداننا، أو عبر عملائهم، وهذا شيءٌ واضح، وعلى حساب معاناة الشعوب نفسها، وهي تعاني أشد المعاناة.
يستولون على الأموال- أموال بلداننا- بمسمى التجميد لأصول الدول التي تتعرض لعقوبات أمريكية، وهذا حصل مع الكثير من البلدان، من بينها اليمن، هناك أموال يمنية عدد كبير من الأموال الموجودة في أمريكا، التي تتبع البنك المركزي، جمدوها، ولم يعيدوها لشعبنا العزيز، هناك مبلغ كبير لأفغانستان (عشرة مليار دولار) قامت أمريكا بأخذه، تجميد ومصادرة وأخذ وحرمان الشعب الأفغاني، في الوقت الذي هو في أمسِّ الحاجة إليه، جمَّدوا على كثير من البلدان الإسلامية أموالها التي كانت تودع في بنوكهم، وائتمانهم وإيداع الأموال في بنوكهم هو خطأٌ فادح، لو كان هناك وعيٌ قرآني لدى بلداننا وشعوب أمتنا، لما أودعوا شيئاً من الأموال في بنوكهم، في البنوك الأمريكية، مع أنهم يجدون أن هذه الحالة تتكرر، حالة التجميد والمصادرة للأموال، لأبسط سبب، أحياناً يصطنعون هم سبباً لتجميد أموال ومصادرة أموال.
يعملون على ابتزاز الأمة مالياً، من خلال أي مشكلة أو قضية، وفي كثيرٍ من القضايا التي يقفون هم خلفها، مثل: قصة قضية (لوكربي)، التي ابتزوا ليبيا من خلالها بأموال طائلة، وقضايا مشابهة أخرى.
يزرعون عملاءهم الذين يعملون في الدول في المجال الاقتصادي، ويكون لهم مواقع مسؤولية في هياكل الدول في الجوانب التي تعنى بالاقتصاد، في الوزارات، والمؤسسات المعنية بالاقتصاد، عملاء لهم يعملون على تخريب الاقتصاد من الداخل، من خلال أساليب كثيرة، سياسات، فساد مالي، أشكال كثيرة جداً، لضرب الاقتصاد الوطني في أي بلد من بلدان أمتنا.
يحرصون على أن تبقى شعوبنا متناحرة، وبعيدةً عن أفق أي وحدة لا تخدم المصلحة الأمريكية، وهذا هو حال بلدنا على مستوى عام الوطن العربي، الذي سيطر على شعوبه الشقاق والتناحر، وسرقة الخيرات والموارد الطبيعية وغيرها.
يعملون بشكلٍ مستمر على ضرب العملات المحلية للدول، لبلداننا بشكلٍ عام، وهذا حاصل بشكل كبير ومؤثر على شعوبنا، تارةً بسبب العقوبات، أخرى بسبب الديون، وتحت عناوين متعددة، وحصلت مآسي عندنا في اليمن، وهناك الآن مأساة في لبنان؛ بسبب ضرب العملة المحلية، في بقية البلدان، كل دولة ربما، أو معظم الدول عانت بشكل كبير لضرب عملتها المحلية.
يعملون على نشر المخدرات والخمور في المجتمعات العربية والإسلامية، والترويج لها، والتمكين لها؛ لكي تصبح متاحة للمستهلك، وما يترتب على ذلك من إفساد الشباب كشريحة منتجة، وضياع للأموال، واعتماد على التجارة في المحرمات التي تدمر الأمة، وتضر بالأمة، ولا تبنيها، ولا تنهض بها، وهذا استهداف شامل بهذه الطريقة، استهداف للأمن، استهداف للقيم، استهداف للأخلاق، استهداف للاقتصاد، وقضية انتشار المخدرات والترويج لها أصبحت من المشاكل الخطيرة التي تهدد مجتمعاتنا في عددٍ من الدول.
يعملون على منع الإنتاج الداخلي في البلدان، وضرب الإنتاج الزراعي، والحيلولة دون تحقيق الاكتفاء الذاتي، وهذا من أكثر ما تعاني منه شعوبنا، أنها تحولت إلى أسواق فقط لاستيراد بضائعهم، ولا تنتج احتياجاتها الضرورية، ولا تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي، حتى في غذائها الضروري، ويعملون على ضرب الإنتاج الزراعي، وهذه من أكبر أشكال الاستهداف لشعوبنا.
هذا بعضٌ من العناوين للاستهداف للمجال الاقتصادي.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد 1444هـ