فيما يعنينا في الوضع الداخلي، على كل حال فيما قد وصلنا إليه، وفيما قد تحقق، والذي تحقق هو الشيء الكبير، فيما قد مررنا به في المراحل الماضية من تحديات ومخاطر، إلَّا أن العنوان الأساس لوضعنا الداخلي: الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، هذا أولاً، وتعزيز وتقوية هذا التماسك، والعمل بكل ما نستطيع فيما يتعلق بالجانب الرسمي على إصلاح وضعه، الذي نصفه بالمزري، الوضع السيء للجانب الرسمي نتيجة تأثيرات طويلة، قديمة، وماضية، وحاضرة.
في الواقع الداخلي، لا شك أن الأعداء يستهدفون الوضع الداخلي، ويستغلون أي مشكلة لذلك، هذا شيء بديهي، وشيء معروف، ومن الطبيعي أن يفعلوا كذلك، هم يرتكبون أبشع الجرائم، ويفترون الافتراءات، فما بالك إذا وجدوا أي مشكلة أن يحاولوا أن يستغلوها.
أول عنوان في الحفاظ على الوضع الداخلي، وفي تعزيز الجبهة الداخلية، وأول معني في هذا العنوان هو: الجانب الرسمي، الإخوة في الجانب الرسمي معنيون بأداء مسؤولياتهم، والارتقاء في أداء مسؤولياتهم في خدمة الشعب، ومعالجة الاختلالات، وتجاوز الأنانيات، والأهداف الشخصية، والمصالح الشخصية، هذا له أهمية كبيرة جداً حتى في تعزيز وتماسك الجبهة الداخلية، كلما كان الإخوة المسؤولون يؤدون مسؤولياتهم، ويبذلون الجهد في ذلك بشكلٍ صحيح، وهم على قُربٍ من الناس، واهتمامٍ بأمر الناس، ويبذلون كل جهدهم في ذلك، لهذا أهمية وتأثير إيجابي كبير في الوضع الداخلي، وفي تماسكه، في تماسك مختلف المجالات: تماسك مؤسسات الدولة، تماسك الوضع الاقتصادي، وغير ذلك، ويجب أن يحملوا النظرة الاستيعابية، الإخوة في موقع المسؤولية كافة، أن ينظروا إلى الشعب بشكلٍ عام، مسؤوليتهم تجاه أبناء هذا البلد بشكلٍ عام، تتجه اهتماماتهم نحو أبناء هذا البلد بشكلٍ عام، تجاه المجتمع اليمني بشكلٍ عام، هذه النظرة مهمةٌ جداً.
أيضاً فيما يعنينا في الواقع الداخلي: أن يكون هناك سعي لتقوية الروابط والعلاقة بين الجهات الرسمية والجهات الشعبية، هذا شيءٌ مهم، وأن تتظافر جهود الجميع، مؤسسات الدولة إذا عملت بمعزل عن الشعب ستبقى ضعيفة، وظروفها صعبة، وهي تواجه تحديات كبيرة، القرب من المجتمع، التعاون مع أبناء الشعب، التعاون من الجميع هو الذي يمكن أن يتحقق من خلاله نتائج مهمة، وأن نتغلب- بمعونة الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وبركة هذا التعاون- على التحديات مهما كانت، وأن تتفعَّل طاقات وجهود أبناء هذا الشعب، وهي كثيرة وكبيرة عندما تأتي حالة التعاون التي يبارك الله فيها الجهود والنتائج.
من الأشياء المهمة في الوضع الداخلي: الحذر من مساعي الفرقة، التي يشتغل عليها الأعداء تحت كل العناوين:
- العنوان العنصري: عنوان يشتغل عليه الأعداء ليلاً ونهاراً؛ لإثارة الفرقة بين أبناء هذا الشعب، الذي له هوية جامعة مقدسة، هي الهوية الإيمانية، وله أيضاً في واقعه الحياتي الواقع الوطني، نحن أبناء وطنٍ واحد، وأمة واحدة، دينها واحد، انتمائها واحد، مصيرها واحد، همها واحدٌ ومشترك، يجب أن نعزز حالة التعاون والأخوّة، وأن ننبذ كل مساعي الفرقة التي يشتغل عليها العدو.
- على المستوى الاجتماعي: والعدو لا يألو جهداً في أن يستغل أي مشكلة، حتى بين قبيلة وقبيلة أخرى، أي نزاع، نزاع على أرض، نزاع على حدود، نزاع على مشاكل معينة، قضايا معينة، يحاول أن يستغل ذلك في تأجيج نيران الفتن، ويسعى بالدفع بالجميع إلى سفك الدماء، إلى الغرق والانشغال في إطار مشاكل هنا ومشاكل هناك، هذا ما يجب أن يحذره الجميع.
- العناوين المذهبية: يحاول أن يتحرك لتأجيجها، يجب أن نسعى جميعاً لترسيخ الهوية الجامعة، والقواسم المشتركة، والروابط العظيمة التي تجمع بين أبناء هذا الشعب، وأن نعي بأساليب الأعداء، التي يعملون من خلالها على تفكيك الجبهة الداخلية؛ للحذر منها والانتباه تجاهها، هذا شيءٌ مهم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
في الذكرى السنوية للشهيد 1444هـ