كم هناك من نصوص كثيرة، من اتفاقيات، من بنود، من كتابات، من تنظير، وكم هناك من مواقف، من أعمال، من مشاريع عمل نفذِّت، والبعض منها قيد التنفيذ، والبعض منها معدٌ ومحضرٌ له للمستقبل، الكثير منها معلن، الكثير منها خرج إلى الساحة، إلى العلن، والبعض منها مخفيٌ، وأتت عنه تسريبات.
أيضاً هو توجهٌ عمليٌ يبنون عليه مواقفهم وتحركاتهم في داخل أمتنا، سياساتهم بشكلٍ عام، يعني: مثلاً في الجانب السياسي كيف يتعاملون مع أمتنا في وضعها السياسي؟ كل تعاملاتهم مؤامرات، دسائس، أزمات، إثارة مشاكل، إثارة انقسامات، إثارة نزاعات، إثارة اختلافات، الاستثمار في أي مشاكل قائمة، أي أزمات قائمة إلى أقصى حد، مصادرة للحقوق، إلى درجة الاستهتار بأمتنا، إلى درجة غريبة جداً تبين المستوى الغريب الذي وصلوا إليه من التنكر لهذه الأمة ولحقوقها، وصل الحال بهم إلى يعلن ترامب أيام ولايته على أمريكا، أن يعلن مصادرة الجولان السوري، وأن يوهبه للعدو الإسرائيلي، بكل هذه السخافة، بكل هذه الغطرسة، وكأن عالمنا الإسلامي ملكٌ لهم، يوزِّعونه لمن يريدون، ويهبونه لمن يشاؤون، مصادرة لفلسطين، لحق الشعب الفلسطيني، لحقوق أمتنا بكل أشكالها، حالة قائمة في الواقع العام.
مثلاً: تجد في مجلس الأمن والأمم المتحدة، العالم الإسلامي الذي تمثله خمسون دولة، لا يعطى حق الفيتو الذي يعطى لدول كثيرة في الغرب، وفي بعض الشرق، ولكن عالمنا الإسلامي والمسلمين بشكلٍ عام لا يعطونهم حق الفيتو، وتعطى دول أخرى، يعني: عدد كبير من البشر، أمة كبيرة من المجتمع البشري تحرم من ذلك، وتمنع من ذلك؛ حتى لا يكون لها أي تأثير حقيقي، وتكون- بنظرهم هم- ملزمة بما يقرره الآخرون في شأنها، وليس لها أن تمتنع، وللآخرين أن يمتنعوا، ولهم حق النقض حسب ما يقولون… إلى آخره، وكم هناك يعني من شواهد كثيرة لهذا الأمر، السياسات العدائية، النظرة السلبية تجاه أمتنا الإسلامية.
ثم على المستوى العملي، احتلال بلدان، قتل لمئات الآلاف، قواعد عسكرية، إما بقبول من الأنظمة العميلة لهم، أو بغير قبول، في أنظمة متحررة، أو بلدان لا ترغب بذلك، يفرضون فيها قواعد عسكرية، نهب للثروات، واستئثار بها، بأكثر مما تستفيده نفسه شعوب أمتنا، وهذا واضحٌ في فلسطين، ما حصل في العراق، ما يحصل في سوريا، ما حصل على لبنان، ما حصل على الأردن، ما حصل على مصر، ما يحصل على اليمن، ما حصل سابقاً على اليمن… إلى آخره، الشواهد كثيرةٌ على ذلك.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد 1443هـ