التماسك الشعبي- أيضاً- هو شيءٌ أساسي، كان ركيزة من الركائز الأساسية لأن تتحقق هذه الثمرة، وأن يتحقق هذا الإنجاز إلى اليوم، ونحن معنيون في هذه المرحلة، وما بعد اليوم (في المستقبل)، إلى أن نواصل جهودنا في التعبئة، في الحفاظ على الإرادة الشعبية، والإرادة بشكلٍ عام أن تبقى إرادةً قويةً، وأن نواصل الاهتمام، وألَّا نغفل، وأن يستمر التوجه، التوجه نفسه في التصدي للأعداء، في السعي لتحرير كل بلدنا، في التصدي لكل التحديات التي نواجهها كشعبٍ يمني، في العناية بالجبهات، في الاهتمام بالقدرات العسكرية، في التصدي لمحاولات الأعداء المستمرة بكل الوسائل لكسر إرادة شعبنا ومعنوياته، وصرف الاهتمام عن أولوياته الكبرى، هذه مسألة في غاية الأهمية.
هذا هو من الإرث الذي علينا أن نواصل المشوار فيه، نتحمل هذه المسؤولية كشعبٍ يواجه كل هذه التحديات؛ لأن التحديات مستمرة، الأعداء مستمرون في احتلال مساحة واسعة من هذا الوطن، وفي ظلم هذا الشعب، وفي حصاره، مستمرون في الاستهداف له، مستمرون في مؤامرات كبيرة لتمزيق نسيجه الاجتماعي، لتقطيع أوصال هذا الوطن، يحتلون الجزر، يحتلون المياه الإقليمية، يحتلون منابع الثروات، يسيطرون على المنشآت الهامة في هذا البلد... على أماكن كثيرة؛ ولذلك المسؤولية مستمرة، المعركة مستمرة، التحديات مستمرة، المسؤولية مستمرةٌ كذلك وقائمة علينا بالفعل.
ثم فيما يتعلق بالوضع الرسمي، المسؤولية مستمرة، على المسؤولين، علينا جميعاً أن نسعى لإصلاح الوضع الرسمي في كل مجالاته، إصلاح القضاء، وما يتعلق به، وفيه اختلالات كثيرة، وهناك خطط مهمة لإصلاحه، يبقى أن تنفَّذ بفاعلية، باهتمام؛ حتى تكون النتيجة ملموسة، السلطة التنفيذية كذلك وما يتعلق بها من خطط لإصلاح وضعها... ثم بقية المجالات، على مستوى تصويب الأداء للكادر الرسمي، ومعالجة الاختلالات، وتنفيذ الأولويات المرسومة لذلك.
ثم أيضاً في الأولوية الثالثة المتعلقة بالوضع الداخلي على المستوى الاجتماعي، والحفاظ على حالة الاستقرار في الواقع الداخلي، وإطفاء نيران الفتن والمشاكل بين أبناء المجتمع، وحلِّ المشاكل بطريقة أخوية، وودية، وقانونية، بطريقة صحيحة وسليمة، والدفع بأن تبقى حالة الوئام والإخاء والتعاون هي السائدة في الوسط الشعبي، ثم على مستوى المكونات السياسية، أن تبقى حالة التعاون، التآخي، التفاهم، الاهتمام بالأولويات والقضايا الأساسية هي السائدة، ألَّا ينصرف البعض نحو الاهتمامات الفئوية، أو الحزبية، أو الشخصية، بعيداً عن القضايا الجامعة، والأولويات الأساسية والمهمة، وأن نسعى جميعاً لترسيخ الهوية الإيمانية لأبناء وطننا؛ لأنها هوية جامعة لكل أبناء هذا الوطن، ولأنها في إطار وسام الشرف الكبير، الذي حظي به شعبنا، ويبنى على أساسها: القيم، والمبادئ، والمواقف، والحضارة في مفهومها الصحيح والراقي.
هذا هو الإرث الذي علينا أن نتحرك فيه كمسؤولية تجاه كل الشهداء، الذين هم نموذج لنا في اهتمامهم، في صبرهم، في عطائهم، في تضحياتهم، في اهتمامهم، في وفائهم، في مصداقيتهم مع الله ومع شعبهم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس صالح الصماد 1444هـ