توجت تلك الخطوة باتفاق السلم والشراكة، الذي قدم درس مهماً: قدم درساً عن ثورة شعبية مدت اليد لكل المكونات في هذا البلد، حتى مع كل أولئك الذين وقفوا ضدها، واختلفوا معها، وسعوا بكل ما يستطيعون للقضاء عليها، قالت للجميع في هذا البلد من كل أبناء هذا البلد: [تعالوا جميعاً، تعالوا جميعاً للشراكة، للسلم، للتعايش، للتعاون!!].
ومع كل هذا المستوى العظيم من الإيجابية العالية جدًّا، من التفاهم، من الحرص الكبير على استقرار هذا البلد، كان البعض غير إيجابي، تعاطوا- آنذاك- سلبياً مع اتفاق السلم والشراكة، وقعته كل المكونات في الداخل، اعترفت به القوى الخارجية، بما في ذلك الدول العشر نفسها، النظام السعودي- آنذاك- اعترف بهذا الاتفاق، ورحب بهذا الاتفاق، مجلس الأمن، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، دول كثيرة… أصبح هذا الاتفاق معترفاً به لدى الجميع، وفي الداخل، ومع ذلك تنكر له الآخرون، وعملوا بكل جهد على إفشال هذا الاتفاق، وعملوا من جديد إلى التآمر على هذا الشعب تآمراً كبيراً؛ في مسعىً منهم لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه من سابق: لإعادة الوصاية والسيطرة الأجنبية، وإفشال هذا الاتفاق بعد الاعتراف به، والتوقيع عليه، بعد أن أصبح ملزماً؛ في الأخير افتضحوا.
اليوم، هم مفضوحون تجاه هذا الاتفاق؛ لأنهم باتوا صريحين في تنكرهم لهذا الاتفاق، وفي موقفهم السلبي منه، باتوا صريحين، في البداية كانوا مغمغمين، بيحاولوا يعطلوا الاتفاق ويحاولوا يغالطوا، ويتهموا الآخرين، يتهموا القوى الثورية أنها محاولة هي تلتف على الاتفاق، ولكن اتضحت الحقائق بعد، وباتوا صريحين في موقفهم السلبي من اتفاق السلم والشراكة؛ ولذلك هم يتحملون المسؤولية أمام التاريخ وأمام هذا الشعب، في أنهم هم سعوا إلى إفشال ذلك الاتفاق وتعطيله، والالتفاف عليه، والتآمر من جديد، وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، أعادوا الوضع إلى وضع مأزوم- من جديد- في البلد، وعقدوا المشكلة من جديد، ودخلوا في مؤامرات جديدة، وتوجوها بالعدوان، وكل هذا في مسعىً منهم أن لا يتحرر هذا البلد، وأن لا نعيش- كشعبٍ يمني- أحراراً من دون وصاية أجنبية وسيطرة خارجية، هذا الحال القائم؛ سعياً منهم في كل ما يسعون فيه في المنطقة بكلها، في كل ما يستهدفون به شعوب المنطقة بأجمعها، بيستهدفونا وفي كل شيء، ويحققوا الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها في إخضاع المنطقة- في النهاية- إخضاعاً كاملاً بعد إيصال الجميع إلى نقطة الصفر: ما يبقى كيانات حرة، ما يبقى وضع البلدان على ما هو قائم عليه، استنزاف الجميع بالحروب والفتن والمآسي والنكبات؛ وصولاً بالجميع إلى حالة الاستسلام التام للسيطرة الأمريكية والإسرائيلية.
لاحظوا الوضع اليوم، في سوريا الإسرائيلي بينفذ غارات في كل فترة وآونة، مستفيداً من الدور التخريبي للقوى التكفيرية هناك، وفعلاً الدولة السورية منشغلة بالمشاكل الداخلية، بالشكل الذي أثر عليها في مدى الجهوزية للرد على العدوان الإسرائيلي، هم أرادوا بالأمور أن تصل إلى أسوأ مما هي عليه الحال، مع أن الوضع في سوريا متجه نحو النصر للشعب السوري والدولة في سورياً.
عموماً، الموضوع الرئيسي هو: أن الثورة الشعبية هذه، بما فيها النتيجة الكبيرة للحادي والعشرين من سبتمبر، كانت ضرورة ملحة وكانت خياراً سليماً صحيحاً مسئولاً لابد منه في أن يتحرر هذا الشعب؛ ولذلك هم اتجهوا- فيما بعد- للعدوان والحرب؛ حتى يستعيدوا سيطرتهم المباشرة علينا، ويريدون أن ينفذوا ما يريدونه من أهداف في بلدنا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
في ذكرى الهجرة النبوية وثورة 21 من سبتمبر 28ذوالحجة 1438هـ /9/ يوليو, 2019م.