مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

جميل المقرمي
قبل أَيَّـام خرج وزير خارجية حكومة المرتزِقة المدعو شائع الزنداني بتصريح مثير للشفقة يتباهى فيه بأنه وفّر ستة ملايين دولار في أقل من شهر بعد نقل مقر وزارته من فنادق الرياض إلى عدن. وهكذا لم يعد الفساد في تلك المناطق المحتلّة مُجَـرّد مِلف يُدار في الكواليس أَو همس يُتداول بين الناس، بل صار فضيحةً معلَنةً على لسان المسؤولين أنفسهم.

لكن أي عقل يمكن أن يعتبر التوقف عن النهب إنجازًا وطنيًّا؟! ومنذ متى أصبح تجفيف جزء يسير من الاستنزاف بطولةً يُحتفى بها في الإعلام؟ إن هذه الأرقام ليست إلا إدانة صريحة تكشف حجم الفساد الذي عشش في تلك الحكومات لسنوات، حَيثُ تحولت ثروات اليمنيين إلى فواتير فنادق وبدلات لمسؤولين يعيشون في الخارج، بينما يلهث المواطن في الداخل وراء لقمة الخبز وجرعة الدواء.

إذا كانت وزارة واحدة قد وفّرت ستة ملايين دولار في شهر واحد، وهي وزارة كان بإمْكَانها أن تتخذ سفارة البلد في أية دولة مقرًّا لتسيير أمورها، فكم يا ترى أُهدر خلال عشر سنوات من وزارات ومؤسّسات وهيئات كانت تسمّى زورًا وبهتانًا "شرعية"، فيما هي تقتات على دماء الناس؟! إن هذه الأرقام ليست مُجَـرّد حسابات مالية، بل شهادة دامغة على أن هذا الشعب نُهب جهارًا نهارًا تحت لافتة الشرعية، بينما اقتصاده ينهار وعملته تُطبع كورق بلا قيمة.

الحقيقة أن الفساد لم يكن حالة عابرة، بل كان نهجًا ممنهجًا يتغذى على الارتهان للخارج ويرتبط بالمشاريع الإقليمية والدولية التي استباحت اليمن وحوّلته إلى كنتونات متناحرة. وما يجري اليوم من محاولات لتلميع الصورة لا يعدو كونه مسرحية جديدة هدفها تمديد عمر النهب وإعادة إنتاج الوجوه نفسها التي خانت الشعب لعقد كامل.

إن ما يحدث في اليمن لا يمكن فصله عمّا يجري في المنطقة. فعاصفة الحزم التي ضربت اليمن تحت ذريعة الشرعية وإعادته إلى "الحضن العربي" لم تكن إلا مقدمة لما نراه اليوم في فلسطين من جرائم إبادة وتجويع ومحاولات تهجير بالجملة. فالطائرات التي عبرت آلاف الكيلومترات لقصف اليمن لم تستطع أن تقطع نصف هذه المسافة لإيصال دواء أَو غذاء إلى غزة. وهنا تتجلى البُوصلة الحقيقية: فلسطين.

لقد انكشفت المشاريع وتعرّت الشعارات، والأنظمة العربية التي هرولت للتطبيع وتواطأت مع الاحتلال هي ذاتها التي شاركت في العدوان على اليمن، وهي ذاتها التي تصمت اليوم أمام إبادة غزة، بل وتدعم الصهاينة بالسلاح والمال في مواجهة الحصار الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية على موانئ الاحتلال وسفنه التي تمر عبر البحرَينِ الأحمر والعربي.

في المقابل، يقف الشعب اليمني الحر شامخًا مدافعًا عن المقدسات، مستندًا إلى وعي قرآني كشف الزيف وفضح المتآمرين. الرهان اليوم ليس على النخب الفاسدة ولا على بياناتها المضللة، بل على وعي الشعب وإدراكه أن الخلاص لن يأتي إلا برفض الوصاية وإسقاط أدواتها. فقد جُرّب هؤلاء عشر سنوات، وتبيّن أنهم لا يعيشون إلا على الفتن والارتهان، فلا يجوز أن يُمنحوا عقدًا جديدًا من الوهم.

أيها اليمنيون في المناطق المحتلّة، لا تسمحوا لهم بتحويل الكارثة إلى دعاية، ولا السرقة إلى إنجاز. لا تنخدعوا بمسرحيات مكشوفة، فالشعوب التي عانت وضحّت وفقدت كُـلّ غالٍ ونفيس هي وحدها القادرة على صناعة المستقبل. ومن يُهن شعبه ويستخف بكرامته لا يستحق إلا أن يُحاكم أمام الناس والتاريخ.

الخيار واضح: وعي، وحدة، رفض للوصاية، طرد المحتلّ وأدواته. وعندها فقط يمكن أن تُطوى صفحة طويلة من النهب والمهانة والاحتلال، ويُفتح باب جديد لوطن حر كريم يستعيد مكانته وسيادته وثرواته وقراره، وتظل بُوصلته نحو قضيته المركزية: فلسطين.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر