يحيى المحطوري
حين يحملونك على الأكتاف، ويسيرون بك بعيدًا عن مقامِك المعنوي ومنصبِك الدنيوي الذي طالما نظر إليك الآخرون من خلاله..
الجميع متجمِّعون حولك، لكنهم عاجزون عن منع مغادرتك، يتأملون فيك وأنت تُساق بلا ابتسامتك المعهودة، إلى لحدِّك الترابي الموحش..
صحيفة أعمالك تكون قد أُقفلت نهائيًّا، ولا مجال للتوبة، ولا سبيل إلى تعديلها..
تحملها معك، وتقدّم إلى مستقرِّك الأبدي، وأنت تحملُ مصيرَك الحتمي بين يديك مكتوبًا فيها..
حينها تتمنى لو أن لك كرةً أُخرى، فتعود لتعمل صالحًا ينفعك في ذلك الهول الشديد..
والسؤال:
هل نحن مستعدّون لخوض كُـلّ التفاصيل الماضية؟ فالموت لا يستأذن أحدًا، وسيداهمُنا «بغتةً وأنتم لا تشعرون»..
هل نحن جاهزون لذلك؟
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ
أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ
فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ.
حَتَّىٰ إذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ
كَلَّاۚ
إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَاۖ
وَمِنْ وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ.






