مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ}[الرحمن: الآية33]، الله “سبحانه وتعالى” عندما قال في كتابه الكريم هذه الآية المباركة: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ}، لا يعني ذلك أنهم خارج إطار سيطرته، أو خارج إطار ملكه وسلطانه، هو المسيطر، هو القاهر فوق عباده “سبحانه وتعالى”، الكل في قبضته، الكل في إطار سلطانه، لم يكونوا خارج إطار سلطانه ومملكته، أو خارج إطار سيطرته ونفوذه وقدرته، هو المسيطر على هذا العالم، كل ما فيه هو في إطار سلطانه، وقبضته، وسيطرته “سبحانه وتعالى”، وهو المحيط بعباده قدرةً وعلماً.

 

فعندما قال: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ}، لم يكونوا خارج إطار سلطانه وقهره، ولهذا يذكِّرنا، يذكرنا جميعاً كجنٍ وإنس، بأننا تحت سيطرته التامة في الدنيا والآخرة، في عالم الدنيا، وفي عالم الآخرة، فيقول: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ}، هل هناك عالمٌ آخر خارج عالم الله “سبحانه وتعالى”، خارج مملكته، خارج سلطانه، أرضٌ لم يخلقها الله، أو موطنٌ لم يخلقه الله، أو بقعةٌ لم يخلقها الله، يمكن للإنسان أن يلتجئ إليها، ويكون في حماية إلهٍ آخر؟ لا، كل هذا العالم بكل ما فيه هو مملكة الله “سبحانه وتعالى”، هو عالمه، تحت سلطانه وقهره وسيطرته التامة، ليس هناك أي مهرب يمكن أن يهرب إليه الإنسان، أي ملاذ، أي ملجأ يمكن أن يلتجئ إليه، فيخرج من حدود سيطرة الله “سبحانه وتعالى”، وملكه وسلطانه، وقهره وهيمنته، لا يوجد أي مكانٍ آخر، ولا أي إلهٍ آخر، له عالمٌ آخر، يمكن أن تلتجئ إليه، أو تفر إليه، أو يمكن حتى لمجموع البشر، ولمجموع الجن، أن تتظافر جهودهم للالتجاء إليه، والفرار إلى مملكته، وإلى مكانٍ آخر خارج هذا النفوذ الإلهي والسيطرة الإلهية التامة، لا مفر ولا ملجأ من الله إلَّا إليه.

 

والإنسان بشكلٍ عام، والإنس والجن بشكلٍ عام لا يستطيعون التصرف، ولا العمل، ولا التحرك، إلَّا في حدود ما مكَّنهم الله “سبحانه وتعالى”، وفي حدود ما سخَّره لهم، على مستوى العلم، وعلى مستوى القدرة، هذه هي حدود تصرف الإنس، وحدود تصرف الجن: في حدود ما مكَّنهم فيه، وما سخَّره لهم، لا يستطيعون أن يتجاوزوا ذلك أبداً، فهم تحت قهر الله وهيمنته وسلطانه، ولا يستطيعون الخلاص عن ذلك أبداً، ولا الفرار من ذلك أبداً، ولهذا قال: {لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ}، فأنتم في حدود ما تتصرفون فيه وتعملون فيه، لا تستطيعون أن تتجاوزوا ما سخَّره الله لكم، ما وهبكم من العلم، والقدرة، والتمكين، والإمكانات، والوسائل، لا تستطيعون أن تتجاوزوا حدود ذلك، أنتم تحت سلطة الله، هيمنته، سيطرته، ملكوته، لا تستطيعون أن تفروا.

 

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}[الرحمن: الآية34]، فأدركوا نعمة الله عليكم، واشكروه على نعمه؛ لأنه لا مبرر للإنسان أن يسعى للتهرب أصلاً، لا يستطيع ذلك، ولا مبرر له في ذلك، الله منَّ علينا، أنعم علينا، أحاطنا بنعمه العظيمة والواسعة، ليس هناك أي مشكلة من جانب الله “سبحانه وتعالى”، الذي أعطانا: هو النعم، الذي أسبغه علينا: هو النعم المعنوية والمادية، والذي يأمرنا به: هو ما فيه خيرٌ لنا، وصلاحٌ لنا، لا مبرر للإنسان أن يتهرَّب من الله، ولا أن يتهرَّب مما أمر الله به، مما أرشده إليه، من منهجه العظيم، الذي به صلاح حياتك أنت، واستقامة حياتك أنت؛ إنما هو النكران للنعم، التنكُّر لنعم الله، لرحمته، لفضله.

 

{يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ}[الرحمن: الآية35]، الإنسان لا يستطيع أن يدخل في مواجهة مع الله، الجن والإنس لا يستطيعون- حتى مع بعض- أن يتعاونوا ليدخلوا في حربٍ مفتوحة، وصراعٍ مباشر، ومواجهة مباشرة مع الله “سبحانه وتعالى”، لا يستطيعون ذلك، كائنات ضعيفة، عاجزة، قدرتها في حدود ما منحها الله ومكَّنها فيه، فيمكنها فوراً أن تنتهي وأن تسحق بعذاب الله “سبحانه وتعالى”، ولا يمكن- الجميع- أن يخوضوا معركةً منتصرة في مواجهة الله “سبحانه وتعالى”، الكل في مقام العجز والضعف أمام جبروت الله وقدرته على كل شيء، كائنات ضعيفة، من أضعف الكائنات، من أضعف الكائنات.

 

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}[الرحمن: الآية36]، ولا مبرر لذلك: أن يفكِّر الإنسان أن يدخل في مواجهة مع ربه وخالقه، الكريم، المنعم عليه، ما الذي يبرر لك ذلك؟ ما الذي يدفعك إلى أن تكون في مشكلة مع الله، أن تكون في تباين مع منهجه العظيم، مع رحمته العظيمة المعنوية والمادية؟ ما الذي يدفعك إلى ذلك؟

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة السابعة 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر