عبدالفتاح حيدرة
في المحاضرة الرمضانية الثامنة عشرة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ ، تحدث حول المفاسد المتفرعة عن الطمع المادي، والتي منها اخذ أموال الناس بالباطل، فالبعض من الناس بسبب الطمع يسعى للتحايل عبر أجهزة القضاء النزاع واستخدام الحيل ليستحوذ على أموال الآخرين بالباطل وليس له بحق، والبعض يرجع للرشوة، مستغلا انعدام الوازع الديني عند بعض القضاة الذي يتحملوا وزرا كبيرا، وهذه من افضع الذنوب، وصاحب الرشوة والمرتشي ملعون يطرد من رحمة الله، والبعض يرجع لليمين الغموس، وهي اليمين الفاجرة التي تغمس صاحبها في نار جهنم والعياذ بالله، وهذه القضية خطيرة على الإنسان وتضرب أعماله الصالحة، وتمنع عنه الجنة، وهذة القضية فيها خسارة للأخرة، والبعض قد تكون يمينة لتأكيد شهادة زور، وهذه من كبائر الذنوب، ووعيد الله لأصحاب هذه اليمنين بالغضب الشديد، لإنها تؤدي للفتن وتورث الشحناء بين الناس، ومن اخطر الحالات التي تفكك المجتمع ويستخدمها شياطين الإنس بكثرة ..
من المفاسد نتيجة الطمع هو النهب، و التقطع للناس وسرقتهم وهي من الجرائم الدنيئة والشنيعة وصاحبها عدو لله فاقد الكرامة، وانسان دنيئ وخسيس ، هو مجرم وخاسر الايمان والتقوى، والبعض قد يكون عدواني ويقتل، وهذه جريمة رهيبة جدا، وادرجوا هؤلاء الناس من ضمن محاربة الله و يعيث في الأرض فسادا، ان اخافة السبل الآمنة هي جريمة واثم عظيم وتصرف لا إنساني وهمجي، من يمارس هذا النوع من الجرائم هو متخلي عن دينه وقبيلته، و عقوبتها ان يقتلوا او يصلبوا او ينفوا من الأرض، الاسلام دين يصون المجتمع الذي ينتمي اليه في حياتهم وممتلكاتهم واعراضهم، وثمرة هذا الإلتزام الديني هو ان لا يخاف احد على نفسه من النهب، وعلى مجتمعنا ان يكون متعاون مع البر والتقوى أمام هذه المظاهر، والسرقة هو أسلوب دنيئ ومفسدة ومعصية وتصرف حرام واخذ مال بغير حق، و عقوبتها عاجله، وهي قطع اليد، نكالا من الله، من مفاسد الطمع والتوجه المادي، خيانة الأمانة، وهي ذنب عظيم من جهه ومن جهه أخرى هي تصرف وحشي، وخيانة الامانه في المسئولية العامة ونهب المال العام، وهي من اسواء خيانة الأمانة لأنها تسبب في معانة الناس، وتضرر العرب والمسلمين من هذه الظاهرة ، ففي بلدنا اخذ احد الزعماء السابقين ما يقدر ب60 مليار دولار ..
يتضرر الناس ويعانون لان الأموال العامة تأخذ بغير حق ، ومثلما يحصل الان في سرقة ثروات شعبنا من قوات التحالف ، ومثلما يحصل من المسئولين الذين لا يتقون الله، ومن مفاسد الطمع الغلول وهي اخذ من الغنائم ، وايظا من مفاسد الطمع الابتزاز، في إنجاز المعاملات مثلا ، وهذا سحت حرام، ومن المفاسد ايظا في الطمع والتوجه المادي هو التعامل بالربا، المرابي إلى جهنم، محرمة عليه الجنة، ووعيد في الدنيا بمحاربة الله ورسوله للمرابي، وفي الآخرة الخلود في نار جهنم والعياذ بالله ، وهي قضية خطيرة جدا، ومن المفاسد عملية الغش في المعاملة التجارية والاقتصادية والتطفيف، ولدى اصحاب هذه طريقتهم في الغش والوزن، وهي وزر وذنب يتحمله صاحبها، والغش في المعاملة من بينها تغيير المواصفات، وأشكال الغش كثيرة في مخادعة مواصفات السلعة، وهذا من المحرمات، ومن مفاسد الطمع الاتجار بالمحرمات ومنها الاتجار بالمخدرات، وللأسف هناك تعاطف مع بعض تجار المخدرات، وهي جريمة مضارها كبيرة، تدمر الصحة والإيمان والحياة، إن الاتجار بالمخدرات من اسواء الجرائم التي تدفع بالناس للاتجار بالمحرمات والثراء السريع ، ولذلك لابد من عدم مساندة تجار المخدرات والاتجار بها..
من مفاسد الطمع تأتي التجارة بالبضائع والدواء الفاسد والمنتهي، ومن مفاسد الطمع الاتجار بالمفاسد مثل الخمر وغيرة، وهذا من أكل السحت على طريقة اليهود، ومن المفاسد الناتجة عن الطمع هي الحسد، الحسد على الآخرين هو باب من أبواب الشيطان، ومن المفاسدفي الطمع هو البخل في الزكاة والخيانة في مال الوقف، وعدم الانفاق في سبيل الله وسبل الخير، وهذه المفسدة عقوبتها في الدنيا إخراج المال الكثير في مصائب في غير محلها، بينما إخراجها يدفع الكثير من المصائب، الانسان البخيل سبب في عذابة في الآخرة، ومن المفاسد في الطمع بالنسبة للكافرين هو توجههم المادي وهو توجه و معيار في الفساد والقتل والنهب للشعوب وفي المواقف ، ومن مفاسد الطمع انعدام الخير وتمركز الشر والمفاسد النفسية، فكيف يهلك الانسان نفسه في مفسدة من مفاسد الطمع، وخسارة الجنة والسعادة الأبدية، وعلى الانسان ان يحذر ويسعى لتزكية نفسه ويسأل الله ان يرزقة القناعة، طمع النفس البشرية اذا اتجه الانسان ورائها تأخذة للنار والعياذ بالله، بينما الطمع الصحيح هو ما عند الله من خير، الطمع في الجنة و المغفرة والعتق من النار ..