حجم الاعتداءات في الضِّفَّة الغربية هو حجم كبير، إلى درجة أنَّ بعض الإحصائيات تؤكِّد على أنَّه خلال هذا الشهر فقط بلغ: أكثر من (ألف وثمانمائة اعتداء)، والسلطة الفلسطينية لا تُقَدِّم أيَّ حماية، ولا أي شكل من أشكال الحماية للشعب الفلسطيني في الضِّفَّة الغربية؛ إنمـا تتعاون مع العدو الإسرائيلي بأشكال متعدِّدة من التعاون، ولاسيَّما في الاستهداف للإخوة المجاهدين، تحت عنوان: [التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي]، في الوقت الذي تروِّج دائماً- بإصرارٍ غبي- على خيارها الخاطئ، الذي يُسَمَّى بـ [المفاوضات، والسلام، والكف عن أي مواجهة مع العدو الإسرائيلي]، وهو خيارٌ قد ثبت قطعاً أنه غير مجدٍ، وليس له أي نتيجة، كل هذه العقود التي تجلَّى خلالها أنَّ العدو الإسرائيلي لا يفي بشيءٍ إطلاقاً مِمَّا يتَّفق مع السلطة الفلسطينية عليه، ولا مع غيرها.
العدو الإسرائيلي من طبيعته الغدر، من طبيعته، وفي فلسفته، وثقافته، وفكره، ومعتقداته، أنه غير ملزمٍ بالوفاء فيما يتَّفق عليه مع من يُسَمِّيهم بـ [الأغيار]، يعني: غير اليهود، وأن أي اتِّفاق معهم هو في إطار الخداع فقط، وفي إطار التكتيك؛ للوصول إلى تحقيق أهداف معيَّنة، والقرآن الكريم أكَّد هذه الحقيقة، بقول الله تعالى: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ}[البقرة:100]، (كُلَّمَا): هذا التعبير الذي يفيد بكل وضوح أنهم لا يفون إطلاقاً تجاه أي مواثيق، أو التزامات، أو اتِّفاقيات معهم، المسألة عندهم هي مسألة أن يتمكَّنوا من الغدر، وأن تكون الظروف لصالحهم، وأن يهيِّئوا الظروف لتجاوز صعوبات معيَّنة، ويستمرُّون على ما هم عليه من: جرم، وظلم، واغتصاب... وغير ذلك.
العدو الإسرائيلي مع هذا يدرس هذا اليوم، وفي الأيام الماضية، قراراً إجرامياً، في خيارٍ من خيارين:
- إمَّا الاحتلال لكل قطاع غزَّة.
- وإمَّا الاحتلال لأجزاء من قطاع غزَّة.
الحسابات تعود في ذلك- بالنسبة لهذا التردد- للكلفة الباهظة، التي هو موقنٌ بها، في أنه إذا أقدم على الاحتلال الكامل لكل قطاع غزَّة؛ فـإنَّ هذا له كلفته وخسائره الباهظة والكبيرة، في القتلى والجرحى من الجنود الإسرائيليين، وفي عدم تمكُّنه من الاستقرار؛ إنما سيفتح له مشكلةً مستمرَّة.
هذا القرار يستند فيه العدو الإسرائيلي؛ لأنَّ معناها: الاستمرار في التصعيد، الاستمرار في الإبادة، الاستمرار في الجريمة الرهيبة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة؛ لكنَّ العدو الإسرائيلي يقول: [أنَّه حصل على إذن من الأمريكي]، والإذن الأمريكي معناه: أن الأمريكي سيستمرُّ في توفير كل أشكال الدعم المفتوح للعدو الإسرائيلي:
- تقديم القذائف، القنابل.
- تقديم الدعم السياسي، الدعم المالي.
- تقديم أيضاً الحماية.
- والشراكة بكل ما تعنيه الكلمة مع العدو الإسرائيلي، في حال أقدم على هذه الجريمة.
العدو الإسرائيلي بالرغم من فشل ما سمَّاه بـ [عربات جدعون]، يُفَكِّر في خطوة ستفشل، ستفشل بلا شك، وإن ارتكب فيها الجرائم الكبيرة والفظائع، لكنَّها لن تحقِّق له النتيجة التي يسعى للوصول إليها، في أن يتثبَّت له احتلال وسيطرة تامَّة باستقرار، وأن يحسم المعركة وينهيها لصالحه، هذا- بإذن الله- ما لا يكون، ولن يكون إن شاء الله.
وضع الجيش الإسرائيلي فيما هو عليه، هو وضعٌ مهزوز، وضعٌ معروف في أنَّه قد تكبَّد الخسائر الكبيرة، وألحق بنفسه- نتيجةً للعدوان- الخسائر الكبيرة، مِمَّا وفَّق الله له الإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة، من ضربات قويَّة ومؤلمة للعدو الإسرائيلي، وتأثير كبير على وضعية الجيش الإسرائيلي.
ولـذلك هناك اعترافات صريحة، بأنَّ الوضعية أصلاً (وضعية الجيش الإسرائيلي) هي وضعية غير مؤهَّلة لإنجاز هذه الخطوة الإجرامية، بالشكل الذي يمكِّنه من تنفيذها بأريحية، وبدون كلفة باهظة، ومن ناحية ثانية: النتيجة، إلى درجة أنَّ كبار المجرمين في الجيش الإسرائيلي، هم يعترفون بأنهم لا يتوقَّعون أن يتمكَّنوا من تحقيق هذا الهدف العدواني، وأن ينجزوه باستقرار، وبدون أن تستمر المقاومة والجهاد من جهة الإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة.
و [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية
الخميس: 13 صفر 1447هـ 7 اغسطس 2025م