مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

 إعداد/ صبري الدرواني

  •  •عندما تأتي القيامة يكون البشر في حالة عجز كامل عن ردها، ويكونوا في حالة فزع واندهاش أمام تلك الاهوال.

•أمر القيامة يشمل السموات والأرض ويشمل الشمس والقمر، وتأتي بغتة.

•لا يستطيع الانسان أن يتخيل أهوال يوم القيامة.

•الانسان لا يستطيع التحمل أمام زلزال أو عواصف، التي لا تساوي شيء أمام يوم القيامة.

•الهول في يوم القيام كبيرة يقول الله عن ذلك اليوم (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ، وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها). •في ذلك اليوم تعاد صياغة السماوات والأرض من جديد، قال تعالى (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ).

•(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ)، النفخة الثانية هي نفخة البعث، يوم البعث التي تحدثت عنها الاية المباركة بهذه السرعة، في لحظة واحدة في صيحة واحدة يقوم كل الخلائق اجمعين منذ آدم إلى آخر انسان من بني ادم، يقومون في وقت واحد، (تشقق الأرض عنهم صراعاً ذلك حشر علينا يسير).

•في اليوم الأول للحياة الثانية الأبدية، يتذكر الناس أنهم لبثوا غير ساعة، الفاصل بين الحياة الدنيا، والحياة الأبدية،

•في اليوم الأول للحياة الثانية الأبدية، يبعث الانسان وقد صمم الله خلقه وأعاد تكوينه للحياة الأبدية، ويكونهم حتى في بنية أجسامهم للحياة الأبدية التي لا نهاية لها، ولا هرم فيها، فيكون حتى إعادة خلق الانسان مبنياً على هذا الأساس.

•في يوم البعث وتلك الاهوال، كل هذا يبين أهمية ذلك اليوم الذي سبقته إعادة ترتيبات لوضع السماوات والأرض بكلها، إعادة تشكيل لهذا العالم.

•كل تلك الاحداث والتغيرات الكونية الكبرى تدل ان هناك مشروع جديد وكبير وهام وخطير جداً.

•ذلك اليوم كرر تسميته في القرآن الكريم يوم الفصل، لا هزل فيه، ولا مجاملة فيه، ولا يمكن للإنسان أن يقدم عن نفسه الفدية أن يتخلص بفدية معينة يقدمها ببيع أو مال، ولو كانت الأرض بكلها او ملئها ذهباً ما كان للإنسان ان يفتدي نفسه.

•في ذلك اليوم يجتمع فيه كل الخلائق، منذ آدم إلى نهاية آخر انسان في ساعة الحساب، للفصل،

•لا يمكن للإنسان ان يتخلص بالتوبة، ولا بالاعتذار، ولا يمكنه ان يكسب التعاطف من أحد لينفعه بشيء، ولا ينفعه البكاء ولا التحسر ولا الندم ولا أي شيء.

•يحشر مليارات البشر (يخرجون من الاجداث كأنهم جراد منتشر).. (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً). •الكل في حالة خضوع تام وانقياد تام لله سبحانه وتعالى لكل الترتيبات التي تأتي في يوم القيام، يقول الله: (إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا، لقد احصاهم وعدهم عدا).. الكل يأتي بصفة العبودية لله.

•تبدأ عملية الحشر، ويتحركون وفق الترتيبات والإجراءات في ساحة الحساب.

•الهول في تلك اللحظات عندما يرى الانسان نفسه في ساحة الحشر يوم القيامة.

•الاهوال بكلها التي سبقت مسألة الحشر والحساب تهون أمام الحالة التي يعيشها الانسان وبالذات الانسان الخائب الخاسر الذي لم يستعد لذلك اليوم، لم يستعد للعمل الصالح لليوم الآخر.

•يوم الحساب والضغط النفسي على الانسان أكبر عليه حتى من النفخة الأولى التي دمرت السماوات والأرض، حالة من الحسرة والندامة والقلق والضيق، وينقاد الجميع للترتيبات دون أي فوضى، قال تعالى (يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له)..

•وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا، مهطعين إلى الداع)، (يقول الكافرون هذا يوم عسر)، كل الخاسرين الذي رفضوا هدى الله وتنكروا لتعاليمه يدركون خسارتهم..

•العجر التام والانقياد التام هو الذي يسيطر على واقع البشر..

•الحساب على المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي، وفي ذلك اليوم تتجلى عدالة الله سبحانه وتعالى.

•الحساب يتجلى للناس عدالة الله سبحانه وتعالى، ويتجلى للخاسرين سوء أعمالهم، والاثار الفظيعة لأعمالهم السيئة.

•يصل الانسان إلى قناعة تامة أنه السبب في خسارة نفسه.

•يتجلى فوز المتقين، يتجلى لهم أهمية الاعمال التي عملوها في نجاتهم، حسن أعمالهم ونتائجها الطيبة والعظيمة، والاثار العظيمة لها، فيشعرون بالاطمئنان والرضا والفوز، فيحسوا أنهم فازوا، وبالتالي تتجلى عدالة الله معهم، انه لم يضع شيء من أعمالهم ولا حتى مثقال ذرة.

•في عملية الحشر، يتجلى للإنسان أنه لا ينفعه إلا ما عملوا، وأن مصيره مرتب بأعماله، التي سوف يراها في اعمال الحساب، (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى).

•في العرض للحساب وبعد أن يتم توطين البشر في عملية الحساب، لا يستطيع أحد أن يخفي نفسه، أو يخفي شيء من أعماله (يومئذ تعرضون لا يخفى منكم خافية).. (فيؤمئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان).

•عندما يأتي بالصحف، صحف الأعمال، (وإذا الصحف نشرت)، تكون لحظة رهيبة في واقع البشر، (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه، ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها).

•قد يتصور الانسان ان هذا العمل بسيطاً، فيتجلى له يوم القيامة أن هذا العمل خطير، بعض الاعمال تبقى نتائجها وآثارها تستمر حتى بعد وفاة الانسان، وبعض البشر تمتد أثار أعمالهم لأجيال، (إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم).

•عملية التوزيع فيها علامات الشقاء وعلامات الفوز، الانسان الذي هو مؤمن وفائز ومتقي لله سبحانه وتعالى وتحرك على أساس الاستجابة لله والعمل الصالح، يؤتى كتابه بيمينه، ويستلم كتابه بيمين، وهذا من علامات الفوز.

•الانسان المؤمن يلقى البشارات من لحظة بعثه تتنزل عليه الملائكة.

•يشعر بالاطمئنان والرضى وهو يستعرض الاعمال الصالحة، والعظيمة وأجرها العظيم يشعر بالرضى، وبعد عملية الحساب، (وينقلب إلى أهله مسروراً)..

•فرحة الانسان المستجيب لله، المتمسك بهدى الله، الذي اتجه في حياته على أساس الاستجابة لله، فرحة كبيرة جداً، (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابية، إني ظننت أني ملاق حسابية).. حالة فوق ما نتصور من الفرح والاطمئنان والسرور العظيم.

•مسألة الاستشعار للحساب مسألة مهمة جداً، كما في الحديث النبوي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا،

•أما الحالة الخطيرة والتي هي من علامات الشقى، عندما يؤتى الانسان كتابه من وراء ظهره، ويستلمه بشماله، هذا من علامات الشقاء وهي حالة رهيبة جداً، ولهذا يقول الله (وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا، ويصلى سعيرا)، (وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوتى كتابية، ولم أدر ما حسابية).

•الانسان الخاسر يكره نفسه ويمقت نفسه ويتجلى له سوء ما عمل،

•الانسان في الدنيا قد يستهتر في الكثير من الاعمال، ولا يعطي نفسه التفكير بالقدر الكافي حول أحداث مهمة، ويتعامل معها بتهاون، (يا ليتها كانت القاضية)، فحسرته كبيرة جداً، وليس له مناص.

•يقول الله (واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئا).. لا احد يمكن ان يقدم لك أي مساعدة، ولا أن ينفعك بشيء، ولا يقبل منها شفاعة، ولا يؤخذ منها عدل، ولا هم ينصرون.

•(يا أيها الذين أمنوا أنفقوا مما رزقناكم، من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه، ولا خلة ولا شفاعة، والكافرون هم الظالمون) لا أحد يحمل عن الانسان أي شيء من وزره، (وإن تدعو مثقلة إلى حملها، لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى)، (يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً).

•يوم ندعو كل أناس بإمامهم) كل أناس الذي جمعهم موقف واحد، فالحساب الجماعي يتجلى أهمية التوجه الحق الموقف الحق، الموقف الصحيح، إيجابية الاتجاه الصحيح في الدنيا الذي هو وفق تعليمات الله،

•في الحساب الجماعي يفصل بين العباد،

•القضايا الكبرى حاضرة بكبرها بأهميتها في ساحة الحساب، والانسان يأتي ضمن الذي كان معهم.

•هناك يتجلى الانتصار الكبير لرسل الله وأنبيائه وللمؤمنين الذين ساروا على نهجهم وتمسكوا بنهجهم.

•يتجلى الانتصاف من المظلومين من الظالمين، يقول الله (إنا للنصر رسلنا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار). نستكمل يوم الغد الحديث يوم الانتقال إلى دار الحساب، في المحاضرة القادمة. انتهى،


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر