مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم يرشد إلى الاعتصام بحبل الله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}، فيما يفيده أن تكون الانطلاقة لمن يتحركون على هذا الأساس أن تكون انطلاقةً جماعية، تحركاً جماعياً على أساس منهجٍ واحد ورؤيةٍ واحدة (حبل الله)، سماه حبله، على أساس أن تكون الكلمة مجتمعةً على منهجٍ واحد ورؤيةٍ واحدة، هي الرؤية التي قدَّمها الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم، وانطلاقةً عمليةً جماعيةً، وليست فردية، وليست مشتتة، بل تتجه كل الجهود على أساس هذا التحرك الجماعي كمسؤوليةٍ جماعية، ويحذر من التفرق: {وَلَا تَفَرَّقُوا}؛ لأن التفرق من أهم ما يستفيده العدو، لا نجاح لأي مشروع يدخل فيه التفرق، لمواجهة هذا الخطر الكبير.

 

ثم يذكر بنعمة -سبحانه وتعالى- بالألفة: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ}، ليرشد إلى أهمية الألفة كعامل مهم لا بدَّ منها؛ لكي يتحقق هذا التحرك الجماعي، وهذه الانطلاقة الجماعية، {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[آل عمران: 103-104]؛ لكي يؤكد أنه لا بدَّ أن تتجه الأمة هذا التوجه الذي يصحح وضعيتها من الداخل، ويبنيها بناءً صحيحاً في الدعوة إلى الخير، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأمر بالمعروف بمفهومه الواسع الذي يأتي إلى كل مجالات الحياة فيصلحها، والنهي عن المنكر بمفهومة الواسع الذي يأتي إلى كل المجالات فيصححها، ويزيح عنها كل مظاهر الخلل التي يستغلها الأعداء، والتي تمثل نقاط ضعفٍ لخدمة الأعداء، {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

 

ثم يحذر من جديد من التفرق والاختلاف: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: الآية105]، هكذا نجد أيضاً خطورة التفرق والاختلاف على الأمة في واقعها، وما يمكن أن يمثله من فرصة كبيرة يستغله أعداؤها من الداخل، ويمثل إعاقة حقيقية لنجاح الأمة في مواجهة هذا الخطر.

 

في سورة المائدة بعد أن حذَّر من الموالاة لهم، واعتبرها جرماً من أكبر الجرائم، وقال: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، حذَّر أيضاً من الموالاة لهم، وكشف حقيقة من يتجه هذا التوجه المنحرف، قال -جلَّ شأنه-: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}[المائدة: من الآية52]، فالذين ينحرفون ويتجهون للمسارعة فيهم والموالاة لهم، مهما كانت مبرراتهم الواقع الحقيقي لهم أن في قلوبهم مرضا، حالة الانحراف هي في داخلهم؛ فلذلك اتجهوا هذا التوجه المخالف لتوجيهات الله -سبحانه وتعالى-.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

يوم القدس العالمي 1441هـ 21-05-2020م.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر