مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

المشروع القرآني استمر، بالرغم من استمرار الحروب، فبعد الحرب الأولى تلتها حروب أخرى متوالية، في مقدمتها الحرب الثانية، استهدفوا بها فقيه القرآن، السيد العالم الكبير/ بدر الدين بن أمير الدين الحوثي "رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْه"؛ نظراً لدوره، وثقله، وتأثيره في التحرك بهذا المشروع القرآني، وهو المربي والمعلم، فشلوا في قتله، كانوا يريدون قتله بشكلٍ واضح، بالرغم من أنه من كبار علماء البلد المعروفين، بل من كبار علماء العالم الإسلامي، بالرغم من كبره في السن، لم يحترموا له لا منزلته ومكانته العلمية على مستوى العالم الإسلامي، ولا شيخوخته، ومرضه، وظروفه الصحية، وهو أيضاً في سياق ووضعية مستقرة، مستقر في منطقة نشور، ليس في حالة حرب عليهم، كان هناك هدنة بعد الحرب الأولى في نشور، فشلوا في قتله آنذاك، واستمرت الحروب بعد ذلك.

واستمرت الممارسات العدوانية لستة حروب شاملة، بإشراف وغطاء أمريكي، ودعم إقليمي معلن، وتعتيم إعلامي كبير، بل وتزييف للصورة الحقيقية عن أسباب تلك الحروب، وكانت بكلها أيضاً مطبوعة بالطابع الإجرامي، ما شاهده شعبنا في فترة العدوان الأمريكي السعودي على بلدنا على مدى تسعة أعوام من جرائم: قتل للأطفال والنساء، استهداف للناس المواطنين في منازلهم، تدمير للمساجد والمنازل، حصار، كل أنواع الإجرام كانت سلوكاً يستخدمها آنذاك المعتدون في عدوانهم في الحروب الست، ولا زالت هناك الكثير من مشاهد الفيديو التي وثقت نماذج من تلك الجرائم، ومن تلك المآسي التي كانت المعاناة منها كبيرة في كل تلك المراحل.

ولكن مع كل ذلك، مع الحروب المتوالية، مع النهج الإجرامي في استهداف المشروع القرآني، والمحاربة له، بالقتل، والتدمير، والتعذيب، والاضطهاد، والسجن، والتشويه الإعلامي، والدعايات الكاذبة، والافتراءات الرهيبة، الحرب بكل الأشكال، الحصار التام، كل أشكال الحرمان، كانت المفارقات العجيبة، والتي هي آية من آيات الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ودلالة واضحة على عظمة المشروع القرآني: أنه كلما حورب ازداد قوةً وتمكيناً، وكانت النقلات الواضحة بين كل حربٍ وأخرى، منذ الحرب الثالثة إلى الحرب السادسة، ومن بعدها إلى اليوم، نقلات كبيرة، نقلات بانتصارات عظيمة، وانتصارات أيضاً ووضوح وتجلٍ للحقائق؛ لأن الحرب بالدعايات، والافتراءات، والتشويه ضد المشروع القرآني، كانت حرباً كبيرةً جدّاً ولا تزال، ولا تزال إلى اليوم، تعتيم على حقائق، ونشر صورة مزيفة، وتشويه وافتراءات على المستوى الإعلامي، وبكل وسائل الدعاية، لكن النقلات، في تحقيق الانتصارات والتمكين الإلهي، وأيضاً التجلي الواضح للحقائق كانت مستمرة، ومن مصادق الآية المباركة: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[الأنفال: الآية26]، ومن يذهب في هذه الفترة لزيارة مران، لزيارة المناطق التي شهدت الأحداث الكبيرة، مثل: ضحيان، وبني معاذ، وهمدان، ومناطق كثيرة، وكذلك في سفيان، في مناطق خولان عامر بشكلٍ عام، معظم المناطق في محافظة صعدة، في آل سالم، كذلك بقية المناطق التي شهدت أحداثاً ساخنة- لسنا في سياق الحصر- ويتأمل طبيعة الأحداث وما جرى، وحجم ما عاناه المنطلقون في هذا المشروع القرآني، وما واجهوه من تحديات، ثم ما تحقق بالرغم من كل ذلك من انتصارات عظيمة، يلمس المصاديق الواضحة لهذه الآية المباركة: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ}.

في كل الحروب الست كان التحرك بالمشروع القرآني بدون أي دعمٍ خارجي، وكان المنطلقون في هذا المشروع القرآني أكثرهم من أضعف الناس إمكانيات، من أبناء مجتمعنا اليمني، الذين يعانون من الفقر والبؤس والظروف الصعبة جدّاً، ولم يكن أيضاً هناك أي أجندة خارجية لهذا المشروع القرآني، ليس لتحقيق أجندة لصالح دولة هنا، أو دولة هناك، أو لصالح أي طرف خارجي، بل هو تَحَرُّكٌ أصيلٌ بأصالة انتماء شعبنا اليمني للإيمان، وللهوية الإيمانية، وانتمائه الإسلامي، هو تَحَرُّكٌ أصيلٌ مشروعٌ، ليس تحركاً بالباطل، ليس تحركاً بما فيه فساد، بما فيه ضر بهذا البلد، بهذا الشعب، هو تَحَرُّكٌ بالحق؛ لأنه على أساس القرآن الكريم، وتعاليم الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وضرورةٌ حتمية، هناك حاجة لهذا التحرك، هناك ضرورة لهذا التحرك، ليس تحركاً عبثياً لإثارة مشاكل، أو مجرد ضجيج في الهواء، ليس له داعٍ، ليس له قيمة، هناك هجمة كبيرة جدّاً من أعداء هذه الأمة، على أمتنا بشكلٍ عام وعلى شعبنا العزيز، وواجبنا الديني والإنساني والأخلاقي أن نتحرك؛ لأنها هجمة تستهدفنا جميعاً، بكل هذه الأمة، وتستهدف شعبنا بكله، ولم يكن هذا التحرك القرآني موجهاً ضد أحدٍ من أبناء هذه الأمة، كان واضحاً في تحديد من هو العدو: أمريكا وإسرائيل، اليهود والنصارى، اللوبي اليهودي ومن يتحرك في فلكه، ولم يكن أيضا مشروعاً عنصرياً، ولا فئوياً، ولا مناطقياً، ولم يكن هناك أبداً ما يبرر الاستهداف له.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

كلمة القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد "رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْه"

الثلاثاء 26 رجب 1445هـ 6 فبراير 2024م

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر