مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

فكانت هذه الحالة حالة تفرز الواقع، تفرز الناس في واقع الحياة؛ حتى يكونوا واضحين حتى أمام بعضهم البعض؛ لأن واقع المجتمع المسلم هو واقع مترابط، يتأثر الناس فيه ببعضهم البعض، تحكمهم علاقات، وهذا شيء طبيعي أن تحكمهم أو تربط بينهم علاقات وثيقة، وأن يتأثروا ببعضهم البعض، هذا شيء واقعي، قائم في واقع الحياة، ولكن الشيء المهم أن يمتلك الإنسان وعياً صحيحاً تجاه هؤلاء الذي له بهم علاقة، وعلاقة في إطار الانتماء الإيماني، فيما إذا كانوا مؤمنين صادقين، وفيما إذا كان البعض منهم غير صادق؛ لأن الإنسان قد يتأثر بالبعض، قد تجد بعض العباد أو بعض الشخصيات التي هي محسوبة على أنها من الشخصيات العلمائية، وليسوا سواءً لا العباد، ولا العلماء، ولا… كل الناس ليسوا سواءً، حالة الخبث هذه تدخل في سنة الله في الاختبار؛ لأنها داخلة وموجودة في كل فئات المجتمع، يعني: في صف العلماء، تجد العلماء الربانيين الصادقين المخلصين المؤمنين حقاً، الذين لديهم الاستجابة التامة لله، عالم يقف موقف الحق ويصدع بكلمة الحق ولا تأخذه في الله لومة لائم، يخشى الله ولا يخشى الناس، لا يتراجع عن الصدع بكلمة الحق ولو كان الثمن هو حياته، بل يتشرف بذلك، يتشرف بأن يقول كلمة الحق حتى لو كان الثمن هو الشهادة في سبيل الله، وعالم لن يجرؤ أن يقول كلمة الحق حتى في أوضح الواضحات حتى ضد إسرائيل، هل هناك التباس في مسألة إسرائيل، هل يمكن لأحد أن يقول عن إسرائيل أنها على حق، وأنها في طريق الحق، وأنها جهة أو كيان صالح لا يجوز معاداته، ولا ينبغي أن نطلق أي موقفٍ تجاهه؟ هناك من العلماء من يرفض أن يكون له موقف حتى ضد إسرائيل، حتى ضد أمريكا لو عملت ما عملت، يرفض أن يكون له أي موقف واضح، أو أن يتحرك عملياً ليجاهر بالعداء، وليستنهض الأمة لتقف الموقف الصحيح ضد الخطر الأمريكي، مثل هذه النوعية هي من النوعية الخبيثة التي يجب أن يحذرها المجتمع المسلم.

 

في واقع العلماء قد يكون هناك من يؤيد الموقف الحق، وإن كانت ظروفه لا تسمح له بالتحرك أو بالذهاب أو المجيء، لكنه لا يخذِّل ولا يثبط، ويدعو للذين هم في موقف الحق، ويساندهم بالكلمة الطيبة، يقف موقف النصح ينصح ينصح، وهذا هو الحد الأدنى الذي ينبغي أن يكون عليه، البعض مثلاً ظروفهم الصحية، ظروفهم في واقع حياتهم ظروف صعبة، ظروف فيها عوامل معينة، لكنهم- في نفس الوقت- لهم مواقف إيجابية ممن يتبنون الموقف الحق: يدعون لهم، يشجعونهم، لا يثبطون، لا يخذلون، لا يطلقون المواقف السلبية التي تخدم أعداء الأمة.

 

فحالة الفرز هذه من فوائدها ومن ثمراتها المهمة أن تتضح الحقائق بالنسبة للناس؛ حتى لا يتأثروا بمن يقعدهم عمَّا هو طاعةٌ لله، بمن يثبطهم عمَّا هو مسؤولية أمام الله، بمن يخذلهم حتى عن الموقف الحق الذي قد يحاسبهم الله يوم القيامة بسبب تخليهم عنه.

 

فئة المثقفين، كذلك داخل المجتمع المسلم قد يكون فيها من له ارتباطات مشبوهة بالأعداء، من يخدمهم، من يعمل لصالحهم، وقد يكون فيهم الطيب الذي ينطلق بصلاح وزكاء نفس ومصداقية مع الله -سبحانه وتعالى- في تبني الموقف الحق، تجد هذا في المعلمين، في المدرسة، هذا الفرز والاختبار من الله -سبحانه وتعالى- هو يتغلغل إلى كل فئات المجتمع: المدرسين في المدرسة، المعلمين، المثقفين، الذين في الجامعة، الذين في المسجد، الذين في ميدان الحياة بمختلف فئاتهم: التجار، الفلاحون والمزارعون… كل فئات المجتمع المنتمون للإسلام، للإيمان، الذين يقولون آمنا، ما كان الله ليتركهم على ما هم عليه، حتى يفرزهم، فحالة الفرز هذه التي يتضح فيها كل إنسان بمصداقيته حالة لا بدَّ منها في سنة الله -سبحانه وتعالى- وفي كل زمان وفي كل مكان، والمعيار فيها الذي يعبر عن المصداقية هو الاستجابة الكاملة لله، والطاعة الكاملة لله -سبحانه وتعالى- هو التبني للمواقف الصحيحة التي يفرضها علينا ديننا، والذي يعبر تبنينا لها عن طاعتنا لربنا -سبحانه وتعالى-.

 

ثم يستفاد من هذه الحالة من الفرز والتمييز للخبيث من الطيب في الواقع العملي، في علاقات الناس، في تأثرهم، ألَّا يتأثروا بالخبيث الذي يخذلهم، يثبطهم، يشككهم، الذي يريد لهم أن لا يقفوا مواقف الحق حتى تجاه أعدائهم الواضحين، هناك من لا يريد للأمة أن تتبنى أي موقف حتى ضد إسرائيل، يريد من الناس أن يسكتوا، يطلب من الناس أن يسكتوا، يثقف الناس ويربي الناس بطريقة تشطب جانب المسؤولية والجهاد والعمل والموقف شطباً كاملاً من الدين، وكأنها خارج الالتزامات الدينية والتوجيهات التي وجهنا الله بها في كتابه الكريم، وكأنها كانت غائبة عن حياة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وفي سيرته.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

(الانتماء الإيماني وسنة الله في الامتحان)

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثالثة والعشرون، يونيو 1, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر