مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يمكن أن ينشئ الناس على مستوى أوسع: تعاونيات زراعية، جمعيات استثمارية، أعمال كثيرة تساهم وتساعد الناس في بناء اقتصاد صحيح، بدلاً من التسول، البعض يتجهون للتسول، وهذه عادة سلبية جدًّا وكريهة للغاية وسيئة جدًّا، تحط من كرامة الإنسان، والبعض ليسوا مضطرين، يعني: لم يصل بهم الحال إلى الاضطرار، والبعض لا يتفاعلون مع من يسعى إلى انقاذهم من هذه الظاهرة السلبية جدًّا، نحن جربنا هذا وأقمنا نشاطاً لرعاية بعض المتسولين والسعي لإنقاذهم من ظاهرة التسول التي هي حطٌ من الكرامة، وحاولنا أن نقنعهم للكف عن هذه الظاهرة، ومساعدتهم مالياً؛ حتى يخرجوا من هذه الظاهرة، ومساعدتهم عملياً بمشاريع معينة، وبرعاية بشكلٍ أو بآخر، فحاول البعض أن يتهربوا من ذلك، واتجهوا نحو ظاهرة التسول بما يدخل ضمنها من أساليب سلبية ولا إنسانية، البعض يعرون أطفالهم في الشمس لفترات طويلة؛ للاستعطاف بهذه الوسيلة، البعض ينشطون بشكل أو بآخر يتظاهرون بالمرض، أو يتظاهرون بالجراحة، أو يتظاهرون بأشكال معينة، وهناك حالات- فعلاً- إنسانية مؤلمة جدًّا موجودة في حالات التسول وفي حالات بعض المتسولين، لكن هذه الحالة يجب معالجتها أيضاً، ظاهرة التسول يجب معالجتها، الجمعيات وكذلك الدولة من جانبها، المؤسسات المختلفة، المجتمع بنفسه أن يحاول أن يساهم في معالجة هذه الظاهرة التي هي ظاهرة خطيرة، وتتحول في بعض الحالات لبعض الناس إلى عادة محببة؛ لأنه يرى فيها مصدراً سهلاً للدخل بدلاً عن العمل، وهذه جريمة، جريمة من يتجه وهو غير مضطر لفعل ذلك، فيجب أن يتعاون الجميع في احتواء هذه الظاهرة من جانب المجتمع نفسه، ومن جانب الدولة نفسها، من المؤسسات والجمعيات أن تسعى لمعالجة ظاهرة التسول، ومساعدة الناس المضطرين أو الذين يعاون من ظروف صعبة من خلال العمل، من خلال الإحسان، من خلال الرعاية، من خلال… حتى القرض مهم جدًّا رعاية هذا الجانب، إلى جانب الإحسان، إلى جانب الهبة، الصدقة، العطاء، مهم أيضاً القرض، في بعض البلدان هناك تجارب جيدة للقرض الحسن، القرض غير الربوي، أما القرض بالربا وعلى أساس الربا فهو محرم، وهو لا يمثل أي مساعدة، هو استغلال، هو عمل انتهازي لا إنساني لابتزاز الناس بحسب ظروفهم، وعلى أساس الاستغلال لمعاناتهم، لكن القرض غير الربوي هو إحسان، هو خدمة كبيرة يقدمها الإنسان إلى أخيه الإنسان، وتعاونٌ مهم، هو من التعاون على البر والتقوى، فيه أجر، فيه فضل، له أهمية، له قيمة إنسانية وأخلاقية وإيمانية ودينية، القرض في حالة العسرة إلى حالة الميسرة.

 

على مستوى الناس فيما بينهم أن يتعاطف هذا مع ذاك ويقرضه عند الظروف الصعبة، في الوقت نفسه المؤسسات التي يمكن إنشاؤها لتقديم هذه الخدمة للبعض الآخر من الناس، مع أن المؤسسات لا يجب أن تكون بديلاً عن تعاون الناس فيما بينهم، أبناء المجتمع فيما بينهم؛ لأن هذا يساهم في تعزيز الروابط الأخوية، يساعد في تعزيز الأمن الاجتماعي والاستقرار فيما بين الناس، ويقلص الجرائم، يعزز من حالة المحبة والإخاء والمودة فيما بين أبناء المجتمع.

 

فنحن يجب أن نركز على الوسائل المشروعة، الوسائل الإيجابية، وأن نعززها في المجتمع، وأن نحارب وأن نسعى لمكافحة كل الوسائل المحرمة، وأن نحاصرها بالوعي، بالإرشاد، بالتثقيف، بالتعليم، وأيضاً بالإجراءات، بالعمل، أن نتحرك على كل المستويات والمسارات.

 

{إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} [الإسراء : 31] ذنباً عظيماً، (الخطء): الذنب والجريمة الكبيرة، وهكذا عندما تقتل شعبك، عندما تقتل الناس صحياً، عندما تبيع للناس المبيدات التي تنشر السرطان، تنشر فيروس الكبد المدمِّر لصحة الناس؛ تكون قاتلاً، عندما تعمل لكسب المال بالقتل بغير حق للناس في صحتهم، عندما تقتل فيهم الروح المعنوية، عندما تنشر الجريمة، عندما تساهم فيما يضر، هذه قضية خطيرة جدًّا، والمفترض هو المكافحة لكل الوسائل المحرمة والمدمِّرة، والتي عندما يتحرك الإنسان فيها ويعتمد عليها هو يتجرد ويتخلى عن إنسانيته، عن أخلاقه، عن إيمانه، عن كرامته، ويكون إنساناً دنيئاً متوحشاً ومجرماً والعياذ بالله.

 

نكتفي بهذا القدر، وننتقل- إن شاء الله- في محاضرة الغد إلى قول الله -جلَّ شأنه-: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى} …

 

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

وسائل الكسب المحرمة وخطرها على الأمة

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الرابعة عشر

مايو 23, 2019م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر