السيد حسين بدر الدين الحوثي لاحظ على أنَّ معظم التعاطي من أبناء الأمة، والتفاعل والتعامل مع هذه القضية، يبتعد إلى حدٍ كبير عن مسألة العودة إلى القرآن الكريم، بل غابت إلى حدٍ كبير عملية الدعوة إلى العودة إلى القرآن الكريم؛ للاستفادة منه، والاهتداء به في مواجهة هذه المشكلة، وهذه ملاحظة مهمة، وملاحظة بارزة، وملاحظة خطيرة جدًّا؛ لأن الشيء الطبيعي المفترض بهذه الأمة وهي أمة تنتمي للإسلام، وأهم وأعظم ما لديها ككتاب هداية ومصدر هداية هو القرآن الكريم، وكان الشيء الطبيعي أن تعود إليه، وأن تستفيد منه، لأن القرآن الكريم ككتاب هداية لا تقتصر هدايته على جوانب محدودة وبسيطة في واقع الحياة، وإنما هو كتاب هداية لهذه الأمة، يهديها للتي هي أقوم في كل المسائل التي تحتاج فيها إلى هداية، في كل القضايا التي تحتاج فيها إلى هداية، ومن أهم وأكبر ما تحتاج فيه الأمة إلى هداية القرآن الكريم، هو: هذه المشكلة، هو هذا الخطر، هو هذا التحدي، تحتاج فيه الأمة إلى هداية الله -سبحانه وتعالى-، والله -سبحانه وتعالى- قدَّم الهداية الكافية في كتابه المبارك في القرآن الكريم، ولكن غابت الدعوة إلى العودة إلى القرآن الكريم إلى حدٍ عجيب في واقع الأمة.
وعندما أتت هذه الدعوة بالعودة إلى القرآن الكريم، أيضاً كان التفاعل معها ضعيفاً من كثيرٍ من أبناء الأمة، بل ومستغرباً من البعض، فهم لا يتصورون أنَّ في القرآن الكريم رؤيةً يمكن أن تعتمد عليها الأمة، وأن تستفيد منها الأمة في التعامل مع هذه المشكلة.
القرآن الكريم قال الله عنه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: من الآية9]؛ وبالتالي فعلينا أن نؤمن بأنه سيقدم أرقى رؤية للأمة تعتمد عليها في مواجهة هذا الخطر وهذا التحدي، وفي التعامل مع هذه القضية بما يضمن النجاح.
الله -سبحانه وتعالى- قال عن القرآن الكريم: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الفرقان: من الآية6]، فالله -سبحانه وتعالى- الذي يعلم السر في السماوات والأرض، ويعلم الغيب والشهادة، ألَّا يمكن أن يكون قد قدَّم لنا في كتابه هذا وفيما أنزله هدايةً تفيدنا في التعامل مع هذه القضية، في مواجهة هذا الخطر وهذا التحدي.
الله -سبحانه وتعالى- قال في القرآن الكريم وهو يقدِّم عرضاً مهماً، وتشخيصاً مهماً، وينبه على مؤامرات معينة من جانب الأعداء، من جانب اليهود أنفسهم، قال أيضاً كلمةً مهمة: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ}[النساء: من الآية45]، وهذه كلمة في غاية الأهمية؛ لأنه قدَّمها في سياق ما يحدِّثنا عنهم، فهو يتحدث عنهم، عن مؤامراتهم، عن خطورتهم، عما ينبغي في مواجهتهم، ثم يقول هذه الكلمة التي هي في غاية الأهمية: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ}، فما يقدِّمه هو من واقع ما يعلمه، وهو الأعلم بهم، الأعلم بهم منا، والأعلم بهم من كل أحد، من كل من يمكن أن يقدِّم رؤية، أو أن يقدِّم تصوراً، أو أن يقدِّم عرضاً، أو أن يقدِّم تقييماً، أو تشخيصاً، أو فكرةً عن الموضوع، الله -سبحانه وتعالى- هو الأعلم، وهو الذي يعلم الغيب والشهادة.
ثانياً: نجد أنَّ القرآن الكريم تحدث عن اليهود بشكلٍ خاص، وعن أهل الكتاب بشكلٍ عام في مساحة كبيرة من الآيات القرآنية، المئات من الآيات القرآنية، والمساحة الواسعة التي تحدثت عنهم: في سورة البقرة، في سورة آل عمران، في سورة النساء، في سورة المائدة... في كثيرٍ من السور القرآنية التي تحدثت عنهم حديثاً واسعاً، وحديثاً متنوعاً، وقدَّمت عرضاً تفصيلياً نستفيد منه تشخيص المشكلة في منشأها، نستفيد منه التقييم الكامل للعدو، نستفيد منه معرفة كل نقاط القوة والضعف في واقعنا وفي واقع العدو، نستفيد منه الرؤية العملية التي يمكن من خلالها أن نصل إلى النجاح الكامل، والنصر العظيم، ونصل إلى الفتح في مواجهتنا لهذا العدو.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
يوم القدس العالمي 1441هـ 21-05-2020م.