مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم الجانب الثاني: وهو أيضاً في غاية الأهمية، وهو يمثل حلقة الوصل والامتداد الأصيل بالرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-، ما بعد رسول الله اختلفت الأمة، وأتى الكثير الكثير، كلٌ منهم يقول: [قال الله، وقال الرسول]، ثم يقدِّم هذا شيئاً، وهذا شيئاً مختلفاً عنه، وهذا شيئاً مناقضاً له... وهكذا، ومعروف ما وصلت إليه الأمة من الاختلاف والفرقة في الدين وللأسف الشديد، فلا بد من معالم للحق، ما بعد وفاة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله-، ما بعد أن تدخل الأمة مثل هذه الحالة من الفرقة والاختلاف، وأن يكثر فيها الزيف، وأن يأتي الكل ليقدم نفسه أنه الناطق الرسمي باسم الإسلام، والمعبر الحقيقي عن الإسلام، والممثل الصادق لهذا الدين، فكان أول هذه المعالم من معالم الحق: هو الإمام عليٍ -عليه السلام-، وهذا ما ركَّز الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ليوضحه للأمة، وليتحدث عنه في مواطن ومقاماتٍ كثيرة في حياته، فيما كان يتحدث فيه عن الإمام عليٍ -عليه السلام-، عندما كان يقول: (عليٌ مع القرآن، والقرآن مع علي)، ماذا كان يقصد بذلك؟ أليس القرآن هو كتاب الهداية، أليست الأمة ستأتي فيما بعد وفيها الكثير من الرموز والشخصيات العلمائية، ليتحدثوا عن القرآن ومن القرآن وباسم القرآن، الله حفظ القرآن من التحريف لنصه، لكن الأمة ستختلف على تأويله، على مفاهيمه، على معانيه، على مصاديق آياته، هنا الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- يحدد فيقول: (عليٌ مع القرآن، والقرآن مع علي)؛ ليؤكد هذا التلازم وهذا الاقتران، فعندما تختلف الأمة على التأويل، عندما تختلف الأمة على المفاهيم، عندما تختلف الأمة على المعاني، عندما تختلف الأمة على المصاديق، في الوقت الذي تقول فيه عن القرآن، وتتحدث فيه بالآيات القرآنية، فالذي هو مع القرآن والقرآن معه، وهو يقدم المفهوم الصحيح للآيات القرآنية، والمصاديق الحقيقية للنصوص القرآنية، والتأويل الصحيح المتطابق للنص القرآني، هو عليٌ -عليه السلام-، علم للحق، معلم واضح وبارز للحق، عندما قال الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-: (عليٌ مع الحق، والحق مع علي)؛ كذلك ليؤكد هذا الاقتران وهذا التلازم، فعندما تختلف الأمة على الحق، وهي- في نفس الوقت- تنطق عن الحق، وتعبر عن الحق، فكلٌ يأتي ليقول أنه هو الذي يقدم الحق، هو الذي يمتلك الحق، هو الذي يعرف الحق، على مستوى العقائد، على مستوى الشرع، على مستوى التفاصيل والمفاهيم، على مستوى المواقف، فأين هو الحق، بين كل الذي يأتون ليقدموا ما يقدمونه باسم أنه الحق، الرسول يقول هنا: (عليٌ مع الحق، - وأكثر من ذلك - والحق مع علي)؛ تلازم واقتران، فتلتمس وتتعرف على الحق من خلال ما قدمه عليٌ، هو الجهة المؤتمنة في هذه الأمة حلقت الوصل المؤتمنة، عندما الأمة تقول عن الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-، وتتحدث عن الرسول، وتروي عن الرسول، ثم تروي المتناقضات، ثم تختلف فيما ترويه وفيما تنقله، وفيما تقدمه، فيقول هذا: [قال رسول الله]، والآخر: [عن رسول الله]، والثالث: [بلغنا عن رسول الله]، فهذا الحديث يختلف عن هذا، وهذا يتناقض مع هذا، وهذا يصطدم بهذا؛ هنا الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: (أنا مدينة العلم، وعليٌ بابها)، عليٌ هو الباب الذي نأتي منه، وهو حلقة الوصل الذي تربطنا بشكلٍ موثوقٍ ونقيٍ بدون أي شائبة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

الإمام عليٌ النموذج الأصيل وحلقة الوصل والامتداد للرسول والإسلام.

 

المحاضرة الرمضانية العشرون: 1441هـ 13-05-2020م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر