{وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً} مشكلة الشيطان أنه لم يقدِّر النعمة، كفور لنعمة الله -سبحانه وتعالى- هذه مشكلة الشيطان، والإنسان الذي يتجه هذا الاتجاه يتحول- في نهاية المطاف- إلى شيطان، لا يقدِّر نعم الله -سبحانه وتعالى- فيما أعطاه الله: على المستوى المعنوي، على المستوى المادي، أي قدرات أعطاك الله هي نعمة، قدرات مادية، أو قدرات معنوية، إذا منحك الله الذكاء فهو نعمة، لا تستخدم ذكاءك في معصية الله، إذا منحك الله البيان، وحسن التعبير، والقدرة على اتقان الحديث، لا تستخدم لسانك في معصية الله -سبحانه وتعالى- وتعبيرك في الأعمال السيئة والأعمال التي هي معصية، الشكر لنعمة الله -سبحانه وتعالى- هي أكبر عنوان للاستقامة والاتجاه الصحيح في هذه الحياة، الإنسان- في نهاية المطاف- إما أن يكون شكوراً، وإما أن يكون كفوراً تجاه نعمة الله -سبحانه وتعالى- والقرآن هكذا يربينا أن يكون لكل الأشياء في أيدينا قيمة، أهمية، الامكانات، القدرات، في المحافظة عليها، في حسن الاستخدام، في الحالة الأخرى الحالة العبثية هي حالة استنزاف كبير حتى في الأعمال ذات الأهمية على المستوى الديني وفي نطاق المسؤولية، ما بيدك من إمكانات أو قدرات للحق العام، عليك أن تحرص فيها على حسن الاستخدام، سوء الاستخدام، الإضاعة للأشياء، الاتلاف للأشياء، التصرف العبثي واللامبالاة بالأشياء، تتلف، تضيع، تسرق، هذا تعامل لا مسؤول، وهذا من الكفر بالنعمة، الإنسان الذي عنده فهم صحيح وتقدير للنعم سيحافظ على الأشياء في حسن الاستخدام لها، في الصيانة لها، في المحافظة عليها من أسباب الضياع ومن أسباب التلف.
طبعاً هناك معاناة كبيرة في هذا الجانب، خاصة فيما يتعلق بنطاق العمل والمسؤولية، اليوم الإخوة المجاهدين والإخوة في الجبهات، والإخوة الذين بأيديهم إمكانات وقدرات عامة: سيارات، ممتلكات عامة، هي ليست شخصية، هي ضمن الحق العام للدفاع عن الأمة، للتصدي لأعداء الأمة، عليهم أن يتحلوا بالمسؤولية في حسن التصرف وفي حسن الاستخدام، وفي الحذر أيضاً من التبذير، البعض أيضاً من الناس عندما لا يكون إنفاقه من حقه الشخصي وبكد عرقه؛ وإنما هو ضمن حق عام لا يبالي، يتعامل باستهتار، وبتبذير، وبإهمال، وبسوء استخدام، وبإتلاف، وبإضاعة للأشياء، ولا يكون للأشياء عنده قيمة، لماذا؟ لأنه لم يحصل على ذلك الشيء من كد عرقه؛ لأنه لم يكد سنين ويشتغل من الصباح إلى المساء حتى تتوفر له قيمة سيارة، عندما حصل عليها بعد سنوات من الجهد والعناء، وكد وجهد وعرق وعناء، حافظ عليها. لا، حصل عليها بكل بساطة ضمن مسؤولية عملية معينة؛ فكان مستهتراً ولا يبالي، صدم بها، أتلفها، يتصرف بشكل سلبي، لا يصونها، لا يحافظ عليها…الخ. فمسألة التبذير مسألة خطيرة جدًّا، وهي من الظواهر السلبية المنتشرة، التي ينبغي العمل على معالجتها، ويجب التحلي بالمسؤولية، واكتساب الوعي لحسن التصرف.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
من المحاضرة العاشرة
التبذير وآثاره السلبية على كل المستويات
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة العاشرة
مايو 20, 2019م