مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يقول الله سبحانه وتعالى (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ) في كثير من الأحيان يكون العدو قد خسر هو كذلك وقد تكبد الكثير من الخسائر والهزائم وينسى البعض من الناس هذه المسألة لا يرون إلا حالة الضرر أو الألم أو وقوع شهداء أو جرحى في صف المؤمنين فيجعلون من المسألة مشكلة ويهولون من خلالها ويرجفون ويثبطون ويخذلون ويصورون المسألة أنها مسألة خطيرة وأنه لا يمكن للناس الثبات وأن الموقف خطأ وانظروا كيف كانت النتيجة إلى آخره الله يقول [إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ] يحصل في الواقع البشري أن يحدث أحيانا تراجع أحيانا ضرر أحيانا شهداء أحيانا شهداء يحدث باعتبارات كثيرة يعود إلى الواقع البشري.

[وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ] الآية المباركة تقول [وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا] يتبين في الواقع العملي وبالفعل ومن خلال الأحداث نفسها يتبين من هم المؤمنون الصادقون الأوفياء؟ تبينهم ماذا تبينهم الأحداث من خلال ثباتهم من خلال استمراريتهم من خلال وفائهم من خلال صبرهم من خلال تضحيتهم من خلال عطائهم لم يتراجعوا لم ينكسروا لم يهنوا لم يضعفوا لم يستكينوا كما قال في الآية الأخرى [وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ].

[وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وليحمص الله الذين آمنوا] عملية التمحيص عملية تنقية من الشوائب حتى في واقع المؤمنين من خلال ما يعانونه في نهوضهم بالمسؤولية يدفعهم ذلك إلى أن يصلحوا وضعهم أكثر يهذبوا أنفسهم أكثر يتداركوا أخطاؤهم أكثر، يتجهوا في صبرهم والتجائهم إلى الله سبحانه وتعالى وإقبالهم إلى الله ومعاناتهم في سبيل الله إلى أن يصلحوا وأن يتخلصوا من كثير من الشوائب والمؤمن كما في الحديث عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله: "كسبيكة الذهب كلما أوقدت عليها النار ازدادت خلاصا ونقاءً" كما في معنى الحديث ومضمونه، المؤمن كذلك الشدائد المحن الآلام الأوجاع النكبات والمآسي والأحزان تنقية أكثر تدفعه إلى الالتجاء إلى الله أكثر تدفعه إلى أن يتدارك واقعه، أن يحاسب نفسه، أن يقيم عمله، أن يصلح في نفسه، وفي عمله، وفي سلوكه، وأن يتدارك في واقعه وقصوره أكثر وأكثر، وعملية التمحيص تجعل للأحداث أثرا إيجابيا في نفسية الإنسان المؤمن وفي واقعه وأدائه العملي حتى في تقييم أدائه في نفس نهوضه بالمسؤولية أدائه الجهادي أدائه في عمل في أي مجال يعني من مجالات المسؤولية ثم يقول الله [أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ] يشتوا الجنة المصلي يشتي الجنة والصائمين قالوا نصوم ميد ندخل الجنة يمكن ندخل الجنة بتياك وبس بتلك الأعمال المحدودة البسيطة التي نعملها بكل بساطة في هذه الحياة بل يمكن أن نتعود عليها حتى تصبح أعمال اعتيادية جدا لا يعبر أدائنا لها عن دافع إيماني يمكن هذا ألا يعبر عن دافع إيماني ولا يعني ذلك أن يتركها الإنسان لأنه لم يصل أن يعبر بدافع إيماني، لا، مطلوب من الإنسان الاستمرار عليها ولا بد منها وهي أركان للإسلام يقوم عليها، الخطأ هو في فصلها عن الجوانب الأخرى الخطأ هو في تجزئة وتقطيع أوصال هذا الدين وأن يؤمن الإنسان ببعض ويكفر بالبعض الآخر إما كفرا عمليا بالرفض لذلك الجانب العملي وتعطيله وإما جحودًا بالتنكر له وإنكاره يقول الله سبحانه وتعالى [أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ] الجنة لا بد فيها من الجهاد والصبر لأن هذا يدلل على مصداقية الإنسان في إيمانه بتلك المبادئ الإيمانية، أنت تقول أنا مؤمن طيب هل المسألة مجرد كلمة تقولها، لا، أتي إلى أوصاف المؤمنين في القرآن الكريم أتي إلى المبادئ التي تقدم على أساس أنك تؤمن بها تلك المبادئ تلك القيم تلك التشريعات تلك التوجيهات تلك الأوامر تلك النواهي ما مدى التزامك بها؟ إيمانك بها قناعة والتزام قناعة والتزام أين هو الالتزام؟ الالتزام يجليه الفعل عندما تواجه خطر أو تحديات أو تؤثر تلك القيم والمبادئ على اعتبارات ومصالح هي رغبات للنفس وهوى للنفس ويعلم الصابرين يقول الله سبحانه وتعالى أيضا وهو يؤكد على هذه المسألة مسالة أن الأحداث أن مدى النهوض بالمسؤولية أن التحرك في سبيل الله هو الذي يجلي واقع الإنسان أن موقف الإنسان في مواجهة التحديات والأخطار وعواصف الأحداث وزلازلها هو الذي يبين حقيقة هذا الإنسان ومصداقية هذا الإنسان [وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ] يوم التقى الجمعان جيش المؤمنين وجيش الأعداء [فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ الذين نافقوا] لاحظ ينتج عن هذا الاختبار الإلهي فيما أصاب المؤمنين فيما قدموه من تضحيات وشهداء وجرحى فيما أحدثه ذلك من اهتزاز وإرباك في الساحة وتأثير في الواقع يكون به التوضيح والكشف والتجلي لحقيقة المنتمين إلى الصف الإسلامي إلى الإيمان، الانتماء الإيماني وليعلم المؤمنين الله هو يعلمهم ابتداء ولكن مطلوب أن يتجلى ذلك في واقعهم العملي ولا أن يبقى حالة مخبية في نفوس الناس ويتجلى في الواقع العملي المؤمنين وليعلم المؤمنين والمؤمنون بماذا اتضحوا بثباتهم بصبرهم بروحيتهم المعطاءة وهم إنما ازدادوا إقبالا إلى الله واحتسابا بما قد قدموه من تضحيات عند الله سبحانه وتعالى.

أو لسنا نرى هذه الحالة في بعض أسر الشهداء؟ حينما يظهرون عليه من روحية العطاء والتضحية والاحتساب عند الله سبحانه وتعالى لتضحياتهم وليعلم الذين نافقوا، الذين نافقوا ينكشفون يفتضحون ولا يكشفهم شيء مثلما هو الجهاد في سبيل الله والولاءات أكبر عامل يجلي الناس هو هذا الجانب الجهاد والولاء، الجهاد والولاء، ولهذا يقول الله في آية أخرى في سورة التوبة" أم حسبتم أن تتركوا" يخاطب من؟ هل هو يخاطب قوما في المريخ أو في كوكب الزهرة أو في عالم بعيد عن عالمنا هذا.

هو يتخاطب معنا كمجتمع مسلم في كل زمن وفي كل جيل " أم حسبتم أن تتركوا" بمعنى أن الله يقول لنا أنه لن يتركنا من اختبار معين محدد ما هو هذا الاختبار يا الله الذي تقول أن لن تتركنا من دون أن تختبرنا به (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ)، يتبين من خلال الواقع يختبركم الله بأحداث بمواقف بظروف في الواقع العملي، تحديات تتحملون فيها مسئولية أن تجاهدوا ويتحتم عليكم في مقابلها أن تجاهدوا (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ) وماذا أيضا (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً) ماهي الوليجة؟ الدخيلة في الولاء لم يدخلوا في ولائهم طرفا آخر، من هو الطرف الآخر هو العدو إما منافق وإما كافر يتجهون بالولاء إليه إما ظالم إما فاسق إما مجرم وإما طاغية يتجهون بالولاء إليه ينحرفون ويصوبون ولائهم نحوهم.

الله سبحانه وتعالى قرر وأكد على هذا في آياته البينات الواضحات الجليات، أنه لا يمكن أن يتركنا من هذا الاختبار في كل جيل، يختبرنا من منا سيجاهد ومن منا ومن منا سيقعد، من منا سيكون وفيا في تحمله للمسئولية ونهوضه بالمسؤولية وفي ولائه فلا ينحرف في ولائه عن الله ورسوله ولا المؤمنين ولا يوجه نحو أعداء الله وأعداء الأمة من المنافقين والكافرين والمجرمين والطغاة، لا، يستقيم في هذا الاتجاه ولم يتخذ وامن دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة،

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

المحاضرة السادسة للسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في ذكرى الهجرة النبوية 1440هـ.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر