الإنسان إذا انحرف عن خط الإيمان؛ فهو يواجه الكثير من المشاكل؛ لأنه يخرج عن الفطرة، يصطدم بفطرته النفسية التي فطره الله عليها، فكم في كثيرٍ من تصرفاته المنحرفة، وتوجهاته المنحرفة، وسلوكياته المنحرفة، يواجه الكثير من الأتعاب والعقد النفسية، والشقاء النفسي، والآثار النفسية السيئة، التي تجعله يعيش حالةً سلبية على المستوى الوجداني والشعوري، وعلى مستوى الإحساس، حالةً سلبية تبعده عن الشعور بالاطمئنان: الاطمئنان الصادق، الاطمئنان الطيِّب، تجعله دائماً يعيش في كثيرٍ من حالاته الإحساس بالذنب، الإحساس بالسوء، يفقد- كذلك- كل الآثار الإيجابية الناتجة عن الاتجاه الإيماني في الانسجام مع الفطرة في شتى شؤون الحياة ومجالات الحياة، في أثرها المعنوي، وفي أثرها الوجداني، وفي أثرها الشعوري.
ثم في واقع الحياة يصطدم بكثير من المشاكل، آمال معينة رسمت له بأوهام، يسعى لتحقيقها فلا يصل إليها، مساعٍ نحو السعادة على وهمٍ كاذب، وعلى فهمٍ خاطئ، يجهد نفسه وراءها، ويلهث وراءها فلا يصل إلى نتيجة… وهكذا الكثير من المشاكل والتأثيرات السلبية في واقع الحياة، والهموم المتراكمة في واقع الحياة، والشعور بالخيبة في كثيرٍ من الأمور، بما ترتد عليه بآثار سلبية في واقعه النفسي، فيفقد الشعور بالحياة الطيِّبة.
أول متطلبات الحياة الطيِّبة هو الواقع النفسي، كيف تكون مسيرتك في هذه الحياة فيما أنت عليه، وفيما تعمله، وفي منطلقاتك العملية، منسجمةً مع فطرتك الإنسانية، وتنمِّي فيك- كذلك- الجانب الإنساني، والقيم الإنسانية، التي تشعرك بالرضا وبالسمو الروحي والأخلاقي، وتمنحك الشعور بالطمأنينة والرضا والقناعة، الجانب النفسي هذا لا بدَّ له من الإيمان.
الاتجاهات الأخرى، مثلاً: الانهماك في المتع واللذات بالخروج عن الضوابط الإيمانية له آثار سلبية جدًّا على الإنسان في نفسه، وعلى الإنسان في واقع حياته، منشأ الكثير من الجرائم، والبشر يعانون من الجريمة كمشكلة في الحياة، الجريمة من أين تأتي؟ وبماذا تأتي؟ تأتي من خلال الانحراف عن الخط الإيماني، الذي يبني هذه الحياة على أساسٍ من الأخلاق والقيم والسمو الروحي، الجرائم في كل شؤون الحياة: الجرائم على المستوى الأخلاقي، الجرائم على المستوى الأمني، الجرائم على المستوى الاقتصادي، الجرائم على المستوى الاجتماعي… الجرائم في كل مناحي الحياة، في كل مجالات الحياة، هي أكبر مشكلة يعاني منها المجتمع البشري، وتمثل أكبر عامل لإقلاقهم في حياتهم، الواقع الحياتي للبشر ما ينغصه، ما يكدِّره، ما يجلب عليه الشر، ما يفقده الاطمئنان، هو: الجرائم، وآثار الجرائم على المستوى النفسي في واقع البشر، ما تجني به على النفسية البشرية وهي تفقدها مشاعرها الفطرية، تبعدها عن مكارم الأخلاق، تؤثر عليها التأثير السيء، تحول الإنسان إلى عنصرٍ شريرٍ وسيءٍ في هذه الحياة، ثم تكدِّر صفو هذه الحياة في واقع الحياة، تأتي جرائم القتل، جرائم الاغتصاب، جرائم الفواحش والزنا، جرائم النهب والسطو، الجرائم بكل أشكالها: جرائم الظلم بكل أشكاله وأنواعه، الجرائم التي تمس الإنسان إما في حياته، إما في عرضه، إما في كرامته، إما في ممتلكاته… في أي شأنٍ من شؤونه، مصدر تلك الجرائم التي تمثل هي المشكلة المزعجة في واقع الحياة، والتي تطبع الواقع البشري بالطابع السيء، وتكدِّر صفو الحياة وظروف المعيشة، منبعها هو الانحراف عن خط الإيمان، وبما يبنى عليه في مسيرة حياة الإنسان من مبادئ وقيم وأخلاق، وكما قلنا: سمو روحي وأخلاقي.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية لجمعة رجب 1442هـ