مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وليد فاضل
ليست "جمعة رجب" مُجَـرّد تاريخ في الذاكرة اليمنية، بل هي حدث يتجاوز حدود الزمان والمكان ليصبح جزءًا أصيلًا من الهُـوية الإيمانية التي تشكّل شخصية المجتمع اليمني عبر القرون.

حين نتأمل هذه المناسبة، نجدُ أنها تحملُ في طياتها أبعادًا دينية وتاريخية وثقافية، تجعلها محطة متجددة لإعادة قراءة العلاقة بين اليمنيين والإسلام، وبين الماضي والحاضر والمستقبل.

إن الحديث عن جمعة رجب هو حديثٌ عن لحظة فارقة حين دخل اليمنيون في الإسلام طواعيةً واستجابة لدعوة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فكانوا من أوائلِ الشعوب التي حملت راية العقيدة.

ولم تكن هذه الاستجابة المبكرة مُجَـرّد قبول لدين جديد، بل كانت تعبيرًا عن استعداد حضاري وروحي للانخراط في مشروع إيماني عالمي؛ وهو ما استوجب الوسام النبوي الرفيع: "الإيمان يمان والحكمة يمانية".

 

الإيمان كمنظومة قيمية وموقف

إن الهُـويةَ الإيمانية التي تتجلى في جمعة رجب ليست هُـويةً شكلية، بل هي منظومةٌ قيمية متكاملة تتجسَّدُ في سلوكيات الناس ومواقفهم السياسية والثقافية.

فهي تقومُ على التمسُّك بالقرآن الكريم، والثبات في مواجهة التحديات، والنصرة الدائمة للحق.

ومن هنا، فإن إحياء هذه المناسبة ليس طقسًا عابرًا، بل هو تجديد للعهد مع الله ورسوله، وتأكيد على أن الإيمان هو جوهر الوجود وركيزة الشخصية الجمعية لليمنيين.

لقد تحوَّلت جمعة رجب إلى مناسبة اجتماعية تعزز الروابطَ من خلال صلة الأرحام والتكافل الاجتماعي، وهي ترجمةٌ عمليةٌ لقيم البر والإحسان.

كما أنها تعكسُ وعيَ اليمنيين بمخاطر الاستهداف الثقافي والفكري (الحروب الناعمة) التي تقودها قوى الطاغوت؛ فالأعداء يدركون أن سِرَّ قوة هذا الشعب يكمن في إيمانه؛ ولذلك يمثل إحياء هذه الذكرى رَدًّا عمليًّا يحمي المجتمع من الانهيار والارتهان.

 

الهُـوية الإيمانية: الحصن والمستقبل

إن قراءة جمعة رجب في سياق الهُـوية الإيمانية تفتحُ المجالَ لفهم أعمق لدور الدِّين في تشكيل الشخصية اليمنية؛ فالإيمان هنا ليس علاقة فردية منزوية، بل هو "مشروع جماعي" وإطار مرجعي يحدّد الخيارات ويضبط السلوكيات تجاه التحديات الداخلية والخارجية.

هذه الهُـوية ليست جامدةً، بل هي متجددةٌ تتكيَّفُ مع الظروف مع الحفاظ على جوهرها الثابت المتمثل في العدل والحرية.

ولعل أبرزَ ما يميِّزُ هذه المناسبة هو استمراريتُها؛ فاليمنيون الذين نصروا الإسلامَ في قرنه الأول، لا يزالون اليوم يؤكّـدون على ذاتِ الارتباط بالرسالة المحمدية، مما يثبت أن الهُـويةَ الإيمانية حقيقة متجذرة وليست مُجَـرّد شعار.

وفي عالم اليوم المليء بالصراعات الفكرية، يبرزُ هذا الإيمان كسلاحٍ أمضى في مواجهة الغزو الثقافي الذي تقودُه الصهيونية العالمية وقوى الاستكبار.

 

ختامًا..

جمعة رجب هي لحظةُ وعي متجدِّدة تمنح اليمنيين القدرة على مواجهة المستقبل بروحٍ إيمانية أصيلة.

إنها الحصن الذي يحمي المجتمع، والضمانة لبقائه متماسكًا وقويًّا.

هي مناسبةٌ تعيدُ للأذهان أن الإيمانَ ممارسةٌ عملية، وركيزة أَسَاسية في بناء الإنسان اليمني، وفهم الشخصية اليمنية في بعدها الحضاري والإنساني.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر