مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الإمام علي بمؤهلاته التي كانت معروفة ومشهورة وتحدث عنها النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) في مقامات متعددة، منها في مقام خيبر عندما قال (صلى الله عليه وعلى آله) (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار يفتح الله على يديه) تجلى في ذلك المقام مستوى أهلية الإمام علي عليه السلام لتلك المسئولية العظيمة، رجلاً في مستوى المسئولية، رجلاً لديه الجدارة ببناء هذه الأمة بالارتقاء بها، بتعليمها، بقيادتها في مواجهة أعدائها مهما كانوا ومهما كانت إمكانياتهم، لديه هذا المستوى العالي من الإيمان، منزلةٌ عظيمةٌ، ساميةٌ، رفيعةٌ عند الله العظيم (يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) هذا الرجل العظيم الذي يحبه الله ورسوله أليس جديراً منا بالمحبة.؟ أليس جديراً منا بأن نتولاه.؟ أليس جديراً بالمقام العظيم في قيادة الأمة وهداية الأمة؟

في مقامٍ آخر والرسول يؤكد مكانة علي في الأمة ودورة المستقبلي الكبير من بعده قال (صلى الله عليه وآله وسلم) (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) مقام علي من محمد في أمة محمد مثل مقام هارون من موسى في أمة موسى، كيف يمكن للبعض أن يضع في هذا المقام غير علي وقد وضعه الله في المقام اللائق على لسان نبيه، علي بهذه المنزلة، من هذا الموقع كشخصيةٍ بعد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ليس هناك في كل الأمة من هو في مستواه ولا في مقامه، عليٌ بمؤهلاته الكبرى في كل المجالات، في مجال العلم ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) .. علي قرين القرآن بل القرآن الناطق المهتدي بالقرآن، المستوعب للقرآن، المتمسك بالقرآن، الهادي بالقرآن، قال عنه المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) (علي مع القرآن والقرآن مع علي) علي الذي هو على الحق متمسكاً بالحق، ثابتاً على الحق، عالماً بالحق، يهدي الأمة إلى الحق ويسير بها في طريق الحق قال عنه الرسول (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار) علي بمؤهلاته، بكماله، بموقعه العظيم بعد رسول الله محمد أراد الله له أن يكون هو بكل تلك المؤهلات من يقود الأمة بعد نبيها؛ وأن تتولاه الأمة، لأنه النموذج الراقي لمن يلي أمر الأمة وعندما قال الرسول (فهذا عليٌ مولاه) هذا تعني .. هذا هو اللائق بهذه الأمة التي يراد لها أن تكون أمةً عظيم، يناط بها مهام عظيمة وجسيمة، هذا هو اللائق بهذا الدين العظيم، بأمة عظيمة برسول عظيم، وبمهام عظيمة، رجل لديه المؤهلات كلها في نفسه وتجاه الأمة، حكمة ورحمة، تحدث القرآن الكريم ونطق برحمة علي، بإخلاص علي، برأفة علي، الإمام علي عليه السلام الذي تصدق بخاتمه وهو راكع عندما دخل سائل إلى مسجد النبي وطلب من الناس أن يتساعدوا معه، لم يتعاون أحدٌ معه ممن كان حاضراً في المسجد، والإمام علي كان يصلي في أعظم لحظاته، اللحظات التي يعيش فيها خشوعه وإقباله إلى الله، هو في أهم لحظة وأعز لحظة وأكثرها انشغالاً بقلبه، التفاتاً إلى الله وخشوعاً إلى الله وهو في تلك اللحظة الأهم انتبه لذلك الفقير الذي لم يتعاون معه أحد، وأشار إليه بخاتمه ليأخذه، نفسيةٌ ممتلئةٌ بالرحمة للناس والرأفة بهم والحرص عليهم، علي عليه السلام الذي آثر على نفسه وهو في أمس الحاجة إلى الطعام بعد إتمام صيامه ولا يوجد في البيت غير ذلك الطعام الجاهز للعشاء {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} هذا الرجل العظيم الرباني قرين القرآن تلميذ محمد، من هو بمنزلة هارون من موسى أراد الله له أن يكون هو ولياً لهذه الأمة المسلمة بعد نبيها، وفعلاً عندما آل إليه أمر الخلافة بعد فترة زمنية معروفة ثبت أنه عليه السلام بمستوى المسئولية، كان في مستوى المسئولية يتعامل من موقعه في الخلافة، يشعر بالمسئولية لا طامعاً ولا يعتبرها مغنماً، لا يعتبر السلطة ولا ولاية الأمر مغنماً ومكسباً للتسلط وجمع الثروة.. كلا. يعتبرها مسئولية لإحقاق الحق، لإقامة العدل، لبناء الأمة، لهداية الأمة، لتزكية أنفسها، لبنائها بناءً عظيماً. قال عبد الله ابن العباس: دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار وهو يخصف نعله، فقال لي: (ما قيمة هذا النعل) فقلت: لا قيمة لها. فقال عليه السلام : ( والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً) لا قيمة للسلطة إلا إذا كانت وسيلة لخدمة الأمة، إذا كانت للرحمة بالناس، إذا كانت لهداية الناس بعيداً كل البعد عن الظلم، متورعاً يخشى الله، يخشى الله في عباده ورحيماً بالناس وهو القائل (والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهداً وأجرَّ في الأغلال مصفداً، أحب إلي من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد أو غاصباً لشيء من الحطام، وكيف أظلم أحداً لنفسٍ يسرع إلى البِلا قفولها ويطول في الثرا حلولها) وهو القائل (والله لو أُعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت . ما فعلت) عدل حقيقي، الأمة التي ترزح تحت الظلم، الأمة الإسلامية التي تعاني من ظلم ما حل بمثلها على أمةٍ من الأمم، ما حل بمثل ذلك الظلم الذي تعاني منه لأنها ابتعدت عن ذوي العدل، عن ذوي الرحمة حتى صار وضعها على ما هو عليه، وعندما كان يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين لم يقاتل لتثبيت سلطان، ولا طمعاً في جاه، ولا طمعاً في مال، وهو القائل ( اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسةً في سلطان، ولا التماس شيء من فُضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادك، وتقام المعطلة من حدودك) وحينما كان ينادي في الأمة يدعوها لنصره، لتثبيت العدل، لإقامة الحق، للتأسيس لمستقبلٍ قائم على العدل والحق والخير لهذه الأمة فيتخاذل عنه الكثير من الناس ولا يستجيبون صم بكم عميٌ، كان عليه السلام يدعو الله فيقول ( اللهم أيما عبد من عبادك سمع مقالتنا العادلة غير الجائرة، والمصلحة في الدين والدنيا غير المفسدة، فأبى بعد سماعه لها إلا النكوص عن نصرتك والإبطاء عن أعزاز دينك فإنا نستشهدك عليه بأكبر الشاهدين شهادة، ونستشهد عليه جميع من أسكنته أرضك وسماواتك، ثم أنت بعد المغني عن نصره والآخذ له بذنبه) وهكذا كان عليه السلام في مستوى المسئولية واعياً بها، لا طامعاً بحكم ولا معتبراً لها مغنماً، من هنا نفهم أهمية ولاية الأمر في الإسلام وأنها يجب أن تكون امتداداً لولاية الله خاضعةً للمعايير والمؤهلات التي حددها الله، من يلي أمر الأمة، هذه أمة مسلمة نحن مسلمون من يلي أمرنا يجب أن تكون عنده رحمة، وحكمة، يجب أن يكون عارفاً كيف يربي الأمة، كيف يبني الأمة، كيف يطور حياتها، كيف ينمي اقتصادها، كيف يزكي أنفسها، كيف يواجه أعدائها، وعلى أساس دينها، وعلى أساس منهج ربها، لأن لولاية الأمر صلة وثيقة بإقامة الدين ولهذا قال الله لنبيه محمد {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة يوم الولاية 1433هـ.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر