صناعة الرأي العام- اليوم- سياسة أساسية يعتمد عليها أعداء الامة؛ وبالتالي يصنعون بها المواقف والتوجهات، وهذا من أخطر الأمور علينا كأمةٍ مسلمة، وعلى شعوبنا الإسلامية، والتي هي أحوج ما تكون إلى أن تتحصن بالوعي، والفهم الصحيح، والإدراك لطبيعة هذه الحرب، ولوسائلها، وأساليبها، المسألة في غاية الأهمية، الإنسان قد يتأثر بما يتلقاه، بما يصل إليه، بما يسمعه، ويعتمد عليه، يثق بما وصل إليه، أو يتبناه ويتأثر به، وقد يكون ما وصل إليه من دعاية أو شائعة أو فكرة قد يكون غير صحيح، غير صحيح، لا يستند فيه إلى علم، وإلى حقيقة، وهذا يترتب عليه أن يتبنى الإنسان بالتالي المواقف السيئة، الإنسان إذا تأثر بدعاية، أو تأثر بشائعة، أو تأثر بفكرة، فتأثيرها ينعكس عليه في مواقفه، في توجهاته، في ولاءاته، في عداواته، في نظرته، في عمله، فلذلك المسألة في غاية الخطورة، وفي أكبر مستوى من الأهمية.
والله -سبحانه وتعالى- يحذر تحذيراً مهماً هنا، فلذلك الإنسان لا بدَّ أن يبني على التثبت والتحقق والتأكد، وأن يحمل الوعي مسبقاً تجاه تلك الفئات وتلك الفئات التي تطلق مثل هذه الشائعات والدعايات أو تقدمها، هذا جانب فيما يتعلق بالشائعات والدعاية والأفكار: الأفكار غير الصحيحة، الأفكار الباطلة والضالة التي تقدِّم فهماً خاطئاً تجاه الأحداث، تجاه القضايا، تجاه أسبابها، تجاه المواقف… تجاه كثيرٍ من الأمور التي يجب أن ننظر إليها بمسؤولية، وأن نتعامل معها بمسؤولية، وأن نقف تجاهها بمسؤولية، لا نكون عرضة للتأثير بكل بساطة؛ وبالتالي نتبنى أي موقف، ونتحرك في أي اتجاه.
اليوم عندما نأتي إلى الجانب الإعلامي، ما يتعلق بالقنوات الفضائية وما تقدمه وتبثه، ما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، والإنترنت والشبكة العنكبوتية وما يقدَّم عبرها، ربما المليارات في عصرنا هذا وفي زمننا هذا يتأثرون بشكلٍ كبير بهذه الوسائل: القنوات الفضائية، مواقع التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية بشكلٍ عام، ويتأثرون بها في معظم أفكارهم، وفي أكثر أفكارهم، ويبنون على ذلك انطباعاتهم: من محبة، أو كراهية، أو بغض، أو ولاء، أو عداء، وبالتالي الموقف، وهذه المسألة مهمة جدًّا وخطيرة للغاية، نحن أمةٌ مسلمة نؤمن بالله، ونؤمن باليوم الآخر، ونؤمن بتوجيهات الله -سبحانه وتعالى- التي تعلِّمنا أن نكون مبدئيين في مواقفنا، أن ننطلق على أساسٍ من المبادئ والقيم والأخلاق والتعليمات والتوجيهات التي أتتنا من الله -سبحانه وتعالى- وأن نعي أن أعداءنا يجعلون من الإعلام وسيلةً رئيسيةً للتأثير، وسلاحاً رئيسياً وفعَّالاً في إخضاع الشعوب والسيطرة عليها، وأخطر شكلٍ من أشكال السيطرة هو: السيطرة الفكرية، هو السيطرة النفسية، عندما يسيطر العدو على أفكارنا، على مشاعرنا، على ميولنا وتوجهاتنا، فهذا هو أخطر احتلال، وهذه أكبر سيطرة يسيطر بها العدو علينا، وهذه الوسائل يعتمد عليها أعداء الأمة: الامريكيون، الإسرائيليون، الحركة الصهيونية واليهودية في العالم… كل فئات الضلال التي تستهدفنا كأمةٍ مسلمة، وتسعى إلى التأثير علينا، وإلى تغيير أفكارنا وتوجهاتنا ومواقفنا والسيطرة علينا، هي تشتغل بشكلٍ رئيسي عبر هذه الوسائل {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} [الصف: من الآية8]، وفي آيةٍ أخرى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} [التوبة: من الآية32].
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
المحاضرة الحادية والعشرون
{ولا تقف ما ليس لك به علم}
شعار المؤمن لمواجهة الشائعات والتضليل
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الحادية والعشرون مايو 29, 2019م