في هذه المناسبة المباركة وفي هذه الذكرى السنوية المباركة، والتي شهدت الكثير من الفعاليات، نؤكد على ما تقدمه لنا هذه المناسبة من دروس وعبر مهمة جدًّا، مقدمتها: الثبات على هذا الموقف، ومواصلة المشوار في هذا الطريق العظيم، طريق الشهداء الذي رسموه، والذي قدموا فيه أعظم الدروس في ثباتهم، في استبسالهم، في تفانيهم، في عطائهم. اليوم المسؤولية كبيرة؛ لأنها تُقاس بتلك المبادئ العظيمة، وتقاس بهذه التضحيات العظيمة. أمام هذه التضحيات؛ الوفاءُ لها مسؤولية كبيرة جدًّا علينا جميعًا، الجِدُّ في أداء هذه المسؤولية، والاهتمام، وحمل روحية العطاء والتضحية، واجبٌ كبيرٌ علينا، وجزءٌ أساسيٌ من الوفاء لأولئك الشهداء، الوفاء لهذه الأهداف العظيمة التي قدموا أنفسهم في سبيل الله “سبحانه وتعالى” من أجل تحقيقها.
نحن معنيون -اليوم- أن نتصدى لهذه الهجمة علينا وعلى أمتنا، أن نتصدى لهذا العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على بلدنا، كجزءٍ من هذه الهجمة الأمريكية الإسرائيلية التي تستهدف الأمة بكلها.
نحن معنيون بتعزيز حالة التعاون والإخاء مع أبناء أمتنا ومع أحرار أمتنا؛ لدحر الأعداء، لدحر الإسرائيلي -في نهاية المطاف- من هذه المنطقة بكلها؛ لأنه غاصبٌ، مجرمٌ، محتلٌ، ظالمٌ، ولا شرعية له في وجوده في هذه المنطقة، وفي كيانه الإجرامي المحتل الغاصب، وفي دحر الأمريكي من هذه المنطقة، دحر قواعده العسكرية التي هي لتثبيت سيطرته على المجتمع في منطقتنا بشكلٍ عام، و -أيضًا- التخلص من هيمنته على كل المستويات: السياسية، والثقافية، والفكرية، والعسكرية، والأمنية… وغيرها. أمتنا أمةٌ في انتمائها للإسلام جديرة بالحرية والاستقلال، ولا حرية ولا استقلال ولا كرامة مع الهيمنة الأمريكية، والخنوع لإسرائيل، والارتباط بإسرائيل.
نحن معنيون بأن نواصل هذه المعركة مستعينين بالله “سبحانه وتعالى”، متوكلين عليه، واثقين به، وبنصره، وبأن التضحيات تصنع النصر، بأن دماء الشهداء تصنع الانتصارات الكبيرة، وبأننا كلما قدمنا المزيد من قوافل الشهداء ونحن في هذا الموقف الثابت وفي هذا المشوار المستمر، فإن الله “سبحانه وتعالى” يحقق لنا كأمةٍ مسلمة أهدافنا الكبيرة والمشروعة والمحقة، والعادلة والعظيمة؛ لندفع عن أنفسنا الظلم، والبغي، والعدوان، والطغيان، والشر، والإجرام، ولنحقق لأنفسنا الحرية، والكرامة، والاستقلال، والعزة، ولننال رضى الله “سبحانه وتعالى” الذي هو الغاية الكبرى والعظيمة.
في واقعنا الداخلي نأمل المواصلة بالاهتمام الكبير في دعم الجبهات بالمال والرجال، والعناية بالجبهة الداخلية بكل مسؤولية، على مستوى الجانب الرسمي في كل ما عليه أن يعمله، وعلى مستوى الواقع الشعبي، وعلى مستوى التعاون بين الجميع في حماية الجبهة الداخلية من المشاكل، من الاختراق، من الاستهدافات، من كل أشكال الاستهداف: بالحرب الناعمة، بالتضليل، بصناعة المشاكل، بالاستثمار في المشاكل والقضايا، بتهديد السلم الاجتماعي، التصدي لكل هذه الأخطار، حماية الجبهة الداخلية على كل المستويات، والتحلي بالمسؤولية في معالجة أي مشاكل في واقعنا الداخلي، والتعامل معها بشكلٍ صحيح، يتجه إلى المعالجة الفعلية، وإلى النقد البناء، وإلى التعامل الراشد، وليس إلى التعامل الذي يبتعد عن المسؤولية، والتعاطي المنفلت، والرمي بالاتهامات والإساءات، والجِزاف بإطلاق المواقف غير الصحيحة ولا الحكيمة. ومعنيون بتعزيز الموقف في التصدي للخطر، والتصدي للأعداء، والسعي لبناء واقعنا ليكون أقوى وأقوى على كل المستويات في مواجهة كل التحديات، إضافةً إلى العناية بالتكافل الاجتماعي.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
في الذكرى السنوية للشهيد 1442هـ