مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

والحديث عن الرسول والقرآن الكريم والرسالة الإلهية هو حديثٌ عمَّا نحن معنيون به؛ بحكم انتمائنا للإسلام، وحديثٌ عمَّا لا نجاة، ولا خلاص، ولا فلاح للبشرية إلَّا به، وحديثٌ عمَّا ثبت بالفعل نجاحه في إنقاذ البشرية في جاهليتها الأولى، فقد كان الناس يعيشون جاهليةً جهلاء، فقدوا فيها الرشد الفكري في عقائدهم وأفكارهم وثقافاتهم، وفقدوا فيها الاستقامة والحكمة والصلاح في أعمالهم وتصرفاتهم وسلوكهم ومعاملاتهم، ونتاج ذلك هو الشقاء، والبؤس، والمشاكل بكل أنواعها، بدون أفقٍ للحل، وعظمت المعاناة، وتدهورت الأوضاع، وبات البشر في أسوء واقع، وفي أمسِّ الحاجة للتغيير وللخلاص.

 

إنَّ كل الكيانات الموجودة آنذاك من إمبراطوريات ودولٍ كبرى بقادتها، ومفكريها، وساستها، ومنظِّريها، وما تمتلكه من إمكاناتٍ، وما تعتمد عليه من أفكارٍ وثقافات، وتسير عليه من توجهات، وإنَّ كل النخب الموجودة آنذاك من الأحبار، والرهبان، وعلماء أهل الكتاب… وغيرهم، وإنَّ الشخصيات المؤثرة في المجتمع من قادةٍ، وزعماء عشائر… ومن مختلف الشرائح الاجتماعية، الجميع لم يقدِّم الحل، وكان جزءًا من المشكلة، وما يصرُّون عليه ويتشبثون به كان يزيد منها، ومن آثارها السيئة في واقع الحياة؛ لأن الإنسان عندما يبتعد عن رسالة الله -سبحانه وتعالى- وعن هديه العظيم، وعن نوره المبارك، فلن يجد أبداً البديل الذي يرقى إلى مستوى الهدى، ولن يمتلك النور الذي يكشف له كل الظلمات، وهذا ما وقعت فيه البشرية آنذاك، بعد أن انحرفت عن رسالة الله -سبحانه وتعالى- وتعاليمه فيما جاء به أنبياء الله: إبراهيم، وإسماعيل، وموسى، وعيسى -عليهم السلام-… وغيرهم من الأنبياء السابقين، وانحرفت عمَّا كانوا عليه من مبادئ عظيمة، في مقدِّمتها مبدأ التوحيد، وعمَّا كانوا عليه من أخلاق، وعن التعاليم الإلهية القيمة التي تصلح بها حياة الناس.

 

ومن بعد نبي الله عيسى -عليه السلام- امتدت الفترة، وتعاظم الانحراف والتحريف، وكان الكثير مما يقدَّم للناس تحت عناوين مختلفة باسم الدين، وباسم المصلحة… وغير ذلك. إنما هو باطل له أثره السيء على الإنسان في نفسه وفي حياته، والذين يقدمونه إنما ينطلقون لتحقيق مكاسب ومصالح شخصية أو فئوية، مع فقدانٍ للتربية الروحية والأخلاق الصحيحة.

 

إن نتاج تلك الحال هو أن ازداد الضلال بكل أشكاله العقائدية والعملية، من شركٍ، وكفرٍ، وإجرامٍ، وظلمٍ، وفساد، وابتعدت البشرية عن الخير وعن الحق في حياتها، بقدر ما ابتعدت عن تعاليم الله -سبحانه وتعالى- وهديه ونوره، بكل ما في ذلك من خطورةٍ كبيرةٍ على الناس في حياتهم، وفي مستقبلهم في الدنيا والآخرة.

 

وكان من نتائج ذلك الضلال: أن تصبح الخرافة عقيدة، والأساطير ثقافة، وأن تنعدم التربية الروحية والأخلاقية الصحيحة، التي تزكي الإنسان، وتنمي فيه مكارم الأخلاق، وتصلح سلوكه وأعماله، وأن يختل الانضباط والالتزام في مسألة الحلال والحرام، وأن يعظم التحريف لكتب الله وتعاليمه وفقاً للأهواء والرغبات، حتى سيطرت المفاهيم الظلامية، والأفكار الباطلة، والعادات السيئة على مسيرة حياة المجتمع، فكان الواقع ظلامياً بكل ما تعنيه الكلمة، وكانت القوى المسيطرة والنافذة والمؤثِّرة من دولٍ وزعامات، تستفيد من ذلك في الاستعباد للناس، والاستغلال لهم، ولم يبق في ذلك الواقع ما يمكن أن يشكِّل خلاصاً منه، ولا حلاً لما تعانيه البشرية فيه، لا زعماؤه وحكَّامه، ولا نخبه من أحبارٍ، ورهبانٍ، وكهانٍ… وغيرهم، ولا من رؤى، وأطروحاتٍ، وأفكارٍ، وثقافاتٍ، وتوجهاتٍ؛ فساء واقع الحياة، وامتلأت الأرض ظلماً وجوراً، وبلغ الحال ومستوى الانحطاط والإفلاس الإنساني إلى أن يقتل الآباء أطفالهم: إمَّا قرابين للأصنام، وإمَّا خشية الإملاق والفقر، وإمَّا وأداً للبنات في التراب، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ} [الأنعام: من الآية137]، إضافةً إلى انتشار الفواحش، والمنكرات الفظيعة، وإلى أن تكون الجريمة سلوكاً منتشراً وسائداً في جاهليةٍ جهلاء، ومرحلةٍ ظلماء.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من الخطاب الجماهيري للسيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة المولد النبوي الشريف 1441هـ.

 

 

 

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر