العداء لهذا المشروع القرآني الذي تديره أمريكا، هذا العداء بكل ما فيه من برامج عدائية، استهداف بكل أشكاله، وحروب بكل أشكالها، على كل المستويات، ومنها العسكرية التي لم تتوقف في كل المراحل الماضية، هذا العداء إلى اليوم وفي كل تلك المراحل التي عشناها إلى اليوم، تجلت الأمور بشكلٍ أوضح وأوضح في ساحتنا العربية والإسلامية؛ لأن كل ما نشهده اليوم، ما جرى في العراق، وما يجري في سوريا، ما جرى أيضاً من استهداف ومن عداء شديد لحزب الله في لبنان، ما يجري اليوم من مؤامرات على الشعب الفلسطيني، والموقف السلبي تجاه الحركات المجاهدة في فلسطين، ومنها حركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي… وكل الحركات الحرة في فلسطين التي تعادي إسرائيل، وتسعى لتحرير فلسطين، ثم تتجه البعض من الأنظمة العربية، من الحكومات العربية لعداء تلك الحركات في فلسطين.
ما نشهده اليوم في السعودية من محاكمات وسجن واعتقالات لأعضاء من حركة حماس؛ لانتمائهم إلى حركة حماس، وماذا فعلته حركة حماس بالسعودية؟ هل فعلت شيئاً بالنظام السعودي؟ |لا| لمواقفها من إسرائيل، لعدائها لإسرائيل، لسعيها لتحرير المقدسات في فلسطين، وعدائها لإسرائيل، تُستهدف من قِبَل مَنْ؟ مِن قِبَل النظام السعودي، فيصبح العداء لإسرائيل، ويصبح السعي لتحرير فلسطين، ويصبح التمسك بقضايا الأمة المبدئية، ومنها المقدسات في فلسطين، وعلى رأسها المسجد الأقصى الشريف، يصبح إدانةً وجريمةً بنظر النظام السعودي وغيره من الأنظمة العميلة.
اليوم هناك تجلٍ إلى حدٍ كبير في هذه الخيارات والمسارات والمواقف، وفي سلبيتها الكبيرة في واقع الأمة، العدوان الذي يجري على الشعب اليمني يهدف إلى إخضاع هذا الشعب لمن؟ إخضاع هذا البلد لمن؟ عندما يخضع هذا البلد للسيطرة السعودية والسيطرة الإماراتية، معنى ذلك: أن يخضع للسيطرة الأمريكية والسيطرة الإسرائيلية؛ لأن كلاً من النظام السعودي والنظام الإماراتي ليسا سوى أداتين من أدوات أمريكا وإسرائيل في المنطقة، كلاهما يخضع لأمريكا، كلاهما يعمل لتنفيذ الأجندة الأمريكية في المنطقة.
في كل هذه المراحل يتجلى أكثر وأكثر الخطر الأمريكي والإسرائيلي على منطقتنا، على أمتنا الإسلامية في منطقتنا العربية وفي غيرها، في العالم الإسلامي بكله، يتجلى أكثر وأكثر، الفتن، المؤامرات، الاستهداف الاقتصادي، الاستهداف بكل الوسائل لهذه الأمة تتجلى يوماً بعد يوم، يدرك الكثير والكثير اليوم أنَّ هذه معركة لا مناص منها، أنَّ هذا الخطر لا بدَّ من التوجه الجاد والمسؤول للتصدي له، أنه لا يمكن لهذه الأمة ولا تستفيد أبداً من التجاهل لهذه الأخطار ولهذه التحديات؛ لأنها تحديات تأتي إلى ساحتها، وتتحرك إلى عمقها شاءت أم لم تشأ.
عندما نتأمل في واقعنا هل يمكن أن نتجاهل هذه الأخطار، ثم ندفع عن أنفسنا بالتجاهل شيئاً من هذه الأخطار؟ لا؛ لأن الأمريكي يشتغل على عناوين، يدخل من خلالها وينفذ من خلالها إلى الساحة العربية والإسلامية في كل منطقة، في كل بلد، في كل شعب، فلا يجد الناس مناصاً ولا حلاً ولا خياراً صحيحاً إلَّا التوجه ضد هذا الخطر، وإذا أرادوا أن يكون هذا التوجه صحيحاً سليماً، وأن يمتلك من عناصر القوة ما لا يمتلكه أي خيار آخر، ولا موقف آخر، وأن يمتلك أهدى رؤية، وأقوم رؤية، فبالتأكيد سيكون ذلك ما يهدي إليه القرآن الكريم، سيكون ذلك من خلال العودة إلى القرآن الكريم، العودة في مقام الإتِّباع، في مقام العمل، في مقام الاهتداء بالقرآن الكريم، في مقام العودة إلى رؤيته العملية التفصيلية، التي تتحرك على أساسها الأمة لمواجهة هذه التحديات والأخطار، وهذا ما تشهد له كل الوقائع وكل الأحداث التي نعيشها اليوم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد 1441هـ