ثم هناك حكاية الأنصار الأوس والخزرج القبيلتان اليمانيتان، اللتان بادرتا إلى الإسلام، ثم كان لهما شرف النصرة وشرف الدور المتميز في الدفاع عن الإسلام وفي الإيواء للرسول وللمهاجرين، فيما بعد أقبل أهل اليمن إلى الإسلام من خلال وفود كانت تفد إلى الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ولكن بعد ذلك كان الدخول الكبير والواسع والشعبي بشكل عام، بعث الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- رجلاً اختصه لهذه المهمة هو الإمام علي -عليه السلام- وكان ابتِعَاثُهُ له إلى اليمن له دلالة على الأهمية والمكانة العالية لأهل اليمن لدى الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- علي -عليه السلام- بمكانته العظيمة في الإسلام في مقامة الكبير باعتباره في مدرسة الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- في مقامه الإيماني، الرجل الذي عبر الرسول عن مكانته بقوله: ((علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))، ومن مقامه الذي تحدث عنه في نصوص أخرى أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق وغير ذلك مما تحدث به الرسول عنه، مما يعبر عن المكانة الكبيرة للإمام علي -عليه السلام- ابتعاثه للإمام علي على وجه الخصوص ليقوم بدورٍ كبيرٍ في دعوة أهل اليمن إلى الإسلام، وأتى إلى اليمن وبقي لشهور متعددة يتحرك في اليمن في مناطق مختلفة، وصل إلى صنعاء ووصل إلى مناطق أخرى في اليمن، فكان أن أقبل أهل اليمن وأسلموا بشكل كبير وجماعي على يد الإمام علي -عليه السلام-.
وفي الجمعة الأولى من شهر رجب، كان هناك الإسلام الواسع لأهل اليمن، والذي أسس لهذه المناسبة في الذاكرة وفي الوجدان التاريخي لأهل اليمن، فكانت مناسبةً عزيزةً يحتفي بها أهل اليمن، كلما تأتي هذه المناسبة في كل عام، الجمعة الأولى من شهر رجب وما عُرفَ في الذاكرة الشعبية بالرجبية.
فإذاً هذا الإقبال الواسع إلى الإسلام طوعاً ورغبةً وقناعةً، وكان دخولاً صادقاً وعظيماً ومتميزاً، من أهل اليمن، سواء من كان منهم مهاجراً في مكة مثل عمار وأسرته، المقداد وغيرهما، مثل ماهي حكاية الأنصار في يثرب المدينة، مثل ما هو الواقع في الوفود التي توافدت من اليمن والجماهير التي دخلت في الإسلام عندما أتى الإمام علي -عليه السلام- هو أتى حسب الاستقراء التاريخي لثلاث مرات إلى اليمن، وفي البعض منها كان يبقى لشهور متعددة يدعو إلى الإسلام، ويعلم معالم الإسلام وينشط في الواقع الشعبي والمجتمعي وتنظيم الحالة القائمة في البلد على أساس تعاليم الإسلام ونظام الإسلام.
ومبتعثين آخرين أيضاً أكملوا الدور في بعض المناطق كما هو معاذ بن جبل، وهكذا نجد الدخول اليمني والتاريخ اليمني والهوية اليمنية الأصيلة المرتبطة بالإسلام ارتباطاً وثيقاً ودخولاً كلياً.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة جمعة رجب 1438هـ / 5/ يوليو, 2019م