مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} الله سبحانه وتعالى قدم درساً أن الله قد نصر دينه ونبيه في أحرج وأخطر الظروف والمراحل، مرحلة كانت حرجة وكانت خطرة، ومرحلة كان بإمكان الأعداء لو كانت الأمور بعيدة عن الله أو عن نصره وتأييده أن يوجهوا ضربة كبيرة للدين. الله سبحانه وتعالى في المراحل الصعبة والظروف الحرجة يتدخل، يتدخل فيحفظ دينه، ويحفظ مقومات لبناء دينه ولإعلاء كلمته.
{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} هذا مثال مهم، وهذه واقعة في مرحلة خطيرة جداً كانت تمثل خطورة كبيرة على شخصية النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) بكل ما يمثله من أهمية لتبليغ رسالة الله وإقامة دين الله، وفي مرحلة مهمة من تاريخ الإسلام، مرحلة مهمة لم يقم بعد لم تقم أعمدة الدين في الواقع ولم يصبح للإسلام حضوره المسيطر والقوي والمتماسك في الواقع، كانت الحالة التي المسلمون عليها حالة ضعف، حالة عجز، وحالة قهر، وهناك سيطرة وتغلب في الواقع الميداني للأعداء.
وفي تلك الظروف الحرجة والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) مستهدف وحينما اتخذ قراره بالهجرة من مكة بعد إذن الله سبحانه وتعالى له وأمره بالهجرة منها، هاجر وخرج وهو مستهدف وملاحق من جانب الأعداء يريدون القضاء عليه، والتجأ إلى غار هذا الغار اسمه غار ثور، غار ثور، استقر فيه النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وهو في وضعية كان بجانبه الله، ما هناك أي عوامل قوة أخرى أبداً، ما هناك أي عوامل لا جيش قوي إلى جانبه، ولا مجاميع مجاهدة إلى جانبه، ولم يكن هناك من يستطيع أن يؤدي دوراً في حمايته، لكن كان معه الله، وكان عزيزاً بالله، وقوياً بالله، ومحفوظاً بأمر الله، ومحمياً بالله سبحانه وتعالى، وهو في ظرف لم يكن إلا بجانبه أحد أصحابه، وصاحبه ذلك يعيش حالة من القلق والاضطراب والخوف والحزن، بينما كان النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) على درجة عالية من الاطمئنان والثقة بالله سبحانه وتعالى، قوي النفس، مطمئن النفس، ثابت النفس، راسخ الموقف، لم يتزلزل، بل كان يلتفت إلى صاحبه الحزين المضطرب القلق ليطمئنه ويحاول أن يرفع من معنوياته فيقول له:{لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} ليطمئنه، يعني كان في وضعية وحالة ليس بجانبه أي أحد يمكن أن يمثل قوة أو سنداً له من الناس، حتى الشخص الذي بجنبه كان هو في حالة خوف وقلق واضطراب، وكان النبي يعمل على رفع معنوياته وطمأنته فيقول له:{لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} لكن كان معه الله، كان معه الله، فنصره وحفظه وأعانه ودفع عنه شر أولئك الذين كانوا يلاحقونه ليقتلوه، دفع عنه شرهم وسلَّمه من مكرهم وكيدهم {وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا}، {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} وكان حزيناً خائفاً مضطرباً قلقاً{لاَ تَحْزَنْ} يطمئنه {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا} كان معه الله فأيده، أيده أولاً بأن أنزل عليه سكينته فزادته اطمئناناً إلى اطمئنانه، وارتياح بال واستقرار بال، وانساً بالله سبحانه وتعالى، ثم إلى جنب ذلك أيده بجنودٍ {وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا} جنود خفية قد يكونون من ملائكة الله سبحانه وتعالى نزلوا في حراسته وحفظه، ثم هُيئ له السلامة من ملاحقة أولئك الكافرين وتمكن من الوصول إلى المدينة إلى يثرب، وهناك هيأ الله مرحلة جديدة وفيها أنصار وفيها مجاهدين بدل أهل مكة، وهذا مثال مهم للاستبدال، مثال مهم للاستبدال، ومثال مهم للتدخل الإلهي في الظروف الخطرة والحرجة، إن الله يحفظ دينه.
فكان أولاً في الظرف الحرج والخطر جداً رعاية إلهية سلمت النبي وأخرجته، وكان هناك أيضاً استبدال فاستبدل بأهل مكة أهل المدينة الأنصار وتحركوا واستجابوا ووفقوا، ثم هو ينذرهم ينذر حتى المهاجرين والأنصار أنه كما استبدل بأهل مكة غيرهم أنتم إذا لم تستقيموا يمكن أن يستبدل بكم غيركم، إذا تخاذلتم وتثاقلتم وتنصلتم عن مسئوليتكم يمكن أن يستبدل بكم قوماً آخرين.
{وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا} فعلا أمر الإسلام وظهر أمر الله {وَاللَّهُ عَزِيزٌ} عزيز هو الغالب وينفذ ما شاء نفاذه من الأمور {حَكِيمٌ}.
إذاً هذا الاستنهاض بالتحذير استنهاض واستنفار ومعه تحذير، واقعنا نحن كمؤمنين والمؤمنون في كل زمن أن يتفاعلوا معه وأن يتأثروا به، وأن يدفعهم إلى الاستجابة وأن يصبحوا مهيئين للاستجابة لله سبحانه وتعالى.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من ســورة التــوبــة -الدرس الرابع
ألقاها السيد:
عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.
بتاريخ
13/رمضان/1434هـ
اليمن - صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر