مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم للوصول إلى جنة الله سبحانه وتعالى، الجنة لا يكفي في الوصول إليها والفوز بها أن يكون الإنسان منتمياً للإسلام ويحسب نفسه من المسلمين .. لا. لابد من التقوى، لا يمكن أن يحقق لك ذلك مجرد انتماء مذهبي معين، أو الاكتفاء بقشور وفروض معينة أو شكليات معينة، ثم تَحسِب ذلك كافياً في الوصول إلى الجنة، الله قال عن الجنة: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران:133) قال عنها: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} (مريم:63)، {مَنْ كَانَ تَقِيًّا}. ولهذا يجب أن ندرك أهمية التقوى، في علاقتها بواقع حياتنا، وفي علاقتها بإيماننا، في علاقتها بآخرتنا، بالدين والدنيا والآخرة.

 

والتقوى هي حالة ملازمة للإيمان، صحيح في شهر رمضان عملية ترويض، تساعدنا على التقوى؛ لأن التقوى نحتاج لها قوة إرادة، وقوة عزم، قوة إرادة نُطوِّع فيها أنفسنا ونخضع فيها أنفسنا لله سبحانه وتعالى فيما يأمرنا به لنعمله، وفيما ينهانا عنه لنتجنبه، وهذا ما يساعد عليه شهر رمضان بصيامه، عملية الصوم التي فيها سيطرة على النفس وتحكم برغباتها تساعد على ترويض هذه النفس لإخضاعها للالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى، ولكن ما الذي يُثمر التقوى؟

 التقوى هي ثمرة للإيمان. الذي يحقق التقوى في واقع حياتنا هو الإيمان، شهر رمضان عملية تساعدنا على التروض والبناء لحالة التقوى في واقع حياتنا، ويبقى الإيمان هو الأساس لصنع حالة التقوى، فالذي يصنع التقوى هو الإيمان؛ لأن الإنسان المؤمن حقاً يخاف الله، يخاف الله، وعنده إيمانٌ ويقين بأن الله سبحانه وتعالى يعاقب، ويؤاخذ، وهو يخاف الله سبحانه وتعالى، يدرك أنه في حال عصيان أو تجاوز، أو تجاهل لأوامر الله سبحانه وتعالى، أو تقصير وتفريط بالمسئولية، أنه يجعل نفسه محل مؤاخذة وعقاب من الله، وهو يخاف الله، يؤمن بالله العظيم، ويستشعر عظمة الله، وعظمة بأس الله، وشدة عذاب الله، يوقن بذلك ويشفق على نفسه من أن يكون في واقعه في حال مؤاخذةٍ من الله، في حال سخطٍ من الله، في حال خصومةٍ مع الله، في حال غضبٍ من الله سبحانه وتعالى، يؤمن بالله العظيم ويجل الله، ويخاف الله، ويستشعر شدة بأس الله، فهو يشفق على نفسه.

هذه الحالة من الإيمان الصادق، الإيمان القوي، القطع واليقين بوعيد الله سبحانه وتعالى، تُثمر خوفاً يُنوِّر القلب، ويساعد على الالتزام والخضوع والطاعة لله سبحانه وتعالى، وسرعة الإنابة وسرعة التوبة فيما إذا وبجهالة خالف أو غفلة، بجهالة أو غفلة عصى أو فرط أو قصر هو ذلك الذي يبادر ويسارع إلى التوبة والإنابة خائفاً وجلاً مستحيياً من الله سبحانه وتعالى، فحالة التقوى هي حالة ملازمة للإيمان، ويصنعها الإيمان، والمؤمن بالله وباليوم الآخر هو الذي يتحقق في واقعه حالة التقوى.

ورأينا الآثار السلبية الرهيبة في واقع الحياة لغياب حالة التقوى، حالة من الانفلات تسود الواقع، معظم الناس يتصرف كيف ما يحلو له، لا يبالي بأي قرار حتى في أن يقاتل أو يوالي أو يعادي، أو يقف إلى جنب طرف هنا أو هناك، أو يناصر طرفاً هنا أو هناك، أو على مستوى السلوك الشخصي لا يتحرج ولا يبالي ولا يهتم، يعمل على حسب هوى نفسه، هذه الحالة أثرت أثراً سيئاً في واقع الأمة الإسلامية، وأثارت حالةً رهيبةً من الفوضى، وفتحت مجالاً كبيراً لتدخل الخارج، الخارج الكافر. في داخل الأمة والتلعُّب بواقع الأمة والتأثير الكبير فيه سلباً، التأثير سلباً.

ولذلك عندما نأتي لندرس الأسباب لغياب حالة التقوى إلى حدٍ كبير، طبعاً نحن نتحدث عن الحال الأغلب .. عن الحال الأغلب. وإلا هناك في واقع الأمة عظماء ومؤمنون ومتقون من الرجال والنساء، ولكن نتحدث عن الحال الأغلب والمؤثر، والذي ألقى بضلاله بشكل كبير وسلبي في واقع الأمة، مع أن لحالة التقوى حضورها ووجودها وأثرها الطيب وأثرها العظيم الذي نأمل إن شاء الله أن يتنامى ويتوسع حتى يسود في واقع الأمة.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بعنوان (التقوى)
القاها بتاريخ: 2/ رمضان/1434هـ

اليمن - صعدة .

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر