الجيش اليمني بعد تطهيره من كل الخونة، الذين التحقوا بصف العدوان، بقي فيه الآلاف من ضباطه وأفراده الأوفياء، الأحرار، الصادقون مع وطنهم، ومع شعبهم، ومع الله أولاً، وانضم إليهم عشرات الآلاف من خيرة أبناء هذا الشعب، من رجاله الأوفياء، الذين يحملون الشعور بالمسؤولية الإيمانية والوطنية في الدفاع عن بلدهم، وعن استقلال بلدهم، وعن حرية وكرامة شعبهم، وبذلك أصبح جيشاً يتجه في مهامه، وينهض بمسؤولياته، من منطلق انتمائه الصادق والواعي لوطنه، ولشعبه، ولهوية شعبه الإيمانية، فما وصل إليه جيشنا اليوم في ميادين القتال، وفي مختلف جبهات القتال، وفي بناء وتطوير قدراته العسكرية، هو إلى مستوى عظيم، ومستوى مهم، ومستوى يحقق قدراً مهماً من الردع في مواجهة الأعداء، والتصدي للأعداء.
إن الجيش اليمني اليوم هو جيشٌ يحمل صدق الانتماء إلى شعبه وبلده، في هويته الإيمانية، وعقيدته القتالية، وتوجهه الصادق، وفي موقفه الحق، في الدفاع عن شعبه ووطنه، وعن حريته، واستقلاله، وكرامته، وعزته، من منطلق الشعور بالمسؤولية الدينية، والالتزام الإيماني والإنساني، والأخلاقي والوطني، بالاعتماد على الله تعالى، والتوكل عليه، والثقة به، وقد أثبت مصداقيته في الميدان بدماء الشهداء، والتضحيات الكبيرة، والصبر في المرابطة، على مدى السنوات الثمان منذ بداية العدوان وإلى اليوم، وهو الآن أكثر استعداداً، وأعظم قوةً وإيماناً ووعياً ومهارةً، وأكثر تمسكاً بمهامه ومسؤولياته من أي وقتٍ مضى، وهو في حالة بناءٍ مستمر، على مستوى المهارة القتالية، والقدرات العسكرية، في القوات البرية، والبحرية، والجوية، والصاروخية، والتصنيع العسكري، وهو جيشٌ لشعبه ووطنه، لا يحمل العقد العنصرية، ولا المذهبية، ولا المناطقية، بل هو جيشٌ يتثقف بثقافة القرآن الكريم، ويتربى التربية الإيمانية، وينطلق المنطلقات السليمة، على ضوء قول الله "تبارك وتعالى": {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}[الصف: الآية4]، وعلى ضوء قوله "تبارك وتعالى": {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}[البقرة: من الآية194]، وقوله "سبحانه وتعالى": {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}[الحج: الآية39].
فالجيش اليوم يتحرك بناءً على هذه المنطلقات، ليس جيشاً يبنى لخدمة المتآمرين، ولا المتكبرين، ولا لخيانة وطنه، ولا للاعتداء على شعبه، بل هو ينهض بمهامه المقدسة على أساسٍ من انتمائه الصحيح الواعي، إلى هويته الإيمانية، التي نال بها الشرف الكبير شعبنا اليمني العظيم، حين قال عنه رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله": ((الإيمان يمان، والحكمة يمانية))، على هذا الأساس تبنى القدرات العسكرية، وتتشكل أيضاً القوة العسكرية في مختلف المناطق، للدفاع عن كل ربوع هذا الوطن، ومن ضمن ذلك في الحديدة والساحل الغربي بشكلٍ عام، الحديدة هي أمانة الشهيد الصماد، التي كانت معراجه للشهادة في سبيل الله "سبحانه وتعالى"، وفي هذا المقام أحيي أبناء محافظة الحديدة الشرفاء، الذين وقفوا بكل صدق ووفاء مع وطنهم، ومع شعبهم، أحيي أيضاً كل أبناء المحافظات المجاورة التي وقفت ظهراً وسنداً لأبناء محافظة الحديدة، كما هو حال بقية أبناء هذا الشعب الأوفياء والأحرار، الذين وقفوا بكل صدقٍ وبكل جد في الدفاع عن هذه المحافظة، وعن بقية هذا البلد.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
خلال عرض المنطقة العسكرية الخامسة وألوية النصر وقوات البحرية والجوية 1444 هـ