{إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ} هذه الآية تدل على أهمية الأهمية الكبيرة للعمل على هداية الناس وإيصال صوت الحق إليهم وتعليمهم بالحق وتعريفهم على الحق، حتى الجهة المعادية أن يكون لدينا كمؤمنين كمؤمنين أن يكون لدينا حرص على أن نوصل صوت الحق، أن نوصل هدى الله سبحانه وتعالى حتى إليهم وإن كانوا في حال عداوة، حال كفر، حال شرك، أو أي حال من حالات العداء للإسلام وللمنهج الإلهي الحق، أن يكون هناك حرص واستغلال لأي فرصة يمكن من خلالها إسماعهم هدى الله وكلام الله سبحانه وتعالى، لماذا؟
لأنهم في واقعهم، أعداء الإسلام في واقعهم يحرصون ـ حتى مع جماهيرهم ـ يحرص كبارهم ومضلوهم والمؤثرون فيهم على أن يبعدوهم عن صوت الحق فلا يسمعوه، عن هدى الله فلا يعرفوه، فيبقون على جهل تام بهدى الله، وجهل كبير بآيات الله وبدين الله لحتى يبقون على ما هم عليه وباستمرار وإصرار على الكفر على الضلال على الباطل مع جهلهم بهدى الله سبحانه وتعالى.
هنا يؤكد أنه حتى في حال استجارك طلب منك أن تجيره وأن تؤمنه فاعتبر هذه فرصة وأجره أمنه، وحتى تكون فرصة لأن تسمعه كلام الله، والمطلوب هو هذا {حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ}، أن يسمع كلام الله وهدى الله، لا يقدم أي شيء آخر بديل عن ذلك، أي ثقافة أخرى أو أطروحات أخرى أو منهجيات منهجية أخرى، أن يكون هناك حرص على إيصال كلام الله وهدى الله بما فيه من البيان والهدى والخير أن يوصل هو إلى مسامعهم فيسمعوا؛ لأنهم في واقعهم يُبعدون عن هذا، يحاول كبارهم يحاول مضلوهم والمؤثرون عليهم أن يبعدوهم عن استماع كلام الله سبحانه وتعالى؛ لأنهم يخافون عليهم من التأثر وهذا حاصل.
عندما نلحظ في واقعنا المحاربة الشديدة للثقافة القرآنية، عندما نلحظ حرص الأعداء على أن يحولوا بين الناس وبين الاطلاع عليها وبين سماعها والمعرفة بها لماذا؟ هم يدركون قوة تأثير هدى الله على نفوس البشر، وأن الكثير من الناس لو أتيح له أن يسمع كلام الله وأن يعرف هدى الله لربما يتأثر، ما كل المحسوبين على الكفر أو الضلال أو الباطل ما كلهم قد وصل إلى درجة أنه من المستحيل أن لا يهتدي لا..، يبقى فيهم من لديه القابلية للهداية، لكن يتطلب هذا ظروف متغيرات مواقف أحداث، ويتطلب هذا أن يسمع بهدى الله، وأن يسمع كلام الله، وأن يعرف بالحق، وهذا سيساعده على الرجوع بعد معرفة الحق الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى واتباع الحق والتمسك به. فهي مسؤولية مهمة العمل على إسماع كلام الله، والتعريف بهدى الله، حتى لدى جمهور وأتباع الفئات المضلة والباطلة والمعادية للحق، أن يكون هناك حرص على أن يصل إليهم صوت الحق وأن يسمعوا كلام الله.
{ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ} عادة ما يكونوا جاهلين جاهلين بالحق غير عارفين به، وهذا لا يعني أنه عذر لهم لا يعني أنهم معذورون في ذلك لا..، هم على خطأ هم على باطل على غلط؛ لأن مسؤوليتهم وواجبهم أن يتحرروا من العبودية للطاغوت والإذعان لقادة الضلال والباطل، وأن يحرصوا على أن يسمعوا صوت الحق، لكن أحياناً عندما تتاح فرصة يجب أن تستغل، بل يجب أن يكون هناك حرص على كل حال، على إيصال كلام الله وهدى الله إلى الفئات الأخرى حتى وإن كانت هي فئة ضلال، لا تقل هذا ضال أو مبطل أو كافر أو مشرك لا داعي لأن أوصل إليه كلام الله أو أقدم إليه هدى الله.
دروس من هدي القرآن الكريم
من دروس سورة التو بة .
ألقاها السيد :
عبد الملك بدر الدين الحوثي
الدرس الأول / بتاريخ/ 5/ رمضان/1434هـ .