مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وفي سورة المائدة الدّرس الرابع يتحدّث السّيد عن المرأة والزّوجة الصّالحة الّتي تسهم مع زوجها في تحمّل المسؤولية الدّينيّة, وتكون عوناً له في القيام بواجبه, وأداء مسؤوليّاته, المرأة الصالحة الّتي تدفع بزوجها لميادين العمل والجهاد في سبيل الله, وتشجّعه, وتحفّزه, وتشدّ من أزره, يتحدّث السّيد عن هذه المرأة والزّوجة الصّالحة المؤمنة, فيقول: (كذلك الزوجات، كذلك الأزواج ﴿وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ﴾[الرعد: من الآية23] تلك الزوجة التي تشد زوجها، وهو في هذه الميادين ينطلق ليعمل، تشجعه حتى لو خرج مقاتلاً في سبيل الله، لا تَبْكِي، بل تشجعه, تودعه بعبارات التشجيع، بعبارات تبقى حَيّةً في نفسه، تدفعه، تشد من أزْرِه، تلك الزوجة التي لا ترهق زوجها بتصرفاتها العشوائية داخل منزله، فتبعثر الكثير من أمواله فترهق كاهله فلا يكاد كل ما يجنيه يوفر إلا حاجات منزله لا يستطيع أن يُسْهِم في مجال الإنفاق في سبيل الله، ليكتمل له دينه من خلال صلاته وإنفاقه, تلك الزوجة التي لا تزعج زوجها وهو يفكر فيما يهم أمر الأمة، فيما يجب أن يهتم به من أمر دينه وأمته، تلك الزوجة التي لا يكون همّها أن يبقى يسامرها ساعات بعد ساعات، زوجة صالحة) سورة المائدة الدرس الرابع.

وللمرأة العظيمة دور عظيم في تربية وتنشئة الرّجال الأبطال العظماء, وكما يقال بأن وراء كلّ رجل عظيم امرأة عظيمة, المرأة العظيمة الّتي تربّي جيلاً عظيماً, لأنّها تحمّل في نفسها العزّة, والقيم, والعظمة فتسهم إسهاماً عظيماً في ميادين العمل والجهاد, يقول السيد: (وما أعظم دور الزوجات الصالحات في الدفع بالرجال، ما أعظم إسهام - المرأة الصالحة التي تربي - في صنع الأبطال، صنع الرجال، صنع المجاهدين في سبيل الله, يقال أن الإمام الخميني (رحمة الله عليه) ذلك الرجل العظيم الذي استطاع بإيمانه وشجاعته وقوة نفسه أن يكون على هذا النحو الذي خلق فعلاً تجديداً في العالم، وخلق صحوة إسلامية، وأرعب أعداء الله، وعمل على إعادة الثقة لدى المسلمين بدينهم، يقال: أن خالته - وهي من تولت تربيته - كانت تقول له: [أنت عظيم، أنت بطل، أنت ستكون شجاعاً، أنت ستكون بطلاً، أنت ستكون عظيماً] تلقنه هذه العبارات وهو ما يزال طفلاَ فنشأ فعلاً عظيماً كبيراً، نشأ فعلاً بطلاً شجاعاً مقداماً أرعب أمريكا, وأرعب دول الاستكبار كلها, وليست تلك الأم, أو تلك المربية التي همها فقط أن يسكت ابنها, فبأي عبارات مزعجة مقلقة تحاول أن تسكِّته) سورة المائدة الدرس الرابع.

تقع على عاتق المرأة مسؤوليّة كبيرة في صلاح واستقامة المجتمع, تلك المرأة سواءً كانت أمّاً, أو زوجةً, أو أختاً التي تربّي الرّجال العظماء والأبطال, المرأة التي تنطلق من واقع الوعي, والبصيرة, والإستشعار العالي للمسؤوليّة بكلّ صبر وشجاعة فتقدّم زوجها أو ابنها في سبيل الله بكلّ فخرٍ واعتزاز, وكما رأينا الكثير من النّساء العظيمات في هذه المسيرة القرآنيّة اللاّتي تربين على الثّقافة القرآنيّة فقدمن العديد من أزواجهنّ, وأبنائهنّ شهداء في سبيل الله, وعن هذه المرأة العظيمة يقول السيد: (المرأة تقع عليها مسئولية كبرى جداً، وهي زوجة، وهي أم، وهي قريبة من هذا الطفل تربيه, وهي قريبة من هذا الرجل تؤيده وتدفع به وَتصبِّره وتشجِّعه, لقد بلغ الأمر بالنساء الإيرانيات أن أصبحن يفتخرن، تفتخر إحداهن بأنها أصبحت أم أربعة شهداء، وأخرى تفتخر بأنها أصبحت أم ثلاثة شهداء، وهكذا أصبحن يتفاخرن بأنهن أمهات شهداء، وزوجات شهداء) سورة المائدة الدرس الرابع.

مثل هذه المرأة الصّالحة سيكون لها الدّرجة العالية, والمكانة الرّفيعة في الجنّة عندما تلحق بزوجها, أو إنها, أو أبيها وهي على نفس ما ساروا, واستشهدوا عليه فيلحقها الله بهم فتكون في نفس درجة الشّهيد المجاهد, يقول السيد: (مثل هذه الزوجة وهي في بيتها هي من سيكون لها ذلك الموقع العظيم إذا ما لحقت زوجها بإيمان وصلاح، وتقوى, أن تحظى بالقرب منه في درجته كشهيد مجاهد، وهي درجة عالية ﴿وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً﴾[النساء: من الآية96] فهي في بيتها تحظى بهذه المكانة) سورة المائدة الدرس الرابع.

كذلك الزوج الذي يرى زوجته الصالحة تنطلق في ميادين العمل والجهاد والوعي تقع عليه مسؤولية كبيرة فيعينها, ويشجعها, ويهتمّ بها, ويفسح لها المجال, ويخفّف عنها الأعباء والمشاغل يقول السيد: (ذلك الزوج أيضاً الذي يرى لدى زوجته اهتماماً من خلال ما تقرأ أو تسمع مما ترك لديها عمقاً إيمانياً فأصبح لديها اهتمام بأن تُسْهِم بمالها، بأن تُسْهِمَ في مجال تربيتها لأولادها، فهي تحرص على أن ينشئوا رجالاً صالحين، رجالاً جنوداً لله، أنصاراً لله فلا يثبطها, ولا يشغلها بأعمال قد لا تكون تمس الحاجة إليها، ولا يرهقها بأعمال قد يكون في غنى عنها، فيما يتعلق بمعيشته، يفسح لها المجال) سورة المائدة الدرس الرابع.

كذلك الأسرة الصّالحة عندما ينطلق كلُّ أفرادها وأعضائها في ميدان واحد بروح تكامليّة يشدّ بعضهم بعضاً, فيتحرّكون فيما يرضي الله ويجاهدون في سبيله, ويقدّمون الشّهداء العظماء, هؤلاء يكرمهم الله, ويرفع الله درجاتهم, ويجتمعون في مكان واحد, وتلتفّ هذه الأسرة العظيمة المجاهدة بفضل الزّوج, أو الزّوجة, أو الأبّ, أو الأمّ, أو الابن فيكونون في مقام واحد عند الله في جناتٍ عدن فضلاً وكرامةً من الله, يقول السّيد عن هذه الأسرة العظيمة المؤمنة المجاهدة: (أفراد الأسرة إذا ما انطلقوا هكذا يشد بعضهم بعضاً، فقد يحظون كلهم بالقرب بأن يصلوا إلى تلك الدرجة التي يصل إليها واحد منهم عظيم، أليست هذه نعمة عظيمة داخل الأسرة؟ بواسطة الأب قد تلتف الأسرة في جنات عدن في مقام واحد، بواسطة الابن قد تلتف الأسرة ويجتمع شملها في مكان واحد في الجنة، وقد يكون مكاناً عالياً ببركة ذلك الابن, الأسرة ببركة تلك الزوجة، ببركة ذلك الزوج، ببركة تلك الأم قد يصلون إلى تلك الدرجة, لكن فيما إذا كانوا على هذا النحو يشدون بعضهم بعضاً, وفعلاً يختلف الأفراد في الأسرة أحياناً باعتبار واقع عملهم فيكون بعضهم له دور كبير يحظى بمكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، فتكرم كل أفراد الأسرة من أجله، فتصل إلى تلك الدرجة العظيمة التي وصل إليها؛ لأنها كانت تشجعه، كانت تؤيده، كانت تقف معه) سورة المائدة الدرس الرابع.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر