مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}، العمل الصالح لا بدَّ منه، نتيجة الإيمان الصادق والإيمان بمفهومه الصحيح هي العمل الصالح، لا بدَّ من أن تمتلك من خلال الإيمان الدافع الكبير للعمل والعمل الصالح بالتحديد، كيف يكون عملك صالحاً، عندما أولاً يتوافق مع ما شرعه الله -سبحانه وتعالى-، يكون وفقاً لتوجيهات الله وتعليمات الله، فالعمل الذي فيه مخالفة لتوجيهات الله لا يعتبر عملاً صالحاً، يعتبر عملاً فاسداً، العمل أيضاً الذي تشوبه مخالفات لتوجيهات الله -سبحانه وتعالى-، تحوّله من عمل صالح إلى عمل فاسد، تفسد عملك الصالح، عندما تشوب العمل الصالح بظلم، أو بفساد، أو بخيانة، أو بخلل لا يتطابق مع ما شرعه الله -سبحانه وتعالى-، في هذه الحالة لا ينطبق عليه بأنه عمل صالح، العمل الصالح له ثلاثة عناصر أساسية:

 

موافقة ما شرعه الله -سبحانه وتعالى-، يتطابق مع التوجيهات الإلهية لا يخالفها، وليس فيه اختلال عنها، ثم الإتقان في العمل، الإتقان في العمل هو من صلاحه، الإنسان إذا كان يعمل العمل كيف ما كان، على حسب التعبير المحلي [مغضى]، ليس عملاً متقناً، لا يتحرك فيه بجد، ويحاول أن يتقن عمله، فقد ينقص، ينقص من صفة الصلاح، لا يصلح، يتخرب حتى كثيرٌ من أعمال الناس، تتخرب؛ لأنها غير متقنة، الإتقان في العمل مطلوب، "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، حتى في أعمالنا التي ترتبط بشؤون حياتنا المعيشية، ونحن في واقعنا الإيماني نربط كل شؤون حياتنا بالدين؛ لأن الدين هو نظام للحياة، تعليمات للحياة، توجيهات لإصلاح هذه الحياة، ولو بقيت هذه النظرة إلى الدين قائمة في أوساط المسلمين لكانوا هم أرقى الأمم، ولكانوا هم اليوم من يتصدرون الحضارة البشرية في كل الدنيا، ولكن هبطوا لما أضاعوا فهمهم للدين أنه تعليمات لصلاح هذه الحياة، ولنظم هذه الحياة، وللارتقاء بالإنسان في هذه الحياة، ولحل مشاكل هذه الحياة، وأفلسوا وانطلقوا من اعتبارات ومفاهيم أخرى ناقصة وقاصرة، فكانت النتيجة هي الخسارة، خسارة في كل شيء.

 

لاحظوا علاقة هذا المفهوم: العمل الصالح بالنجاح أو الخسارة، العمل غير المتقن كم يخسر الإنسان من أشياء كثيرة؛ لأنه لم يعملها بإتقان، فيفشل ويخسر، أما بمفهوم طبعاً هنا العمل الصالح يدخل فيه بشكل رئيسي الأعمال التي نحظى من خلالها برضوان الله -سبحانه وتعالى-، وإذا صححنا منطلقاتنا في هذه الحياة يتحول كل عمل نعمله، حتى في أعمالنا المعيشية.

 

لاحظوا على المستوى الاقتصادي، لو نشتغل على المستوى الاقتصادي بدافعين إيمانيين: أن نكسب الحلال ونعيش بالحلال، وأن نمتلك القوة التي تساعدنا في مواجهة أعدائنا، وفي الحفاظ على أنفسنا كأمة مؤمنة مستقلة، من باب: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: من الآية60]، لتحول كل جهد نبذله في هذه الدنيا حتى في مزرعتك، وحتى في متجرك، وحتى في مصنعك، وحتى في كل ميدان من الميادين تتحرك فيه، وتلتزم بالضوابط والتوجيهات الإلهية، تعليمات الله، توجيهات الله: لا تغش، لا تخدع... لا تمارس أي شيءٍ من المحرمات؛ لتحول كل جهد إلى جهد صالح، وعمل صالح، يمثّل قربةً إلى الله -سبحانه وتعالى-.

 

ولكن لما تنطلق في واقعك المعيشي: في تجارتك، أو في مزرعتك، فقط بالدافع الغريزي المعيشي والطمع، وغابت عن بالك وعن منطلقاتك ودوافعك، لاحظوا أهمية الإيمان حتى في الدوافع، أهمية الإيمان حتى في المنطلقات، الإيمان يجعل دوافعك إيمانية، منطلقاتك في هذه الحياة إيمانية، حتى إلى السوق، والمتجر، والمصنع، والمزرعة، والعمل الذي تشتغل فيه كعامل، وبالتالي نتعلم فيه هذه القيمة من القيم، التي هي: الإتقان في أعمالنا، نحرص أن تكون كل الأعمال أعمال متقنة، وليس أعمال عشوائية وأعمال ملفقة، شيء عجيب جدًّا في واقع المسلمين، زادت عندهم هذه منهجية التلفيق في الأعمال: أي عمل يعملونه، حتى في الجهاد في سبيل الله، كثيرٌ من مجالات العمل يتحرك فيها البعض بتلفيق تلفيق، عمل ملفق، وليس بتركيز على الإتقان.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرمضانية العاشرة 1441هـ.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر