نأتي إلى المحور الأول الذي هو الدروس والعبر المهمة من هذه المناسبة المباركة، هذه المناسبة العزيزة كبقية المناسبات الإسلامية ذات أهمية كبيرة فيما يستفاد منها من الدروس والعبر ذات التأثير التربوي والأخلاقي والثقافي الذي يساهم في الارتقاء الإيماني، وعندما نأتي إلى هذه المناسبة فمن أهم العناوين ذات العلاقة بها عنوان مهم جدا هو النموذج الصحيح والقدوة الحسنة الذي يمثل حاجة بشرية على مستوى مسيرتنا الدينية وعلى مستوى مواجهة التحديات وعلى مستوى تحمل الصعوبات، وسنتحدث على ضوء هذه العناوين على مستوى مسيرتنا الدينية، القرآن الكريم ركز بشكل كبير أن يعرض لنا النماذج التي ننشد إليها في مسيرتنا في الحياة لتطبيق الدين والالتزام به، ونجد في القرآن الكريم حديثا واسعا ومتنوعا ونماذج متعددة من سيرة الأنبياء عليهم السلام ووقائع متنوعة وكذلك شؤون متنوعة ومتعددة ذات صلة بحياتنا ذات صلة بتطبيق الدين في جوانب كثيرة من هذه الحياة وقدم دروس عن الأنبياء عليهم السلام وقدم لنا دروسا عن نماذج إيمانية من خارج سيرة الأنبياء عليهم السلام، مثل حديثه عن أصحاب الكهف كنماذج إيمانية راقية، وقدم من خلال ذلك دروس مهمة في جوانب أساسية معينة، ومثل حديثه عن مؤمن آل فرعون، مثل حديثه كذلك عن مؤمن أهل القرية في سورة يس، وكذلك فيما يتعلق بجانب النساء مثل حديثه عن أم موسى عليه السلام، مثل حديث القرآن الكريم عن أخت موسى عليه السلام، مثل حديث القرآن الكريم عن امرأة فرعون، مثل حديث القرآن الكريم عن امرأة عمران، مثل حديث القرآن الكريم عن الصديقة الطاهرة مريم العذراء، وهكذا نجد حديثا وعرضا لنماذج راقية، نماذج مهمة، نماذج صحيحة، قدوات حسنة ننشد إليها عندما نتجه للواقع التطبيقي لتعاليم الله وتوجيهاته سبحانه وتعالى، ننشد إليها في مسيرتنا الإيمانية، لها أهمية من جوانب متعددة، الأول منها أنها تلك النماذج تقدم شاهدا على إمكانية التطبيق على التعليمات والتوجيهات الإلهية أنها مسألة ممكنة في الجانب البشري وداخله في حيز المستطاع والممكن للإنسان، لأن البعض مثلا في سياق تنفيرهم عن التعليمات والتوجيهات والقيم والأخلاق الالهية يحاولون أن يصوروها وكأنها خارج المستطاع في واقع البشر وفي إمكانيات البشر وفي قدرات البشر وفي طبيعة ظروف وحياة البشر، وتلك النماذج تقدم شاهدا على أمكانية التنفيذ والتطبيق والالتزام بتلك التعليمات والتوجيهات والتجسيد العملي لتلك الأخلاق والقيم، تقدم شاهدا كذلك على إيجابية وعظمة وجمال تلك الأخلاق والقيم والتعليمات والتوجيهات عندما تتحول تلك التوجيهات والتعليمات والأخلاق إلى واقع عملي إلى ممارسة عملية، إلى سلوك في الحياة يتجلى جمالها، جاذبيتها، أثرها في واقع الحياة، ما تتركه من أثر طيب، من أثر عظيم، تأثير إيجابي في نفسية الإنسان، في أعماله، في واقع الحياة، في واقع الحياة، وهذا شيء في غاية الأهمية، أيضا تقدم النموذج الصحيح في عملية التطبيق وهي مسألة من أهم المسائل على الإطلاق، لأن الإسلام يأتي كتوجيهات، دين الله ورسالته تأتي كتوجيهات وتعليمات وتوصيفات وأوامر معينة.
في عملية التطبيق بشكل صحيح بشكل سليم، نحتاج إلى النموذج، ولهذا يقدم الله رسله وأنبياءه كقدوة في أول مقام في أعلى مقام، كقدوة بالدرجة الأولى هم عندما يقول الله سبحانه وتعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر"، يقدم رسول الله كقدوة وأسوة من حيث طريقة التطبيق الصحيح، أسلوب التطبيق الصحيح، أسلوب العمل الصحيح الممارسة الصحيحة، الالتزام الصحيح، وفي نفس الوقت ما يتعلق بذلك من عطاء من تضحية من صبر وإلى آخره، فهناك أهمية كبيرة، وجوانب كثيرة أثرت بعملية الانحراف والتحريف، من هذا الجانب عندما ترتبط الأمة برموز منحرفة أو بقدوات سيئة وليست حسنة، هنا يأتي الخلل الكبير جدا، عندما ترتبط الأمة بنماذج تطبيقية خاطئة أو مغلوطة أو منحرفة فتترك أثرا سلبيا كذلك في الاقتداء بها وفي الحذو حذوها بالممارسة الخاطئة بالتصرف غير الصحيح، بالتطبيق غير السليم، فالقدوات الحسنة والنماذج الصحيحة تقدم لنا عمليا النموذج الصحيح للدين، تقدم لنا بالتطبيق بالممارسة بالأداء الحالة الصحيحة للدين، وهذا يمثل عاملا مهما في الهداية وعاملا مهما في التحفيز والتأثر والتشجيع والإنشداد وعاملا مهما في الانجذاب عندما تتجسد تلك التعليمات والتوجيهات والأخلاق في واقع الحياة فيتجلى جمالها وجلالها وأثرها الإيجابي ولذلك نجد هذا الحديث المتنوع في القرآن يقدم لنا مواقف سلوكيات أعمال، تعبر حتى عن الجانب النفسي، حتى عن المشاعر حتى عن الوجدان، لذلك النبي أو لذلك المؤمن، أو لتلك المرأة المؤمنة، عندما تجد حديث القرآن الكريم عن نبي الله إبراهيم في مقامات متعددة ومناسبات متنوعة من تحطيمه للأصنام وهو في موقع يقدم فيه الهداية لقومه والحجة عليهم والتوضيح لهم إلى مقام آخر وهو في حالة الاستعداد التام أن حتى يذبح ابنه امتثالا للأمر الإلهي وتسليما لأمر الله سبحانه وتعالى، ومقامات أخرى في كل مقام دروس وهمة مفيدة ذات أثر مهم في نفسية الإنسان ومشاعره والتزامه السلوكي والأخلاقي والتربوي، وهكذا حديث القرآن عن غيره من الأنبياء، حديث القرآن الكريم عن مؤمنين، نماذج إيمانية من غير الأنبياء، حديث القرآن الكريم عن نماذج من النساء ذات الدور التاريخي والعظيم والمهم وذات الالتزام الأخلاقي والقيمي والإيماني العالي، هنا نجد أهمية أن نستفيد من هذه المناسبة ونحن نتحدث في هذه المناسبة عن أرقى وأسمى نموذج قدمه الإسلام للمرأة الصالحة للمرأة المؤمنة، عن أرقى نموذج عالمي، فاطمة الزهراء، كذلك فيما يتعلق في الجانب الآخر في مواجهة التحديات جزء كبير من معركتنا مع أعداء الأمة هو يتجه إلى المعركة معركة التصدي للغزو الثقافي والفكري والاستهداف المعادي لهذه الأمة لمبادئها وقيمها وأخلاقها، في إيمانها، وهذه معركة مهمة وخطيرة للغاية، هذا الجانب فيها استحضار النماذج الصحيحة والارتباط بالقدوات الحسنة، هذا الجانب جانب رئيسي وأساسي للصمود في هذه المعركة المواجهة في هذه المعركة، للتماسك في هذه المعركة، للثبات في هذا الميدان، الأعداء هدفهم الرئيسي الذي يسعون لتحقيقه في معركتهم معنا كأمة مسلمة هو ماذا؟ هو السيطرة علينا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
نص كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة - ذكرى ولادة السيدة الزهراء 1440هـ 2019-02-25 م.