محمد الفرح
في كل مرة يرتكب فيها العدو الصهيوني مجازر بحق الأبرياء، ينبري المرتزقة وقنوات المطبعين لاستثمار هذه الجرائم، فيعملون على قلب الحقائق وتزييف الوعي؛ فبدلًا من إدانة المعتدي الحقيقي، يوجّهون سهام الاتهام إلى الضحية، ويلقون باللوم على الطرف المستهدف بحجة "العنتريات" أو أنه هو السبب الذي جلب العدوان على شعبه.
إلا أنّ الوقائع الصلبة تكشف بطلان هذه الادعاءات؛ فـ"إسرائيل" تقصف من تشاء، وتعتدي متى تشاء، من غير حاجة إلى استفزاز أو مبرر. أليست سوريا تُقصف وتُستباح أراضيها وهي لم تقدم على ما يستثير العدو؟. أليس لبنان يُستهدف بشكل شبه يومي، مع أنّ حكومته تُطالب بنزع سلاح المقاومة وتقديم التنازلات صباح مساء؟. أليست قطر قد ضُربت رغم أنّها ترعى وساطات وتعمل على إعادة أسرى العدو نفسه؟.
إن "إسرائيل" لا تميّز بين ساكت ومطبع ومعادٍ؛ فهي عدوة للجميع، لا ترعى جميلًا لأحد ولا تحترم عهدًا، والقرآن الكريم قد نبّه إلى أنهم لن يرضوا عن أحد حتى يتبع ملتهم.
العدوان عندهم أصل في العقيدة، راسخ في الثقافة والتنشئة والذهنية؛ فلا يحتاجون إلى من يستثيرهم ليعتدوا أو يقصفوا أو يغتالوا.
الفرق الجوهري اليوم هو أنّ اليمن، رغم القصف والحصار، يثأر لشهدائه، يساند غزة، ويرفض الخضوع للضيم، بينما الاستهداف الإسرائيلي شامل للجميع، سواء كانوا ساكتين أم مطبعين أم مقاومين.
هذه الحقيقة تفند كل محاولة لتحميل الضحية مسؤولية ما يقع عليها من عدوان، وتكشف أن المشكلة ليست في مواقف الشعوب المظلومة، بل في طبيعة المشروع الصهيوني نفسه الذي يقوم على العدوان والهيمنة بلا حدود.
عضو المكتب السياسي لأنصار الله