مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ} فليست فترة زمنية طويلة، لم تكن أشهراً متواصلة، مثلاً: ربع العام، أو ثلث العام، أو نصف العام، أو كذا كذا شهوراً متصلة؛ إنما كانت أياماً معدودات، أقصاها هو ثلاثون يوماً.

 

{فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، وهذه المزيد من التسهيلات المتعلقة بهذه الفريضة، التي تراعي ظروف الإنسان المختلفة، بما فيها حالة المرض، وبما فيها حالة السفر، فيمكن للإنسان أن يفطر في هاتين الحالتين وأن يقضي مقابل هذه الأيام من أيامٍ أخر في بقية العام في الشهور الأخرى.

 

{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ} الذين يمكن لهم الصيام لكن بمشقة بالغة جداً، وبعنت ومشقة شديدة، مثل: الشيخ الهرم، الشيخ الطاعن في السن الذي يشق عليه بشكلٍ كبير أن يصوم، يمكنه أن يقدِّم البديل عن ذلك (الفدية): وهي طعام مسكين، ما يكفي المسكين الذي هو في غاية الفقر والحاجة، ما يكفيه من الطعام ليومٍ كامل، الوجبات الرئيسية على مدى يومٍ كامل، {فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً} قدَّم من الطعام ما هو أكثر، {فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ} فضل وأجر وزيادة خير، {وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} والصيام فيه خير ومكاسب كبيرة لهذا الإنسان، فوائد تربوية وفوائد صحية أيضاً، من المعلوم- الآن- أن هناك فوائد صحية مهمة جداً للإنسان، سواءً: على مستوى الجهاز الهضمي، أو على مستوى الدورة الدموية، أو على مستوى فوائد صحية أخرى، حتى لإعادة بناء وتنشيط خلايا الجسم، كم يتحدث أصحاب الاختصاص في الطب عن هذه الفوائد، وحتى في بعض المجتمعات غير المسلمة لهم مواسم معينة يفرضون فيها حمية من الطعام على أنفسهم؛ حتى يصلوا إلى هذه الفوائد الصحية المهمة، وهناك كتب كتبت بهذا الشأن، فالفوائد التربوية، والفوائد الصحية، والفوائد النفسية للصيام تؤكد أنه ليس فقط مجرد واجبٍ وفريضةٍ دينية، إنما هذه الفريضة لها فوائدها العظيمة والمهمة التي تجعل منها خيراً لهذا الإنسان، وذات أثر إيجابي متعدد ومتنوع لصالح هذا الإنسان.

 

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، وجعلت هذه الفريضة المباركة في شهرٍ عظيمٍ ومبارك، هو شهر رمضان الذي هو بكله شهر مبارك، وأيضاً فيه ليلةٌ عظيمةٌ مباركةٌ هي ليلة القدر، وخصصت هذه الفريضة في هذا الشهر لا يمكن نقلها إلى شهر آخر إلا في حالة القضاء، حالة القضاء هي مسألة ثانية، أما حالة الأداء فأداؤها في هذا الشهر المبارك شهر رمضان، وشهر رمضان هو بنفسه مبارك، وهذه الفريضة عظيمة ومهمة، وفي هذا الشهر المبارك نزل القرآن الكريم في ليلة القدر، والقرآن الذي هو كتاب هداية {هُدًى لِّلنَّاسِ}، هداية شاملة لخير الدنيا والآخرة، {وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، وفي هذا الكتاب المبارك بينات تبين لنا الحق، وتبين لنا ما نحتاج إليه، هداية واضحة، هداية بينة، وكذلك الفرقان الذي نفرق من خلاله بين الحق والباطل، بين ما هو خطأ وما هو صواب، بين ما هو حكمة وما هي حماقة، بين ما هو خير وما هو شر، وهذا الفرقان يحتاج إليه الإنسان للتقوى، وإلا وقع في المحاذير والمخاطر والكوارث والعقوبات والسخط الإلهي.

 

واجتمع في هذا الشهر المبارك بركة هذا الشهر وأهميتها، وأهمية نزول القرآن فيه، وعظمة هذه المناسبة: نزول القرآن الكريم الذي هو هبة الله، وعطيته العظيمة لعباده، وأعظم النعم الإلهية على الإطلاق، وهذه الفريضة، فهناك تناسب ما بين هذا الشهر وما بين هذا الكتاب أن ينزل فيه وما بين الصيام وما بين القرآن، كلاهما: القرآن الكريم والصيام نحتاج إليه لتحقيق التقوى.

 

{فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} من لم يكن مسافراً خلال هذا الشهر فعليه أن يصومه، {وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} وحالة المرض يلحق بها أيضاً الحالات التي لها علاقة بالمرض، لها تأثير على المستوى الصحي، دخل في ذلك بحسب الشريعة الإسلامية حالة الضرر التي قد تتضرر بها المرضعة على نفسها وعلى جنينها أو على رضيعها، وحالة الحمل في حال تضررت المرأة الحامل على نفسها أو على جنينها، في حال كان هناك ضرر مؤكد، ففي هذه الحالات أيضاً تلحق بحالة المريض؛ لأنها ظروف صحية تؤثر على الصحة نفسها، على صحة المرأة الحامل والمرأة المرضع، وعلى الجنين أيضاً أو على الرضيع.

 

حالة السفر كذلك حالة معروفة {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، يعني: فيجزي عن تلك الأيام التي أفطر فيها المسافر أو المريض القضاء عنها بأيامٍ أخر في غير شهر رمضان المبارك، فنجد أن هذه الفريضة المهمة بما لها من فوائد ومكاسب، وبما قدم معها من تسهيلات نرى فيها رعاية الله ورحمة الله ولطفه، {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}، فليس يريد التضييق علينا، بل أراد بنا اليسر، وهذه التشريعات تشهد بذلك: كيف راعى هذه الظروف وهذه الصعوبات، {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ} مطلوب منا إكمال العدة على مستوى إتمام الشهر في صيامه، وعلى مستوى أيضاً القضاء لما أفطر فيه الإنسان بسبب السفر أو المرض، {وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} التعظيم لله -سبحانه وتعالى- بإدراك عظيم ما هدانا إليه أنه يمثل نعمةً عظيمةً علينا، وأنه هدانا إلى ما فيه خير كبير لنا، حتى بعض المسؤوليات أو التشريعات الإلهية التي نراها كبيرة، ونظن بكبرها أنها شاقة، وأن مشقتها زائدة. |لا| هي نعم عظيمة، وأهميتها كبيرة في واقع الحياة، مثل الجهاد في سبيل الله، مثل بقية التكاليف والتشريعات الإلهية كلها ما رأيناه كبيراً هو كبير الأثر، وهو كبير الفائدة، وهو أمرٌ عظيم، نعظِّم الله ونشكر الله عليه، {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} وهذا يعطينا نظرة صحيحة إلى كل ما هدانا الله إليه، وأمرنا به، ووجهنا إليه: أنه بكله هو خيرٌ لنا، هو خيرٌ عظيمٌ لنا، ومصلحةٌ لنا؛ لأن البعض ينظر إلى بعض التشريعات الإلهية والتوجيهات الإلهية إلى أن فيها المشقة، وفيها الصعوبة أو فيها الخطورة؛ فيتهرب من الالتزام بها والتنفيذ لها، بينما هي كلها نعمة، علينا أن نشكر الله عليها، وفيها خيرٌ كبيرٌ لنا، ووراءها خيرٌ كبيرٌ لنا، وفي الإخلال بها خطرٌ علينا وشرٌ علينا.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

شهر رمضان

الفريضة الإلزامية والتسهيلات الإلهية

 

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الأولى

مايو 20, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر