الله --سبحانه وتعالى-- يحذر أيضاً على مستوى التنصل عن المسؤوليات وما ينتج عنه، يقول -جلَّ شأنه-: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[الأنفال: الآية25]، هذه الآية القرآنية هي تحذر من التنصل عن المسؤولية في إقامة العدل، في إقامة الحق؛ لأن الحالة التي يجلس فيها الناس يتخاذلون فيها، يتنصلون عن مسؤولياتهم هذه المهمة فيها، حينها تأتي الفتن التي تعم الكل، تأتي المصائب التي تعم الكل، إذا أفسح المجال في الساحة الإسلامية، في أوساط المجتمع المسلم للذين ظلموا أن يفعلوا ما يريدون، والمجتمع يقعد، يتخاذل، يتنصل عن مسؤوليته، والناس لا ينهضون بواجباتهم في إقامة العدل والحق؛ حينها يجر أولئك المصائب على المجتمع بكله، فلا يسلم المجتمع من مصائبهم، من كوارثهم، من ظلمهم، مما يجرونه بظلمهم، سواءً العقوبات من الله --سبحانه وتعالى-- بشكلٍ مباشر، أو التسليط الإلهي: إما لأولئك، أو لغيرهم، فتكون النكبات كبيرة للمجتمع المسلم؛ لأن نتائج التفريط في المسؤولية هي نتائج خطيرة للغاية، نجد مثلاً أن الله --سبحانه وتعالى-- قال في القرآن الكريم في واجب الجهاد: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ}[التوبة: من الآية39]، كيف حالة التفريط في المسؤولية يمكن أن يترتب عليها العذاب من الله --سبحانه وتعالى--، ولهذا وعيد صريح.
عندما نقرأ قوله --سبحانه وتعالى-- فيمن ينهزم في المعركة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}[الأنفال: 15-16]؛ لأنه انهزم، فكانت هزيمته تلك بقدر ما هي تشوه الإسلام هي تمكِّن العدو؛ فتعتبر مساعدةً للعدو على تمكنه، ومساهمةً معه والعقوبة أصبحت هي ماذا؟ {فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، مع أنه قد تحرك ليجاهد، ونزل إلى الميدان ليجاهد، وتحرك في إطار النهوض بهذه المسؤولية، لكنه عندما فعل ذلك كانت عقوبته هي جهنم، يعني: أن جهنم هي الجزاء الذي يترتب على هذا التفريط في هذه المسؤوليات المهمة والعياذ بالله.
فالمجتمع المسلم لا بدَّ أن يعي أن مسؤوليته هي العمل على إقامة العدل، وأن يكون لدينا وعي عن المظالم الكبرى، اليوم ظلم أمريكا وظلم إسرائيل كيف تضمن لنفسك أنك لست شريكاً فيه؟ هذا من أكبر الظلم في الساحة اليوم في هذا العصر، في هذا الزمن من أكبر الظلم ظلم أمريكا، ظلم إسرائيل.
اشترك في هذا الظلم السعودي، وأصبح أداة تنفيذية يرتكب أبشع الجرائم بحق شعبنا العزيز، يسعى للتطبيع مع إسرائيل يروض للتطبيع مع إسرائيل، ويروج له؛ حتى بانتهاك حرمة هذا الشهر الكريم يعدون مسلسلات رمضانية تروج بكل وضوح، بكل صراحة للعلاقة مع الإسرائيلي، وتقدم نظرة مختلفة عن الإسرائيليين غير النظرة الحقيقية، نظرة مزيفة، باطلة، وتسيء إلى الشعب الفلسطيني.
الإماراتي ماذا يفعل؟ الكل من هؤلاء الذين دخلوا في هذا الجرم، في هذا الظلم العام، كيف تقي نفسك حتى لا تكون شريكاً لهم في ظلمهم؟ كيف تحرص على أن تكون بريئاً من التورط في الاشتراك في هذا الظلم العام، هذا الظلم الشامل، المظالم الكبرى إذا لم يكن الإنسان متنبهاً؛ قد يكون شريكاً فيها بتأييد ولو بكلمة، قضية خطيرة للغاية.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية الرابعة عشرة 1441هـ
وما الله يريد ظلماً للعالمين (3)افتراء الكذب على الله أشد وأسوأ.