من المعالم التي وصلنا إليها: أن الإسلام دين زكاء، وطهارة، ومكارم أخلاق، وسمو للنفوس، وهذا جانبٌ مهمٌ ورئيسيٌ في الإسلام في أصالته، الأصالة التي تقدِّم لنا الفوارق ما بين الزيف وما بين الحقيقة، ما بين الاتجاه الصحيح الذي يربطنا برسول الله وبالقرآن، وما بين الاتجاه الزائف الذي يربط الأمة بتبعية إلى أعدائها، ويوَّلِّف شكلًا مزيفًا يحسب على الإسلام، ويربط الأمة بأعدائها، ويُدجِّن الأمة لإعدائها، ويُسَخِّر الأمة لأعدائها.
فمن أهم الجوانب الرئيسية في الإسلام هو هذا الجانب: الزكاء، مسألة التزكية للنفوس، حتى تستقيم في هذه الحياة وتصلح، الإنسان لا يمكن صلاحه إلَّا بالتزكية، وإلَّا فالإنسان يتأثر سلبًا، وتتدنس نفسيته، ثم يتصف بمساوئ الأخلاق، وتصبح نفسيته المدنسة ميَّالةً نحو كل ما هو سيء، وبالتالي لديها قابلية للارتباط بكل جهات الطاغوت، بكل جهات الشر، والانسجام معهم، يصبح مرتاحًا جدًّا للارتباط بالصهاينة، باليهود الصهاينة، بالأعداء بكل أشكالهم وفئاتهم، بالمنافقين، أو بأولياء المنافقين من أعداء الأمة؛ لأنه يُحِس بالانسجام النفسي معهم، نفسية مدنَّسة، نفسية خبيثة، نفسية سيئة.
الإنسان يحتاج إلى زكاء النفس، ولا يمكن له الاستقامة على منهج الله إلَّا بتزكية النفس، وإلَّا إذا خبُثت النفس وفسدت النفس، اتجه الإنسان اتجاهًا سيئًا في واقعه العملي، في سلوكه، في تصرفاته، ثم في الأخير في ولاءاته وفي مواقفه، ولا يرى نفسه- في الأخير- منشدًّا بشكلٍ صحيح، بشكلٍ قوي، بشكلٍ فعَّال لمنهج الله -سبحانه وتعالى-، بل يرى نفسه قد ابتعد كثيرًا عن ذلك المنهج الإلهي، ولذلك كان من المهام الرئيسية للرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-، وللقرآن كذلك: التزكية للنفس البشرية، وهي مهمة رئيسية للأنبياء بكلهم، وللرسل بكلهم، ولكتب الله بكلها، ومساحة كبيرة من جهد الأنبياء، ومساحة كبيرة من كتب الله -سبحانه وتعالى- اتجهت إلى النفس البشرية بهدف تزكيتها، على مستوى ما يقدم، على مستوى التعبئة الروحية والإيمانية، وعلى مستوى الجانب التربوي، وعلى مستوى الكثير من التشريعات فيما أمرنا الله به، وكذلك فيما نهانا عنه، انصب ذلك- في كثيرٍ منه- نحو تزكية هذه النفس البشرية، فيما يسمو بها، فيما يعزز فيها عناصر الخير.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
الكلمة الثانية بمناسبة الهجرة النبوية 1440هـ – 2