مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هذه الأمة هل نفترض في حقها أن يقودها لتنفيذ هذا البرنامج يزيد بن معاوية؟! أولًا في: {وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} أول مشكلة تكون لهم مع يزيد في: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}، ستكون أول مشكلة مع يزيد على المنكرات؛ لأنه يستبيح المنكرات، وينهى عن المعروف، واتجاهه اتجاه آخر، بدل: {كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ}، [كونوا أعداء الله، واقتلوا صفوة وأخيار عباده، واجتاحوا كل الحرمات وكل المقدسات، وافعلوا كل شيء]، أباح المدينة المنوَّرة في كل شيء، أباح سفك الدماء فيها، ونهب الأموال منها، واغتصاب النساء فيها، لثلاثة أيام كاملة، قال لجيشه: [لكم ثلاثة أيام أقتلوا، اغتصبوا، انهبوا، ولا تترددوا في أي شيء]، وفعلوا ذلك، وسنأتي إلى هذا الموضوع بمزيدٍ- إن شاء الله- من التوضيح.

 

الأمة الإسلامية مسارها الذي يفترض أن تسير عليه، وأن تبني عليه واقعها بكله، هو المسار التي حددته الآيات المباركة، مسار تتحرك فيه في (الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ)، صراط الذين أنعم الله عليهم من هداة عباده، هل يزيد منهم، أم أنَّه من أولئك المغضوب عليهم؟ كل ما يمكن أن يغضب الله هو كان يفعله، وفعله، من المغضوب عليهم، ومن أسوء المغضوب عليهم، ومن أرجس وأدنس المغضوب عليهم.

 

مسيرة الإقامة للقسط، وذاك: ظالم، طاغية، مجرم، مترف، مستهتر بكل شيء، ليس هناك شيء له قيمة عنده: لا مقدسات، ولا مبادئ، ولا قيم، ولا أمة، ولا أي شيء أبدًا. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: الآية119]، هذا هو المسار المفترض للأمة، وليس مع الطغاة، المجرمين، السيئين.

 

فإذًا، لا يمكن ليزيد أن يقود الأمة لتطبيق برنامج على ضوء هذه الآيات القرآنية، التي تحدد لنا طبيعة المسار، والطريق الذي يفترض أن تسير فيه الأمة في حياتها ومواقفها، يزيد مساره منفصل كليًا مع هذه الآيات، ليس فقط منفصلًا عنها، وإنما متناقضًا معه هو أيضًا، ليس متفقًا معها بأي شكلٍ من الأشكال، ويفترض أن تكون مشكلة الأمة معه هو وأمثاله في: نهيها عن المنكر، في تصديها للطغيان، في إقامتها للقسط، في مواجهتها للظلم، تكون مشكلتها معه هو وأمثاله ممن على نهجه وطريقته.

 

الأمة الإسلامية محمية في منهجها الإلهي، إن التزمت به، من أن تكون متقبلة لأن يفرض عليها يزيد وأمثال يزيد، النصوص القرآنية أتت لتحدد للأمة من تتبع، ومن تطيع، وفي أي طريقٍ تسير، وبعضٌ من النصوص القرآنية التي نقرأها، من مثل قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} [الكهف: من الآية28]، كل المواصفات هذه تنطبق على يزيد انطباقًا تامًا، فأغفل الله قلبه عن ذكره وهديه، وهو منصرف عن هذا كليًا، وبكل وضوح أيضًا، ثم هو- كذلك– متَّبع لهوى نفسه بكل وضوح، ولا ينطلق على أساس: شرع الله، ودين الله، وتعليمات الله، وتوجيهات الله، ثم أمره كذلك فُرُط، وتجاوز، وانتهاك للحق والقيم والأخلاق.

 

الله يقول: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ}، ويقول: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً}[الإنسان: من الآية24]، ويقول: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ}[الشعراء: 151-152]، الأمة هذه مرسومٌ لها مسارها في الأول في أيِّ طريقٍ تسير، ومع مَنْ، وفي أيِّ اتجاه، وعلى أيِّ أساس، ثم هناك النصوص الكثيرة التي تنهاها وتنهى كل فردٍ منها، وتتوجه بالنهي الواضح والصريح عن طاعة واتِّباع: المجرمين، والضالين، والطغاة، والمفسدين، تجعل الإنسان متباينًا معهم في مسيرة حياته، ومواقفه التي يتحرك على أساسها.

 

فلذلك يزيد يشكِّل خطورة كبيرة على هذه الأمة، في ماذا؟ في مبادئها، وفي قيمها، وفي أخلاقها، وفي منهجها بكله، وتَمكُّنُه من موقع السلطة والقرار سيساعده على تصفية حساباته في أحقاده الكبيرة، وفي سعيه الانتقامي من الرسول والإسلام والمسلمين، كما يساعده على أن يتمكن من استغلال مقدرات الأمة وإمكاناتها فيما ينسجم مع هوى نفسه، مع ما هو عليه من: انحراف كبير، وإجرام، وفساد… وهذه قضية خطيرة جدًّا، يعني النتيجة فيها: أن تخسر الأمة دينها، أن تنفصل عن هذا الدين في مسيرة حياتها، وتفصل في مسيرة حياتها عن هذا الدين في أهم ما في هذا الدين: من مبادئ، من قيم، من أخلاق، من تشريعات، وأن يتحوَّل واقع الأمة إلى خَوَل، إلى خدم، إلى عبيد ليزيد بن معاوية، مثلما فعل بالذين سَلِمُوا من القتل، بعد دخول جيشه المدينة المنوَّرة، وبعد أن قُتِل أعداد كبيرة، في بعض الروايات التاريخية بالآلاف، في بعض المصادر التاريخية تقول: أنَّ الآلاف قُتِلوا في المدينة، فمن بقي منهم أُجبِرُوا على أن يبايعوا ليزيد بن معاوية، وكانت صيغة البيعة: العبارات التي يبايعون على أساسها، كانت الصياغة هذه لعبارة أن يباع الواحد منهم على أنَّه ماذا؟ مواطن؟ |لا| على أنَّه عبدٌ قِنٌ ليزيد بن معاوية، وأُجبِرُوا على ذلك، التاريخ يذكر هذه الحقائق، أُجبِر بقايا من سَلِمَ من القتل في المدينة المنوَّرة على أن يبايعوا ليزيد بن معاوية، يبايع كل فردٍ منهم على أنَّه عبدٌ قِنٌ، يعني: خالص العبودية ليزيد بن معاوية، وخُتِمَ على كلٍ منهم بختم، كان يستخدم هذا الختم على العبيد؛ يختم عليهم كعلامة مميزة لهم على أنَّهم عبيد، وختم (بالكي الناري) حتى تصبح علامة ثابتة، وكأنَّ الإنسان حيوان، تخيلوا هذا المستوى من الإسراف والإجرام!

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام 1440هـ- الخامسة

 

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر